ومازلنا نعيش أجواء احتفالات بيوم المرأة البحرينية، بين تكريم لها، وبين تسليط الضوء على قصص نجاح لإنجازات حققتها، تلك الاحتفالات التي تبدأ باليوم الأول من شهر ديسمبر من كل عام وهو يوم المرأة البحرينية، لتستمر تلك الاحتفالات طوال هذا الشهر، فتتزامن تلك الاحتفالات مع الاحتفالات باليوم الوطني المجيد. أجواء نعيشها في تلك الاحتفالات لنلتقي معاً فنتبادل الخبرات والمعارف، ونعبّر عن امتناننا معا لدعم المجلس الأعلى للمرأة لنا، فبفضل هذا الدعم وصلنا لمرحلة التمكين وحققنا طموحاتنا.

ومن أهم الاحتفالات بيوم المرأة البحرينية الحفل السنوي الذي أقامه المجلس الأعلى للمرأة هذا العام «2025» في مركز عيسى الثقافي، في الأول من شهر ديسمبر تحت شعار المرأة البحرينية.. تميز - إبداع - ابتكار، برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، حيث افتُتح هذا الاحتفال بكلمة سامية تلتها صاحبة السمو الملكي قرينة ملك البلاد المعظم بهذه المناسبة الكريمة. وقد استوقفتني افتتاحية سموها لكلمتها بشكر وتقدير لدعم القيادة الرشيدة لمسيرة المرأة البحرينية، كما تضمّنت بوضوح شكراً وتقديراً لدعم الرجل ممثلاً في الدعم اللامحدود لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والدعم الأصيل لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، حيث استهلت كلمتها حفظها الله حول الدعم الذي حصلت عليه المرأة من القادة الرجال بقولها: «لطالما حظيت برعاية كريمة من قائد المسيرة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه. وإنني في هذا المقام أتقدم بعظيم الشكر والعرفان على الدعم اللامحدود الذي كان ومازال الركيزة الأساسية لمسيرة تقدم المرأة الكريمة، وأحيي الدعم الأصيل والمقدّر من الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الابن العزيز الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله بما كفل لهذا العمل المؤسسي وللمرأة البحرينية فرصاً للتقدم والتميز والريادة، فاليوم نحتفي بالمرأة البحرينية بما حققته من تميز وإبداع وابتكار وبما حصدته من جوائز إقليمية ودولية بفضل ريادتها وتميزها في تلك المجالات ودعم الإرادة السياسية التي فتحت لها آفاقاً واسعة تقديراً لكفاءتها».

وعندما نحلل أبعاد افتتاحية كلمة سموها حفظها الله، نقرأ مفهوماً أصيلاً وهو أن المرأة والرجل ركيزتان أساسيتان لنمو المجتمع، وبدونهما يعجز المجتمع عن التحليق لنيل المطالب وتحقيق الطموحات، فتكافؤ الفرص بين المرأة والرجل، والتعاون بينهما، ودعم كل منهما للآخر ركيزة أساسية للتقدم، فقديماً قالوا وراء كل عظيم امرأة وتؤكد سموها حفظها الله هذا المفهوم، ولكن بصورة أوسع وأشمل أن وراء نجاح وتميز كل امرأة رجلاً، ولعلها أكدت مفهوماً أعمق من ذلك وهو أن الرقي لا يكون إلا بدعم كل طرف للآخر، وأن التكاتف والتكامل والتكافل أمر ضروري لتحقيق الأهداف السامية.

وعندما نسترجع مسيرة تقدّم المرأة نجد أن الرجل له دور كبير في دعمها لاستكمال تعليمها والخروج للعمل وقيادة السيارة وغيرها من الإنجازات بدءاً من الخطوات الأولى في بدء مسيرتها حتى وصولها للتميز والمشاركة الفاعلة في التنمية. فألف تحية لكل رجل كان وراء تميّز المرأة، ورفع رأسه اعتزازاً بنجاحها، ألف تحية لكل أب وزوج وأخ، دعم المرأة وكان طموحه تفوقها وكان فخره تميزها، وألف تحية لكل قائد ومسؤول في موقع عمله لم يفرّق بين الرجل والمرأة في منحه للفرص وكان معياره الكفاءة. وكل عام والمرأة والرجل البحرينيان بخير.