سيدة عراقية صوّرت مقطعاً تداوله البحرينيون بكثرة، تكلّمت فيه عن الإنسان البحريني ممثلاً في موظف الهجرة والجوازات الذي مثّل أبناء البحرين خير تمثيل.

والصراحة يستحق الإشادة والتكريم علناً كي يكون قدوة ونموذجاً وقدها أيضاً ليستحق أن يُمثّل البحرين والبحرينيين!

السيدة العراقية المحترمة، التي نشكرها جزيل الشكر، تكبّدت عناء ذكر هذا الموقف الذي واجهته في البحرين، كي تعرف مَن يشاهدها، من متابعيها، وحسابها yallawithsuha@ ماذا يعني «بحريني»؟

هذه السيدة تسكن في الإمارات، وقرّرت السفر هي وزوجها بالسيارة إلى البحرين، ومرّت من أربع نقاط للجوازات؛ الإمارات في خروجها، والسعودية في دخولها وخروجها، والبحرين في الدخول.

تقول: إن النقطة الإماراتية كانت سريعة جداً لم تأخذ منها دقائق، لكون الإمارات متقدمة تكنولوجياً، وهذا ما يميّزها.

أما السعودية فعدّت منها بتعامل محترم جداً ودعاء بتسهيل الدرب. وحين وصلت للبحرين استوقفتها شهامة البحرينيين؛ إذ اكتشفت وهي عند شباك الجوازات أن أوراقها لدخول البحرين ناقصة، فلم تملك فيزا، ولم تملك تأميناً على سيارتها.

وهذه المعاملات كان ممكناً إنجازها عبر الهاتف من الإمارات على (الأون لاين)، لكنها كانت تجهلها.

ولأن هاتفها لم يكن به خط إنترنت فهي على الحدود، ولم تشترِ بعدُ الشريحة البحرينية، أو لم تفعّل أيّاً من الباقات الخليجية، فكان لازماً أن تقوم بهذه الإجراءات وهي على الجسر.

وهنا خرج الضابط البحريني من «الكابينة» وأعطى مكانه لزميله وتنحى جانباً مع أصحاب السيارة، ووقف مع العراقية وزوجها مدة تقارب الساعة وهو يساعدهم من هاتفه عبر «الهوت سبوت» لتلقّي رسائل تأكيد استلام المعاملة، ليكملوا الإجراءات باختيار أفضل الباقات المعروضة في كل شيء؛ في الفيزا، في التأمين، في ربط هواتفهم بالشبكة البحرينية.

تقول السيدة: خجلنا أنا وزوجي من شدة كرمه وطيب أخلاقه وسعة صدره، وكلما تعذّرنا منه، قال: «أنتم بين أهلكم وفي داركم وهذا أقل ما يُقدّم لكم».

وختمت العراقية مقطعها المصوّر، وقالت وباللهجة العراقية الجميلة: (صودق؟ صودق؟ وقاعد يتعذّر من عنده ويقول لزوجي: على كيفك وعلى راحتك إخذ وقتك. هذا الحجي صار ثلاثة أرباع الساعة لا عفيه.. لا البحرين أبدعتوا أبدعتوا بعد ما كو هيتش شي بعد ما نعرف شنحجي دخلنا الدولة البحرين تخبول).

من وجهة نظري نحن نملك «براند» عالمياً وهو الإنسان البحريني، نملك رأس مال قوياً هو الإنسان البحريني، (لا هانوا جميع الخليجيين والعرب) لكن البحريني له طابعه الخاص في كرم أخلاقه، إنه مستعد دائماً لقطع الميل الإضافي كما يقولون.

له طعم مميز في إبداء ما فيه من طيبة وحُسن تعامل منذ القِدم. فالبحرين فعلاً كانت وما زالت «ملفى الأياويد» الأياويد بمعنى الأجاويد، من الجود أي الكرم.

هذه الميزة لا بد أن تتصدّر جميع الواجهات البحرينية التي تتعامل مع الزائر، بقانون يُفرض على جميع النوافذ و«الكونترات»، لا الجوازات فقط. لكن -مع الأسف- العديد من الواجهات، بدءاً من المطار حين يستقبلك موظفٌ أجنبي في بعض الشركات العاملة في المطار، ومروراً بالسيارات، ثم موظفي استقبال الفنادق والمحلات التجارية، خاصة السياحية منها في باب البحرين أو المحرق، أغلبهم أجانب.

لا بد أن تكون لدينا استراتيجية كاملة تعمل على بحرنة الواجهة البحرينية. النافذة البحرينية لا بد أن تكون ببحريني (بحرنة النوافذ) في كل موقع، والتي تستقبل وتودّع وتتعاطى مع كلّ من يدخل بيتنا أي بلدنا.

لا يجب أن نكرّم هذا الشخص الذي في الجوازات فقط ونقف، تكريمه يدفعنا بالإصرار على بحرنة جميع الواجهات البحرينية، لا بد للقادم أن يتعامل مع البحريني، هو خير من يسوّق للعودة مرة أخرى للبحرين، هذا رأس مالنا ولا يجب أن نفرّط فيه أو نهدره فـ«البراند» لا يُفرّط به.