نشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نترقب القمة الخليجية وسط أجواء احتفالية بأعراسنا الوطنية التي ستزيدها هذه القمة نفحة من الروح الخليجية والتآلف الإقليمي الاجتماعي بين الأشقاء قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، هذا الترقب وهذا الشعور الذي تتفتح من خلاله الآمال والتطلعات بمستقبل مشرق لدولنا الشقيقة بمسار تكاملي تسوده روح الوحدة بالوطن الواحد الذي لا تفصله حدود ويجمعه قلب نابض ومسار واحد ودور متكامل.
نعيش زخماً وطنياً وحراكاً اجتماعياً فاعلاً على كافة المستويات الرسمية والأهلية، وسط جاهزية تنظيمية ولوجستية وشعبية، جميعها تترقب الأفراح الوطنية والعرس الخليجي، تدعمها في ذلك الخبرات المتراكمة في الاستضافة والإعداد والاستعداد لكافة الفعاليات، فنحن جميعاً نعكس مدى تطور مملكتنا ونقدم أنموذجاً لهويتنا البحرينية، خاصة في ظل التوافد الإعلامي الذي ستشهده البحرين سواء من قِبل الإعلام الخليجي والعربي وكذلك الإعلام الدولي أيضاً، فهي فرصة لنسوق ماضينا العريق الذي يعكس أصالة وتاريخ وهوية البحرين، وحضارتنا المتأنقة بالرؤية الثاقبة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم وبدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم، وبفريق البحرين الذي يمثل أصالة هذا الشعب الذي يسير نحو المستقبل المشرق.
تأتي هذه القمة في خضمّ الدور الريادي الذي تقوده المملكة في ظل المتغيرات الإقليمية، فالدعوة إلى السلام والتوافق والمحبة والعيش المشترك، وضمان الأمن والأمان لكافة شعوب العالم، جميعها أهداف يقودها جلالة ملك البلاد المعظم برؤية طموحة سمحاء يرسّخ من خلالها جلالته حفظه الله لسياسة الحوار والانفتاح والحكمة، والتوافق وبناء الجسور التي تربط ولا تفصل.
إننا بصدد الوصول إلى التكامل في كافة الجوانب، وخاصة الرياضية منها، فبعد نجاح دولنا الخليجية في تنظيم العديد من البطولات والفعاليات الرياضية، وكان آخرها دورة الألعاب الآسيوية للشباب التي احتضنتها البحرين، وهي فعالية تؤكد على البنية التحتية الجاهزة لأكبر البطولات على مستوى العالم، فإن من الضرورة بمكان أن نصل إلى المستوى التكاملي في الأحداث العالمية من ناحية التنظيم والاستضافة، ليشهد العالم بأسره على قوة هذا الاتحاد الخليجي القادر على تنويع وتوزيع الفعاليات بين دول المجلس، عبر الاستفادة من الإمكانيات الخليجية بمنشآتها وعناصرها وكوادرها البشرية ذات الخبرة والإمكانيات المتطورة، وهو الأمر الذي سيفتح مجالات أوسع كالاستثمار وجذب رؤوس الأموال عبر شركات ومؤسسات القطاع الخاص العالمية سواء عبر الفرص الاستثمارية والسياحية والاقتصادية.
القمة الخليجية هي الانطلاقة الحقيقية لتحقيق آمال وتطلعات الشعوب الخليجية. فأهلاً وسهلاً بالجميع في بلدهم الثاني مملكة المحبة والسلام والوئام، مملكة الحضارة والتاريخ، والحاضر المزدهر والمستقبل المشرق، مملكة البحرين.