لم يكن الأمر جديداً أو مستغرباً أن يواصل منتخبنا الوطني للغولف هيمنته على البطولة الخليجية واحتفاظه باللقب الذي تعود على إحرازه منذ انطلاق البطولة قبل أكثر من عشرين سنة ليؤكد علو كعبه على المستوى الإقليمي بالرغم من تطور المنتخبات الخليجية الشقيقة في الآونة الأخيرة، وهو ما تجلى في النسخة الأخيرة التي احتضنتها مملكة البحرين الأسبوع الماضي، وشهدت منافسة شرسة على اللقب حسمها أبطالنا في الحفر الأخيرة بإصرارهم وعزيمتهم.

ليس هذا ما وددت التركيز عليه اليوم، ففوز المنتخب البحريني باللقب الخليجي – كما أسلفت – ليس بالأمر الغريب ولكن ما لفت انتباهي في هذه النسخة هي تلك البشائر السعيدة التي هلت علينا في ملاعب النادي الملكي للغولف بمولد بطل بحريني جديد يحمل مشعل النجومية البحرينية في ملاعب الغولف امتداداً للأبطال المخضرمين أمثال عبدالله الحكم وحمد العفنان وناصر يعقوب وسلطان الحكم وراشد مصباح وغيرهم من اللاعبين الذين تشهد السجلات البطولية الخليجية والعربية بألقابهم ونجوميتهم.

إنه البطل الشاب صقر بن ذياب النعيمي المنحدر من أسرة (غولفية) عريقة تميزت بعشقها للعبة الغولف، الأمر الذي جعل البطل الشاب صقر يسير على نفس الطريق الذي سبقه إليه كل من والده وعمه وشقيقه محمد ليسطع نجمه في البطولة الخليجية الأخيرة، ويخطف الميدالية الفضية في مسابقة الفردي متفوقاً على طابور طويل من اللاعبين الأبطال المخضرمين؛ ليكشف عن موهبة متميزة تحتاج إلى المزيد من الاهتمام لصقلها من أجل أن يواصل التقدم وتحقيق الألقاب.

فوز صقر النعيمي بالمركز الثاني على مستوى الفردي الخليجي يعد مؤشراً إيجابياً بوجود قاعدة (غولفية) يمكن أن نعول عليها للحفاظ على ما حققه المخضرمون من إنجازات، بل ويمكن أن نذهب بطموحاتنا بعيداً إلى ألقاب آسيوية وحتى أبعد من ذلك إذا ما استثمرنا مثل هذه المواهب الاستثمار السليم بوضع برامج تدريبية متقدمة ومشاركات متنوعة يحقق من خلالها هؤلاء الموهوبون المزيد من الاحتكاك الذي يرفع من درجات الثقة بالنفس وبالإمكان تحقيق هذا الهدف من خلال برنامج «النجم الأولمبي» - أحد مشاريع اللجنة الأولمبية البحرينية الرئيسية.

النسخة الحادية والعشرون من بطولة مجلس التعاون للغولف كشفت لنا عن تطور المنتخبات الشقيقة التي بدأت تهتم باللعبة، وتسعى إلى كسر الاحتكار البحريني لألقابها، وكاد هذا يتحقق لهم على أرضنا لولا إصرار وعزيمة أبطالنا الذين استطاعوا أن يتجاوزوا فارق الاثنتي عشرة نقطة التي كان يسبقهم بها المنتخب السعودي الشقيق ويحولون مسار الصدارة في اللحظات الأخيرة من اليوم الختامي من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر في مؤشر يدعونا إلى مراجعة الحسابات لما هو آت في قادم الأيام من أجل أن تبقى البحرين في الطليعة دائماً.