جاء الخامس والعشرون من مايو ومن العام 1981م الذي يوافق الحادي والعشرين من رجب من العام 1401هـ ليخرج فجر ذلك اليوم مع نوره الساطع، حيث كانت هناك رغبة صادقة من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإنشاء مجلس يضم فيه الدول الست، وعليه تمّ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
يمثل إنشاء المجلس نقلة نوعية في تاريخ سيرة ومسيرة هذه الدول الست والتي توافق عليها القادة والشعوب وهي تمثل روح الأسرة الواحدة، وبعد ذلك التتويج لهذا الصرح الشامخ كانت الأنظار موجهة على المنطقة، ومن أولويات المجلس تعزيز التنسيق والتعاون لمواجهة التحديات الإقليمية المشتركة وتحقيق التكامل بين الشعوب.
وفي ذلك اليوم الأغر، تمّ التوقيع على النظام الأساسي لمجلس التعاون حيث تمّ الإعلان عن تأسيسه وعقدت القمة الأولى لقادة الدول الأعضاء في مدينة أبوظبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة.
تأسس المجلس برؤية ثاقبة لقادة دول الخليج العربي، وهم الذين يعتبرون من المؤسسين الأوائل رحمهم الله وأسكنهم الفردوس الأعلى، هم من وضع حجر الأساس لهذا المجلس العامر الذي امتد طيلة هذه السنين وحتى يومنا هذا وهم المغفور لهم بإذن الله تعالى، الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين، وصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عُمان، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وصاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت. ويذكر أن هذه الفكرة تمّ التوافق عليها بالإجماع بين القادة آنذاك رحمهم الله، وكذلك الخير في قادتنا الموجودين أطال الله في أعمارهم ووفقهم لصالح العمل لأوطانهم ومواطنيهم.
أما عن الأسباب المحورية التي دفعت للقيام بهذا المجلس فهي الظروف الإقليمية والدولية والصعبة بالمنطقة في ذلك الوقت، ومن أهمها الأمور الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
وبالنسبة للتحديات الأمنية الإقليمية في ذلك الوقت كان عدم الاستقرار الأمني بسبب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في العام 1980م، والذي شكّل خطراً مباشراً على استقرار أمن الدول في المنطقة، وعليه أصبحت الحاجة ذات أهمية تتطلب تعاوناً جماعياً عسكرياً لحماية مصالح الدول الأعضاء من خلال بناء قوة ذاتية للدفاع المشترك لمواجهة جميع الأخطار المتوقعة.
وكان للتكامل الاقتصادي نصيب حول التنسيق بينهم في السياسات الاقتصادية والأمور المالية والتجارية، وتوحيد الأنظمة المعمول بها.
وعليه تم تحديد النظام الأساسي لعمل المجلس ووضع مجموعة من الأهداف العميقة للتعاون والتي تربط الشعوب في مختلف المجالات.
وفي يوم الأربعاء الموافق الرابع من ديسمبر 2025م اجتمع أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على أرض مملكة البحرين الحبيبة، في الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في الصخير، وأكد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون في البيان الختامي للقمة، على ضرورة تطوير آليات التعاون المؤسسي لتوسيع آفاق التضامن الأخوي والتكامل الاستراتيجي، بما يحقق الأمن والازدهار المستدام لدول المجلس وشعوبها، وتعزيز الجهود والمساعي المؤدية إلى إقامة دولة فلسطين.
وإننا إذ نبارك لسيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، ولإخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي على نجاح قمة الصخير، كما نبارك لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وحكومته الرشيدة على كل ما بذلوه من جهد لإنجاح هذه القمة، كما نبارك لشعب مملكة البحرين وشعوب دول الخليج العربية على النجاح الذي حققته القمة في دورتها السادسة والأربعين.