قليلة وشحيحة هي الأخبار التي تنشر عن دور إيطاليا وتواجدها في العراق، لكن كل المعطيات المتحصلة تؤكد وجود دور مهم بانتظار إيطاليا وقواتها، وتؤكد أيضاً أن الكعكة في العراق كبيرة وتتسع لأطراف كثر، وإن شئت فقل إن البلاد التي ذبحت في عام 2003 كبيرة ومازالت الدول تنهش لحمها.
إيطاليا لم يلمع اسمها بين الدول التي تدخلت في العراق، لكنها حليفة أمريكا وهناك قوات أمريكية تنطلق بين فترة وأخرى من إيطاليا نحو العراق، ظهر اسم إيطاليا بشكل ملفت للنظر قبل سنة، عندما أعلن أن شركة «تريفي» الإيطالية حصلت على عقد لترميم وصيانة سد الموصل المهدد بالانهيار، أو كما يصفه الأمريكيون بأنه أخطر سد في العالم، ومع الحديث القليل عن هذا العقد الذي لم تبين الحكومة العراقية مدته وقيمته، تحدثت إيطاليا عن إرسالها 450 جندي لحماية أعمال الصيانة، ثم جاءت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية لتبين أن قيمة عقد إصلاح السد بلغت أكثر من ملياري دولار! بعد ذلك وردت أخبار بأن عدد القوات الإيطالية بلغ 750 جندياً تولى قسم منهم تدريب عناصر البشمركة الكردية، بعد ذلك وفي شهر يونيو الماضي زارت وزيرة دفاع إيطاليا السيدة روبيرا بينوتي قواتها على سد الموصل، ثم تكررت هذه الزيارة قبل أيام قليلة برفقة رئيس أركان الجيش الإيطالي، ومع الزيارة التقت بالقادة الكرد، رئيس الإقليم ورئيس وزراء الإقليم، وكان حديثها معهم عن مستقبل الموصل ومحافظة نينوى بشكل أعم في مرحلة ما بعد «داعش»، كما ناقشت معهم طبيعة علاقات إقليم كردستان مع حكومة المنطقة الخضراء، مؤكدة لهم استمرار دعم إيطاليا لكردستان وقوات البشمركة.
وهنا لابد من طرح أسئلة عدة، أهمها، هل من المعقول أن تمنح شركة إيطالية عقداً لصيانة سد الموصل بقيمة تجاوزت ملياري دولار إذا علمنا أن تكلفة تشييد ثاني أكبر سد في العالم العربي وهو سد الملك فهد بن عبد العزيز بلغت قيمته 65.4 مليون دولار فقط، وهو سد حديث، أي بقيمة عقد الصيانة هذا يمكن إنشاء 30 سداً أو 15 سداً مع برج يشبه برج خليفة في دبي، وبغض النظر عن قيمة العقد، لماذا ترسل إيطاليا جيشاً لحماية شركة، مع أن في مثل هذه الحالات تتكفل الدولة صاحبة المشروع بالحماية وإن كانت فاقدة الأهلية كالحكومة العراقية تسند الحماية إلى إحدى الشركات الأمنية، ثم ما الداعي لزيارة وزيرة الدفاع قوات الحماية هذه مرتين في وقت قريب؟ مع أن قضية انهيار السد مجرد تهويل أمريكي ومشكلة السد وجدت مع ولادة السد في الثمانينيات ومنذ ذلك الوقت يحقن يومياً بالكونكريت للحفاظ عليه، وما علاقة الوزيرة بمناقشة وضع الموصل في مرحلة ما بعد «داعش»؟ يضاف لذلك أن مواقع إيطالية متخصصة بالأمن حذرت من هجمات «داعش» على السد والقوات الإيطالية وأنها ستستخدم المدفعية، ومع أن السد والقوات الإيطالية على مقربة من «داعش» إلا أن «داعش» لم تستهدفهم أبداً.
الحقيقة أن السد مجرد موطئ قدم لإيطاليا وقواتها والهدف هو ما حول السد وهي مناطق تسميها حكومة كردستان بالمناطق المتنازع عليها، ويريد الكرد ضمها لإقليم كردستان وقد تضم بمباركة إيطالية، كما أن إيطاليا تستورد الغاز الطبيعي المكثف من إقليم كردستان، وربما ستكون حصة إيطاليا في هذا الجزء من العراق على شكل استثمارات طويلة.
إيطاليا لم يلمع اسمها بين الدول التي تدخلت في العراق، لكنها حليفة أمريكا وهناك قوات أمريكية تنطلق بين فترة وأخرى من إيطاليا نحو العراق، ظهر اسم إيطاليا بشكل ملفت للنظر قبل سنة، عندما أعلن أن شركة «تريفي» الإيطالية حصلت على عقد لترميم وصيانة سد الموصل المهدد بالانهيار، أو كما يصفه الأمريكيون بأنه أخطر سد في العالم، ومع الحديث القليل عن هذا العقد الذي لم تبين الحكومة العراقية مدته وقيمته، تحدثت إيطاليا عن إرسالها 450 جندي لحماية أعمال الصيانة، ثم جاءت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية لتبين أن قيمة عقد إصلاح السد بلغت أكثر من ملياري دولار! بعد ذلك وردت أخبار بأن عدد القوات الإيطالية بلغ 750 جندياً تولى قسم منهم تدريب عناصر البشمركة الكردية، بعد ذلك وفي شهر يونيو الماضي زارت وزيرة دفاع إيطاليا السيدة روبيرا بينوتي قواتها على سد الموصل، ثم تكررت هذه الزيارة قبل أيام قليلة برفقة رئيس أركان الجيش الإيطالي، ومع الزيارة التقت بالقادة الكرد، رئيس الإقليم ورئيس وزراء الإقليم، وكان حديثها معهم عن مستقبل الموصل ومحافظة نينوى بشكل أعم في مرحلة ما بعد «داعش»، كما ناقشت معهم طبيعة علاقات إقليم كردستان مع حكومة المنطقة الخضراء، مؤكدة لهم استمرار دعم إيطاليا لكردستان وقوات البشمركة.
وهنا لابد من طرح أسئلة عدة، أهمها، هل من المعقول أن تمنح شركة إيطالية عقداً لصيانة سد الموصل بقيمة تجاوزت ملياري دولار إذا علمنا أن تكلفة تشييد ثاني أكبر سد في العالم العربي وهو سد الملك فهد بن عبد العزيز بلغت قيمته 65.4 مليون دولار فقط، وهو سد حديث، أي بقيمة عقد الصيانة هذا يمكن إنشاء 30 سداً أو 15 سداً مع برج يشبه برج خليفة في دبي، وبغض النظر عن قيمة العقد، لماذا ترسل إيطاليا جيشاً لحماية شركة، مع أن في مثل هذه الحالات تتكفل الدولة صاحبة المشروع بالحماية وإن كانت فاقدة الأهلية كالحكومة العراقية تسند الحماية إلى إحدى الشركات الأمنية، ثم ما الداعي لزيارة وزيرة الدفاع قوات الحماية هذه مرتين في وقت قريب؟ مع أن قضية انهيار السد مجرد تهويل أمريكي ومشكلة السد وجدت مع ولادة السد في الثمانينيات ومنذ ذلك الوقت يحقن يومياً بالكونكريت للحفاظ عليه، وما علاقة الوزيرة بمناقشة وضع الموصل في مرحلة ما بعد «داعش»؟ يضاف لذلك أن مواقع إيطالية متخصصة بالأمن حذرت من هجمات «داعش» على السد والقوات الإيطالية وأنها ستستخدم المدفعية، ومع أن السد والقوات الإيطالية على مقربة من «داعش» إلا أن «داعش» لم تستهدفهم أبداً.
الحقيقة أن السد مجرد موطئ قدم لإيطاليا وقواتها والهدف هو ما حول السد وهي مناطق تسميها حكومة كردستان بالمناطق المتنازع عليها، ويريد الكرد ضمها لإقليم كردستان وقد تضم بمباركة إيطالية، كما أن إيطاليا تستورد الغاز الطبيعي المكثف من إقليم كردستان، وربما ستكون حصة إيطاليا في هذا الجزء من العراق على شكل استثمارات طويلة.