من الأخبار الهامة التي تم تداولها الأسبوع الماضي، كان تنظيم وزارة التربية والتعليم ملتقى طلابياً موسعاً جمع أكثر من 700 طالب وطالبة من المدارس الحكومية والخاصة، بحضور الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وزير التربية والتعليم، وعدد من مسؤولي الوزارة ومنتسبي القطاعات التعليمية، في خطوة تعكس رؤية واضحة ومستقبلية للنظام التعليمي في مملكة البحرين.

أكثر ما لفت انتباهي في الحدث أنه لم يكن مجرد لقاء روتيني، بل شكل في اعتقادي نموذجاً مبتكراً للتفاعل المباشر بين أعلى مسؤول في مؤسسة صناعة القرار التعليمي والطلاب أنفسهم، للتعرف على احتياجاتهم ومناقشة تطلعاتهم المستقبلية في جو من الحوار البناء والمثمر، والذي يعكس روح الديمقراطية والتواصل الفعال بين المسؤول والمواطن.

ما ميز هذا الملتقى هو التركيز الواضح على الطالب كمحور أساسي للعملية التعليمية، بما يتماشى مع توجيهات جلالة الملك المعظم، الهادفة إلى توفير مقاعد تعليمية مناسبة لكل طالب، وضمان تطوير منظومة تعليمية تراعي احتياجات المستقبل وسوق العمل، حيث إن الوزارة لم تكتفِ بعرض الخطط التطويرية، بل منحت الطلبة فرصة للمشاركة في صياغة بعض هذه الخطط عبر مقترحاتهم التي شملت تحسين البرامج الدراسية، التدريب العملي، البعثات الدراسية، تطوير مهارات اللغة الإنجليزية، والحفاظ على الهوية اللغوية والثقافية من خلال تعليم اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم.

الحضور الطلابي والتفاعل الكبير في هذا الملتقى عكس بكل وضوح تقدير الوزارة للطلبة واعترافها بأهمية صوتهم وأفكارهم في صياغة مستقبلهم التعليمي والمهني، كما أن إشراف وزير التربية والتعليم، بشكل مباشر على الحوار مع الطلاب، يظهر الالتزام الشخصي والرؤية النشطة لتطوير منظومة تعليمية مواكبة لأحدث التطورات العالمية، مع الحفاظ على ريادة البحرين في قطاع التعليم كما عهدناها دائماً.

هذه المبادرة، بلا شك، تمثل نقلة نوعية في سياسة التعليم في مملكة البحرين، حيث تحول العلاقة بين الطالب والوزارة من علاقة تقليدية إلى شراكة حقيقية تقوم على الاستماع والتخطيط المشترك، كما أنها خطوة ملموسة نحو تعليم أكثر شمولية وفعالية، مما يجعل الطالب شريكاً حقيقياً في رسم مستقبله العلمي والعملي، ويعزز من قدرة المملكة على إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات الغد.

وأخيراً، فإن هذا الملتقى يمثل أكثر من مجرد نشاط عادي، وإنما مؤشر واضح على التزام البحرين بتطوير منظومتها التعليمية، وبتنمية قدرات طلابها، وبتحقيق رؤية وطنية تستشرف المستقبل بوضوح وثقة، مع قيادة تعليمية حكيمة تسعى دائماً لوضع الطلبة على رأس أولوياتها.