القمة الخليجية السادسة والأربعون لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تستضيفها مملكتنا الحبيبة غداً، ستكون محور اهتمام ومتابعة كل المهتمين بالشأنين الخليجي والإقليمي وحتى الدولي، كونها تأتي في ظل تحديات كبيرة تشهدها المنطقة خاصة من النواحي الأمنية والدفاعية والاقتصادية.

وتعودنا في مملكتنا الحبيبة على تميز القمم الخليجية السبع التي استضافتها منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981، حيث شهدت البحرين عندما تستضيف أي قمة خليجية اعتماد المجلس وموافقته ومباركته وطرحه مشاريع مصيرية هامة، تُسجل فيما ضمن أبرز الإنجازات الهامة لدول المجلس، لتصبح المنامة موقع انطلاق للمشاريع الخليجية التي تلبي تطلعات شعوب دول المجلس، وتسهم في تعزيز منظومة دوله الشقيقة التي تمضي بثبات نحو ترسيخ وتعزيز التعاون والتنسيق والتكامل بين دول المجلس.

ولعلنا نذكر أبرز القرارت والمنجزات التي ولدت على أرض المملكة، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر: تأكيد قمة البحرين 2016 على ضرورة تسريع وتيرة العمل لإنجاز السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي والربط المائي، أما قمة البحرين 2012 فقد شهدت مصادقة ومباركة إنشاء قيادة عسكرية خليجية موحدة، فيما اعتمدت قمة 2004 في المنامة الخطوات الأولى لتحقيق الاتفاقية الاقتصادية الخليجية الموحدة، وعززت قمة المنامة 2000 من الإجراءات المتعلقة بإنشاء الاتحاد الجمركي بين الدول الأعضاء، وتبنى المجلس الأعلى في قمة المنامة 1994 خطوات لبناء القوة الدفاعية الذاتية، والمضي نحو تطوير قوة درع الجزيرة.

أما قمة المنامة 1988 فقد كانت قمة اقتصادية بامتياز، حيث شهدت مجموعة من القرارات الاقتصادية الهامة منها: السماح لمواطني دول المجلس بتملك أسهم شركات المساهمة المشتركة والجديدة العاملة في الأنشطة الاقتصادية، ومساواة مواطني دول المجلس في المعاملة الضريبية مع مواطني الدولة العضو التي يتم الاستثمار فيها، والتطرق لأنظمة تُشجع وتُنسق لإقامة المشاريع الصناعية بدول المجلس، وتحمي الصناعات الوطنية الناشئة، فيما شهدت أول قمة خليجية استضافتها البحرين عام 1982 الموافقة على إنشاء مؤسسة الخليج للاستثمار، وهي القمة التي شكلت إطاراً مهماً في ترسيخ لبنات مسيرة العمل الخليجي المشترك، وذلك بعد عام واحد من تأسيس مجلس التعاون.

إن استضافة مملكتنا الحبيبة لهذا التجمع الخليجي المبارك والمتمثل في القمة 46 هي بالتأكيد خطوة كبيرة في تعزيز مسيرة المجلس، وتأكيد على الدور المحوري الهام الذي تقدمه البحرين في وحدة الصف الخليجي، ولعل هذه القمة تعتبر بداية لمرحلة إيجابية جديدة، تسهم في الدفع بعجلة المجلس نحو الأمام بقوة وثبات في مختلف المجالات، وصولاً إلى الوحدة والتكامل والاتحاد الخليجي الذي هو بالتأكيد حلم يتطلع الجميع إلى تحقيقه، بالشكل الذي يلبي طموحات شعوب المجلس، ويُمكن دوله من مواجهة أي تحديات آنية ومستقبلية.