لقد رسّخت الأمانة لمجلس النواب عبر مبادراتها المبتكرة فكرة التواصل مع كافة فئات المجتمع، وهو هدف سامٍ يختصر المسافات مع الجيل القادم الذي سيكون أكثر نضجاً ومعرفة بأدواره في البناء والتقدم عبر الحياة الديمقراطية، فالمشاركة الشبابية وإشراك ذوي الإعاقة وتمكينهم يخلق ثقافة متطورة ويزرع نبتة الأمل بداخل كافة فئات المجتمع، حيث إن تلك الثقافة ستصل إلى أولياء أمور الشباب، وبالتالي ستخلق حالة من التفاؤل لدى الأسر والمجتمعات بالمستقبل المشرق الذي يُسهم من خلاله الجميع في بناء الوطن ورقيّ أبنائه.

إن تولي رئيس مجلس النواب رئاسة برلمان الشباب يؤكد مدى ثقافة الرئيس وإدراكه لأهمية هذه المبادرة وما ينتج عنها من إيجابيات آنية ومستقبلية للفكر الواعي والناضج الذي سيكون عليه ممثلو الشعب في الدورات البرلمانية المقبلة، وعلى الطرف الآخر هناك رعاية واهتمام كبير من قِبل الحكومة الموقرة بهذه المبادرة تعكس نهجها المتطور في العمل الحكومي عبر حضور الوزراء والمسؤولين، وهذا بحد ذاته يعكس نهج الحكومة في الاستماع لملاحظات الشباب وتحقيق المبادرات الجادة والفاعلة، وهذا ما يميّز النسخة الثالثة التي بدورها تؤكد نجاح التجربة عبر اتّساع دائرة المشاركة، وما تعكسه هذه المشاركة من تطور المحاور وعلو كعبها وأسلوب نقاشها، وعلى مؤشر القياس فإنها تبين تطور الفكر والنهج وبالتالي المنظومة العملية في المشاركة السياسية.

في خضم هذا الحراك الوطني في مجال العمل البرلماني لابد من الإشادة بمبادرة الأمانة العامة لمجلس النواب والدور الريادي الذي تقدمه عبر برنامج (جسور برلمانية) فهو مساهم في تعزيز الوعي والثقافة والتوعية، وكذلك معهد البحرين للتنمية السياسية الذي أدمج إمكانياته في سبيل نجاح هذه المبادرة، وأضاف عليها برنامج (رهان المستقبل) لكي يساهم في تأهيل المشاركين فكرياً وسياسياً، وهي بصمة لن تُمحى للمعهد من خلال الأدوار التي يقدمها في هذا الشأن، خاصة في الجانب التثقيفي المتعلق بدور النائب وأساليب إدارة الحملات الانتخابية، وغيرها من الجوانب. كما أن المركز البحريني للحراك الدولي كان له الدور الأبرز في إدماج أعضائه في مختلف البرامج ليكونوا فاعلين ومدركين لأدوارهم التي لا تقلّ عن أي مواطن في مملكتنا العزيزة.

إن المشاركة الشبابية الواسعة والتنوع في الرؤى، وبالتالي النقاشات بالمواضيع الوطنية الهامة، تدعونا بأن نطالب باستمرار مثل هذه المبادرات. فإشراك الشباب لا نعتبره فعالية وانتهت، بل هو استثمار وطني بعيد المدى سيؤتي ثماره في المستقبل المنظور.