«كل قواتنا المسلحة هي قواتكم».. عبارة قالها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه، خلال التمرين المشترك «التمرين البحريني الإماراتي ربدان شويمان»، وهي كفيلة وحدها بأن تختصر عمق العلاقة الأخوية المتجذّرة بين البحرين والإمارات. عبارة تحمل وزن التاريخ، وثقة القائد، وامتداد نهجٍ راسخ صاغته الأجيال منذ أيام الآباء والأجداد.

ولم تكن كلمات جلالته مجرد تعبير عن مشاعر أخوية، بل قراءة دقيقة لطبيعة الشراكة التي جسّدها تمرين «ربدان شويمان»، وما مثّله من إضافةٍ نوعية إلى الإمكانيات الدفاعية المشتركة، وتطوير للتعاون العسكري بين البلدين الشقيقين.

إن اختيار جلالته للكلمات كانت واضحة ومباشرة، حين قال إن «تسمية القوات المشاركة في التمرين باسمه تمثل له فخراً شخصياً متجذّراً منذ عقود، لم يكن تفصيلاً عابراً، بل رسالة تؤكد أن العلاقة بين البلدين بلغت مستوى عالياً يجعل من التعاون العسكري امتداداً طبيعياً للأخوّة السياسية والإنسانية».

وتزداد هذه الرسالة عمقاً، عندما نجد الحرس الملكي بقوة دفاع البحرين يعمل كتفاً إلى كتف مع لواء حمد بن عيسى المحمول جواً التابع لحرس الرئاسة الإماراتي، في صورةٍ تؤكد أن التناغم الميداني ليس نتيجة تمرين واحد، بل ثمرة تاريخ من الثقة المتبادلة.

وقد جاء توجيه جلالة الملك المعظم بتسمية سربٍ من طائرات سلاح الجو الملكي البحريني باسم «سرب محمد بن زايد» ليضيف بُعداً رمزياً جديداً لهذه العلاقة، تقديراً لدور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في دعم أواصر الأخوة الراسخة بين البلدين، وترسيخ التعاون الدفاعي في مختلف الميادين.

إن «ربدان شويمان» ليست مجرد مناورة عسكرية، بل انعكاساً لمسار طويل من التلاحم بين البحرين والإمارات، مسار يزداد صلابة كلما زادت التحديات، ويؤكد أن الأمن الإقليمي لا يبنى بالسلاح وحده، بل بالثقة والشراكة ووحدة الهدف.

ختاماً.. هي قصة بدأت بخيل أهداها الأجداد، وقصائد حملت معناها، تُروى اليوم بقوات تصوغها الأجيال. وما بين «ربدان شويمان» الأمس، تتواصل اليوم الروح نفسها: أخوّة لا تغيّرها السنين، وشراكة تزيدها التحولات قوة.

فيصل العلي