كل مرة تُؤكّد فيها القيادة على استمرار دعم المواطنين، خاصة في قطاعات أساسية كالكهرباء والماء، نستذكر أحد الأسس الثابتة والتي تقول بأن المواطن هو جوهر التنمية وهدفها الأساسي، بالتالي استقراره المعيشي جزءاً لا يتجزأ من استقرار الوطن، وهو طموح دائم يجب العمل والسعي لأجله.
توجيهات جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، والجهود القيادية التي يبذلها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، تؤكدان حرص البحرين على مواصلة هذا النهج الإنساني المتجذر، الذي لا ينفصل عن الواقع الاجتماع، ولا ينسى في نفس الوقت التحديات الاقتصادية القائمة.
لطالما التزمت مملكة البحرين، وعلى مدى عقود، بدعم العديد من السلع والخدمات التي أصبحت من أساسيات الحياة اليومية.
وغالباً ما يمر هذا الدعم دون أن يشعر به المواطن أو يُدرك مدى قيمته الفعلية، رغم أنه يشكّل فارقاً كبيراً إذا ما قورن بما يدفعه مواطنو دول أخرى مقابل خدمات مماثلة.
من هذا المنطلق، يُنظر إلى الدعم كخيار استراتيجي يعكس الاهتمام العالي للدولة بمسؤولياتها الاجتماعية والاقتصادية، ويُعد جزءاً من عملها لأجل أبنائها، بالتي قدمته كحق مكتسب للمواطن.
في المقابل، النقاش حول الدعم يفتح الباب للتفكير في كيفية تحقيق توازن بين استمرار هذه السياسة الحيوية وبين الحفاظ على استدامة الاقتصاد الوطني.
إذ مع الأوضاع الحالية المتضمنة لتحديات مالية وتضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، قد تكون القدرة على زيادة الرواتب بشكل كبير ومؤثر تمثل تحدياً صعباً، وعليه يصبح الدعم هو الوسيلة الأهم لحماية دخل المواطن والحفاظ على استقراره المعيشي.
تأثر الدعم في الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء سيؤدي إلى أعباء إضافية على المواطنين، أي التأثير على الاستقرار الاجتماعي. ولهذا فإن الحفاظ على هذا الدعم، بل وتعزيزه، يُعتبر قراراً وطنياً يعكس المسؤولية والوعي بظروف المرحلة.
المواطن البحريني يستحق أن يحظى بكل أشكال الدعم الممكنة، وإن لم تسمح الظروف الاقتصادية بزيادات مباشرة في الدخل، فإن الإبقاء على منظومة الدعم يُمثل الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية.
الثقة قائمة دوماً في حكمة جلالة الملك المعظم، وفي حرص الحكومة برئاسة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على حماية مكتسبات المواطنين، وتعزيز الاقتصاد الوطني دون تأثر مستوى معيشة المواطن.
الدعم واستمراره يقدم لنا رسالة واضحة، مفادها أن الدولة والمواطن شركاء في مواجهة التحديات، وأن كرامة العيش هدف وطني لا يُمكن التراجع عنه.
مع التمنيات للجهود بالتوفيق، وأن يكتب الله الخير دوماً لهذا الوطن العزيز بقيادته وأهله.