بالحب والولاء تحتفل مملكتنا الغالية مملكة البحرين المنقوشة في قلوبنا بأعيادها الوطنية، وعيد الجلوس السادس والعشرين لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وما يصاحبها من مناسبات وطنية.
وبهذه المناسبة العزيزة علينا وهي تمر بنا ونحن نمر بكل الذكريات الجميلة التي يتوارثها الأجيال من الأبناء والأحفاد عن الآباء والأجداد وكذلك المشاعر الطيبة التي تربطنا كشعب واحد ومجتمع يرتبط بقيم وأهدف سامية، ويسعى إلى رفعة شأن وطنه، محافظاً بذلك على سيادته وأمنه واستقراره، ونحن والعالم بأسره يمر بتحديات كبيرة ولكن مكانة مملكة البحرين والتجارب السابقة تعطينا دافعاً للتقدم في المسيرة نحو الأفضل، وخصوصاً فيما وصلت إليه سياسات داخلية وخارجية ومنها الحقوقية، انصب في التطوير من خلال الممارسات المتصلة بالديمقراطية والشفافية التي ترفع من مكتسبات الوطن، وتحقق التنمية المستدامة له.
لقد استطاعت مملكة البحرين المضي قدماً في مشاريع ومنظومات التحول الرقمي، وواكبت بذلك دول العالم المتقدمة.
وعلى الرغم؛ مما يمر به العالم من متغيرات متسارعة تتعلق بالاقتصاد والسياسة والأمن، وقلة وندرة الموارد الطبيعية، إلا أن مملكة البحرين استطاعت تحقيق مستويات تساعد على الارتقاء باعتمادها من بعد الله سبحانه وتعالى على الكوادر البشرية المتطورة والمتعلمة منذ فجر التاريخ.
وعلى الصعيد المحلي ترى الدور الذي تلعبه المجالس الأهلية وخاصة في تعزيز الانتماء للأرض والمكان في برامجها ونهجها المتبع من خلال النقاش المستمر والأطروحات النافعة والتي تضع الحلول لبعض القضايا الوطنية وتبنيها لخطاب يدعو للوحدة الوطنية والاصطفاف خلف ما ينفع الوطن والمواطن لمساعدة الدولة ومؤسساتها.
ولترسيخ الصف الوطني علينا غرس العلم، النشيد الوطني في أعماق أولادنا، وبالأخص في المناسبات الوطنية ونشر الوعي بالاحتفاء بأعياد الوطن، واستضافة الفعاليات من ندوات، وأمسيات شعرية وطنية في المجالس، وإقامة الفنون العربية الأصلية مثل العرضة وغيرها للمساهمة في نقل القيم البحرينية المتجذرة، وذلك لتبيان العمل الجماعي ليكون حاضرا للأجيال الشابة عبر الاحتكاك المباشر بكبار السن والوجهاء والأعيان، وبذلك يتم التماسك الاجتماعي بين مختلف مكونات المجتمع، لجعلها عاملاً مشتركاً مندرجاً تحت مظلة الهوية الوطنية الجامعة للكل، والتي تساعد في تنفيذ المبادرات والبرامج الوطنية التي يعم بها الخير للوطن والمواطن عبر الأعمال التطوعية من سلوك وممارسة مكتسبة، وموروث وتراث أصيل يمنح المجتمع سمات خاصة ومؤثرة على الانتماء الوطني عبر التاريخ، في الأسر والمدارس والمجالس الأهلية.
إن الأيام الوطنية مناسبة وطنية تحمل بطياتها معاني عميقة من الحب والولاء للوطن وتعزيز قيم المواطنة والشعور بالانتماء وتجديد العهد والولاء لرموز الوطن الغالي، وبهذه المناسبة نتوجه بخالص التهنئة إلى مقام سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وسيدي حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وإلى شعب البحرين الوفي، حفظ الله مملكة البحرين.