يوم الاثنين الماضي؛ كان لي شرف تلبية الدعوة الكريمة من سعادة الدكتور علي بن محمد الرميحي، رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية، لحضور الاحتفال الذي أقامه المعهد لمناسبة مرور عشرين عاماً على التأسيس، بحضور نخبة من المسؤولين والقيادات الوطنية والزملاء الإعلاميين.
ومن حسن الطالع أن الاحتفال كان في متحف البحرين الوطني، حيث ساهمت روح المكان وعبق التاريخ في إضفاء أجواء استثنائية على الحضور، تؤكد على ربط الماضي بالحاضر والمستقبل. كذلك هو معهد البحرين للتنمية السياسية، كما عرفته منذ إنشائه، يستلهم قيم وتاريخ وحضارة الوطن في بناء المستقبل.
وقد كان للاحتفال، رغم بساطته، أثرٌ كبير في التأكيد على ثوابت المعهد التي انطلق بها، والتي تعكس الرؤية الحكيمة لجلالة الملك المعظم، وحرص جلالته الدائم على أن يكون المواطن البحريني شريكاً كاملاً في صناعة القرار الوطني، عبر مؤسسات الدولة المختلفة وضمن ثوابت وطنية راسخة تحت مظلة الدستور والقوانين والتشريعات.
إن مسيرة معهد البحرين للتنمية السياسية والممتدة لعقدين من الزمن، تمثل واحدة من أبهى صور الإرادة الوطنية، والبوابة الحقيقية للولوج في العمل السياسي، حيث عمل المعهد على تنفيذ المئات من البرامج والفعاليات على مدار العشرين عاماً الماضية، ساهمت في تأهيل الآلاف من أبناء البحرين، الذين أصبحوا اليوم شركاء في صناعة القرار وممثلين في المؤسسات التشريعية والتنفيذية.
احتفال المعهد كان محطة للتأمل في حجم الإنجاز الذي تحقق خلال عشرين عاماً من العمل المتواصل، فمنذ انطلاقته في عام 2005 برؤية جلالة الملك المعظم، شق المعهد طريقه بثبات ليكون المؤسسة الوطنية التي تتقدم الصفوف في نشر الثقافة السياسية وتعزيز الوعي الدستوري وترسيخ مبادئ المشاركة الشعبية.
الأرقام المنشورة على موقع المعهد، تمثل دليلاً على تراكم تجربة وطنية متقنة، آلاف المشاركين الذين تخرجوا من برامج المعهد أصبحوا جزءاً من المنظومة الوطنية، بعضهم اليوم في مجلس النواب، بعضهم في البلديات، وبعضهم في مواقع قيادية في القطاعين الحكومي والخاص، وهو ما يعكس نتيجة عمل منهجي، ورؤية ثابتة، ومؤسسة اختارت أن تبني الإنسان قبل أي شيء آخر.
إضاءة
بهذه المناسبة؛ أجد لزاماً عليّ أن أتوجه بكل التقدير والامتنان إلى الدكتور علي بن محمد الرميحي، رئيس مجلس الأمناء، وإلى الإدارة التنفيذية ممثلة في الأستاذة إيمان فيصل جناحي، وإلى جميع العاملين في معهد البحرين للتنمية السياسية، على كل ما بذلوه من جهد وعطاء خلال السنوات الماضية، وعلى احتفال حمل من الرمزية بقدر ما حمل من الفخر، ليجدد الثقة بقدرة هذا الصرح الوطني على مواصلة دوره في صناعة مستقبل أكثر وعياً وازدهاراً لمملكة البحرين.