بمناسبة ذكرى يوم المرأة البحرينية من المهم التأكيد على تفوق التجربة كنموذج يتطور عبر مراحله، بالتالي اليوم الحديث عن انتقال التجربة البحرينية في تمكين المرأة من مراحل الدعم والتأسيس إلى التركيز على جودة الإنجاز وريادة المرأة في مختلف القطاعات.

الاحتفاء اليوم معني بمسيرة متواصلة من العمل المؤسسي بقيادة المجلس الأعلى للمرأة، الذي ساهم منذ تأسيسه في ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص، وتطوير السياسات الوطنية التي تعزز مشاركة المرأة في الحياة العامة والاقتصاد والمجتمع المدني.

هذا الاحتفال السنوي يسلط الضوء دوماً على التقدم الذي أحرزته المرأة البحرينية، من خلال توثيق إنجازاتها وتقدير مساهماتها النوعية في قطاعات متعددة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على قصص نجاح نسائية أثبتت حضورها محلياً ودولياً عبر حصولها على جوائز مرموقة، مما يعكس قدرتها على الإبداع والمنافسة ضمن معايير التنمية المستدامة.

المميز فيما يخص يوم المرأة البحرينية أنه في كل عام يتم اختيار محور متخصص يبرز إسهامات المرأة في مجالات متنوعة، ما ساعد في توثيق تطور حضورها وتنوع أدوارها. ويأتي شعار هذا العام «تميز - إبداع - ابتكار» تتويجاً لتلك المسيرة المتدرجة، التي انتقلت من إبراز المشاركة إلى الاحتفاء بالريادة، بالإضافة إلى التركيز على الأثر النوعي الذي تُحدثه المرأة البحرينية على المستويين الوطني والدولي.

الدعم الملكي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وكذلك قيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، ساهم في بناء منظومة متكاملة لتمكين المرأة.

هذا الدعم تجسّد منذ تأسيس المجلس الأعلى للمرأة، كمؤسسة وطنية تعنى برسم السياسات وتطبيق المبادرات المعززة لمكانة المرأة. ومن خلال استراتيجياته المتعاقبة، أطلق المجلس برامج هدفت إلى إدماج المرأة بشكل فعّال في كافة المجالات، وتحقيق التوازن بين الجنسين في الوظائف القيادية والتنفيذية.

المجلس أطلق خطته الوطنية الجديدة بعنوان «المرأة البحرينية من التمكين والتقدم إلى السعي نحو الريادة»، والتي تركّز على دعم المرأة في مجالات الابتكار والتحول الرقمي، وضمان استمرارية مساهمتها في التنمية الشاملة وفق الرؤية الاقتصادية، وبرنامج الحكومة، وأهداف التنمية المستدامة.

ما تحقق للمرأة البحرينية حتى اليوم هو نتيجة مسار وطني طويل الأمد، قائم على التخطيط الاستراتيجي والاستثمار في الكفاءات. وهنا من المهم التأكيد على أن يوم المرأة البحرينية شاهد سنوي على مكانة المرأة كشريك رئيسي في صياغة مستقبل البحرين، وعلى التزام الدولة باستدامة مكتسباتها وتوسيع آفاق مشاركتها في بناء الوطن، فتحيّة لكل نساء البحرين.