القمة الخليجية الـ46، قمة البحرين التي ترأسها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، هي نقطة تحوّل محوري في العمل الخليجي، أظهرت روح التكامل والاحترام المتبادل بين القادة والشعوب الخليجية، حيث ارتكز العمل الخليجي في القمة على ثلاثة جوانب في غاية الأهمية؛ وهي وحدة الأمن، وتعزيز التكامل الاقتصادي، والهوية الخليجية، حيث عقدت القمة في توقيت حساس إقليمياً في الوقت التي تزداد التحديات السياسية والأمنية، ولابد في هذا التوقيت المهم أن تتم إعادة صياغة دور دول مجلس التعاون الخليجية في التوازنات الإقليمية والدولية، مما يعزز من مكانتها على الخارطة العالمية، ولم تغب القضية الفلسطينية من دعم للوصول إلى تطوير آليات التعاون فيما يخص بقضية المسلمين الأولى.
القمة الخليجية ليست حدثاً بارزاً في نظر الشعوب الخليجية وإنما تجسّد التقاء قادة دولنا الخليجية ووحدتهم، فهم يحملون آمال وتطلعات المواطنين نحو مستقبل أفضل، ويسهمون في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. يشعر المواطن بالطمأنينة عندما يتم تناول أهم القضايا التي تمس كيانه الخليجي وبذل الجهود في وضع استراتيجيات مشتركة لرفعة البلاد الخليجية، فالقمم الخليجية بالتأكيد تمنح الثقة في أن قادتنا حفظهم الله ملتزمون بتيسير كل العقبات نحو التنمية المستدامة وصولاً للرفاهية وتحقيق مستويات معيشة أفضل، كما تعزّز هذه القمة من الروابط الثقافية والاجتماعية بين الشعوب الخليجية، ويشعر بها المواطن بأنه جزء أساسي من دولة موحدة تتجاوز الحدود.
لقد ساهمت المبادرات في القمم السابقة في تعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية والثقافية بين الدول، لذا تحظى القمة الخليجية باهتمام واسع من الدول المجاورة ودول العالم أيضاً، لدورها المحوري على الساحة فيما يخص القضايا الإقليمية والعالمية ومناقشة التحديات الإقليمية مثل الأمن والاقتصاد، والتوترات السياسية. تسعى القمة إلى تنسيق المواقف وتوحيد الجهود لمواجهة هذه التحديات.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تناول القضايا العالمية، مما يعكس تفهم القمة لأهمية التعاون في هذه القضايا التي تؤثر على الجميع. هذا الاهتمام يعزّز من قدرة دول الخليج على التأثير على السياسات العالمية، مما يسهم في خلق شراكات استراتيجية مع الدول الأخرى القائمة على الحوار والتفاهم مع المجتمع الدولي، مما يعبّر عن التزامها بالاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.
لقد عززت هذه القمة آلية العمل المشتركة، فمن خلال الحوار البنّاء والمبادرات المشتركة، تحوّلت القمة إلى منصة فعّالة لتجديد الروابط وتعزيز التعاون، مما يعكس إرادة مشتركة قوية لمواجهة مختلف الأزمات وتحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة.
كلمة من القلب
أودّ أن أعبّر عن خالص الشكر والامتنان لمركز الاتصال الوطني على حُسن تنظيم القمة الخليجية الـ46 قمة البحرين، حيث إن جهودهم المبذولة في التحضير لهذا الحدث التاريخي أسهمت في نجاح القمة وتجسيد صورة مشرقة للتعاون الخليجي، مما يعكس عراقة البحرين كمركز للالتقاء في بيئة حاضنة للحوارات والنقاشات الهامة.