في كل عام، ومع حلول العيد الوطني المجيد وعيد جلوس قائدنا جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، تتجدّد في قلوبنا مشاعر الفخر والاعتزاز، ويعود هذا اليوم ليذكّرنا بأن الوطن قصة انتماء وهوية تشكّلت فينا منذ الطفولة، ونكبر بها عاماً بعد عام.

البحرين هي الإحساس الذي يرافقنا في كل لحظة، هي الذكريات التي نحملها في تفاصيل حياتنا، وهي المستقبل الذي نحلم ببنائه بكل حب وإخلاص. وعندما نحتفل بهذا اليوم الوطني، فإننا نُحيي مسيرة وطن أثبت حضوره بالحب والعطاء والعمل المتواصل.

نشأنا على حب البحرين، وتعلمنا أن الوطن يُحب بالأفعال لا بالكلمات. فكل بحريني واجبه الإسهام في نهضة الوطن، سواء بكلمة طيبة، أو جهدٍ مخلص، أو تفوّق علمي، أو مبادرة مجتمعية تُسهم في رفعة هذا البلد الجميل.للأجيال المتعاقبة دور كبير في رسم ملامح هذا الوطن الجميل، حيث حمل الآباء والأجداد المسؤولية بكل أمانة، وزرعوا في النفوس حب الأرض والاعتزاز بالهوية. واليوم، تواصل الأجيال الشابة هذا العطاء، وهي تمضي قُدماً بروح منفتحة وطموح لا يعرف حدوداً، متسلّحة بالعلم والمعرفة، لتُكمل مسيرة التنمية والازدهار التي أرستها القيادة الحكيمة.

ما يميّز شعب البحرين هو ذلك الترابط العميق، وتلك الروح الطيبة التي تجمع الجميع تحت راية واحدة. نختلف أحياناً في الرأي، لكننا نلتقي دوماً على حب الوطن، ونفهم أن وحدتنا هي مصدر قوتنا، وأن الحفاظ على قيمنا وثقافتنا وهويتنا هو واجب لا يعلوه واجب.

ومع مرور الأعوام، تزداد هذه المناسبة الوطنية عمقاً في الوجدان، وتتحول إلى محطة تأمل في ما تحقق، ودافع للاستمرار في البناء والعطاء. فالبحرين اليوم تسير بخطى واثقة نحو المستقبل، يقودها قائد حكيم وشعب وفيّ، يعتز بتاريخه، ويصنع يومه، ويتطلّع إلى غدٍ أفضل لأجياله القادمة.

حين نرفع علم البحرين في ساحات المدارس، وعلى نوافذ البيوت، وفي الطرقات والساحات، نرفع رمزاً لتاريخ طويل من المجد، وذكرى حية في قلوبنا جميعاً. في هذا اليوم، تتزيّن البلاد بحب أبنائها، وتغمرها الألوان الوطنية، وتُصبح البحرين عنواناً للفرح والانتماء. إنها لحظة نُعبّر فيها عن تقديرنا لكل من ساهم في بناء هذا الوطن، ونجدّد فيها عهدنا على أن نكون دائماً أوفياء له.

أعيادنا الوطنية هي لحظات فرح واعتزاز، وهي أيضاً تذكير بمسؤوليتنا تجاه وطن منحنا الكثير. فالوطنية الحقيقية تظهر في حب الخير للناس، في احترام القوانين، وفي الإخلاص في العمل، وفي رفع اسم البحرين عالياً في كل المحافل.

فلنحتفل بالبحرين كما يليق بها، ولنجعل من هذه الأيام فرصة لتجديد العهد بأننا سنظل أبناء أوفياء، نحمل علمها في قلوبنا قبل أن نرفعه بأيدينا، ونظل نردّد بكل صدق وفخر: كل عام والبحرين بخير، وكل عام ونحن على العهد باقون.