سماح علام

في احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه اللّٰه ورعاه، وما يصاحبها من مناسبات وطنية، بدت البحرين وكأنها قصيدة تُتلى على الملأ، حيث تزينت الشوارع والمباني الرئيسية بالأضواء البهيجة، وتحوّلت كل زاوية وكل شبر من أرضها إلى مسرحٍ للفرح والاحتفال. لم يكن الوطن يحتفل في مكان واحد، بل في كل مكان، من الساحات الكبرى إلى الأزقة الصغيرة، لتتجلى صورة البحرين كلوحة مضيئة تنبض بالحياة، وطبعاً لليالي المحرق مذاق خاص.

وفي الأعياد الوطنية يأتي تكريم المخلصين الذين نالوا الأوسمة التقديرية، في احتفال سنوي مهيب، يضفي على المناسبة بُعداً آخر، إذ جاء ليؤكد أن الوطن لا ينسى من حمل رسالته، وأن العطاء الصادق يظل حاضراً في ذاكرة الوطن، فالأوسمة هنا ليست مجرد شارات تكريم، بل تتلخص فيه دلالات تقدير وشكر مكتوبة بلغة الوفاء، لتعطي رسالة أمل للأجيال بأن خدمة الوطن هي الطريق إلى المجد.

وفي قلب هذه الأجواء، جاءت اللمسة الإنسانية السامية بأمر جلالة الملك المعظم بالإفراج عن عدد من المساجين، لتفتح أمامهم أبواب الحياة الجديدة، هذا الأمر أدخل الفرح على قلوب أسرهم وذويهم، في ظل دعوة للعودة إلى المجتمع بروح متجددة وبنفس مختلف، في إشارة إلى أن العدالة في البحرين التي تتكامل مع الرحمة والإنسانية من لدن جلالة الملك المعظم، فالإصلاح لا يكتمل إلا حين يُمنح الإنسان فرصة ثانية ليكتب فصولاً جديدة من حياته.

ولعل الأمطار التي هطلت أمس في هذا اليوم المبارك كانت بمثابة فرحة إضافية، حيث هطلت أمطار الخير من السماء لتسقي الأرض بقطرات الارتواء، ولتكتمل لوحة الفرح بمظاهر البهجة التي عمّت المملكة تأتي الألعاب النارية التي أضاءت السماء، والابتسامات التي ارتسمت على وجوه المواطنين والمقيمين. حيث كان المشهد أشبه باحتفال جماعي، تتداخل فيه الوطنية مع الإنسانية، وتتناغم فيه الطبيعة مع البشر، ليبقى هذا اليوم شاهداً على أن البحرين وطن يحتفل في كل شبر منه، ويكتب الفرح بمداد العطاء.