يطل علينا يوم المرأة البحرينية الذي يحمل في جوهره احتفالاً بتاريخٍ طويل من العطاء، وتوثيقاً لمسيرة ممتدة أثبتت فيها أنها ركيزة حقيقية في بناء الوطن وازدهاره.
نعم هي التي قدّمت نموذجاً متقدماً في الوعي والالتزام والمسؤولية، ورسخت حضورها في مختلف القطاعات لتصنع رصيداً تاريخياً زاخراً بالإنجازات
التي لم تكن حدثا عابراً، بل هي نتاج تراكم من الاجتهاد والعمل الدؤوب الذي امتد لعقود. فمنذ أوائل خمسينيات القرن الماضي، كانت البحرينية من أوائل نساء المنطقة التحاقًا بالتعليم النظامي والعمل المهني وتولي المسؤوليات العامة.
وقد أثبتت المرأة البحرينية قدرتها الفريدة على تحقيق التميّز أينما وُجدت فمن مجلس النواب إلى العمل البلدي، ومن الوزارات إلى الهيئات الدبلوماسية والبعثات الدولية، ظهرت المرأة البحرينية بثقة وتمكّن وقدرة في شغل مناصب وزارية، وقادت مؤسسات حكومية، وترأست لجاناً تشريعية، وأسهمت بفاعلية في بلورة السياسات العامة.
ويمكن للجميع تلمس الإبداع البحريني النسائي فالمرأة البحرينية برزت في مجالات الفن والأدب وصناعة المشهد الثقافي والتشكيلي، وتحقيقها حضوراً بارزاً في الإعلام والتواصل الجماهيري.
ولو جئنا على مستوى الابتكار، أثبتت المرأة البحرينية قدرتها على خوض غمار التكنولوجيا والبحث العلمي وريادة الأعمال والبحوث المتقدمة في الطب والهندسة والعلوم الإنسانية، وظهرت رائدات أعمال بحرينيات نجحن في تأسيس مشاريع نوعية تدعم الاقتصاد الوطني. كما حققت المرأة حضوراً لافتاً في القطاع المالي والمصرفي، ووصلت إلى مواقع متقدمة في الشركات والمؤسسات الاستثمارية. أما على المستوى الرياضي، فقد رفعت البطلات البحرينيات علم الوطن في البطولات الإقليمية والعالمية.
ولا يمكن الحديث عن نهضة المرأة البحرينية دون الإشارة بإجلال إلى سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك المعظم، التي كانت ولا تزال الداعم الأول لمسيرة التمكين النسائي فقد أسست سموّها نهجاً راسخاً يقوم على تطوير السياسات، وحماية حقوق المرأة، وتعزيز مساهمتها في التنمية وبفضل رؤيتها القيادية تم إطلاق العديد من المبادرات التي نقلت المرأة البحرينية إلى مراتب عالمية من التميّز، ورسّخت حضور المملكة على خريطة تمكين المرأة، فيما يبرز الدور الفاعل للأستاذة لولو بنت صالح العوضي، الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة، التي تواصل العمل بإخلاص وإصرار لترجمة رؤى القيادة الحكيمة إلى برامج عملية تخدم المرأة البحرينية في القطاعات كافة.
سيدتي البحرينية في يومك الميمون المبارك نرفع أسمى التهاني إلى كل امرأة في هذا الوطن؛ إلى الأم والزوجة والابنة، إلى الموظفة والطبيبة والمعلمة، إلى المبدعة والرياضية والقائدة. كل عام والمرأة البحرينية في رفعة ونجاح، وكل عام وهي تصنع مستقبلًا أكثر إشراقاً لوطنها، وتكتب بإنجازاتها فصولاً جديدة في كتاب المجد البحريني.