كطفلة تبوح بسر مهم وتخشى أن تعلم أمها، هكذا أكتب مقال اليوم.. متمنية ألاّ تقرأ والدتي هذا المقال رغم متابعتها الدائمة لكافة نشاطاتي. فالسر الذي أخبئه لسنوات طوال في جعبتي كامن في صندوق وضعته في خزانة ملابسي، كانت قد احتفظت لي والدتي لسنوات بمحتوياته. في هذا الصندوق أربعة فساتين رائعة مع أحذيتها الناعمة، ارتديتها في أول أربعة أعياد من عمري، وأول لباس سباحة ارتديته وأنا بعمر الثمانية شهور ربما، وحقائب يد نسائية بالحجم الصغير للأطفال، أكثر من 15 حقيبة اقتنتها أمي من البحرين وخارجها لأعياد السنوات العشر الأولى من حياتي، وأول ملاءة غطت بها والدتي سريري. وقبالة هذا الصندوق، آخر في غرفة والدتي أقفلت عليه خزنتها الخاصة، محظور عليّ وإخوتي الوصول إليه، إذ تخبئ فيه كماً هائلاً من الصور يوثق طفولتي بالكامل، لم أحظَ إلا بتسريب القليل منها. كما تحتفظ بأول سوار ذهب ارتديته في حياتي وأنا مازلت بنت خمسة شهور تقريباً، كانت قد قررت أن تخبئها لابنتي عندما أتزوج وأنجبها.
غرفتي مليئة بالذكريات، إذ أحتفظ بشهادات التفوق والتقدير منذ الصف الأول الابتدائي، وأول كتاب تعلمت به القراءة والكتابة وأنا في الثالثة والنصف من عمري، ومعظم المسودات الأصلية للخواطر والأشعار التي كتبتها في مراهقتي، وجميع البطاقات لمشاركاتي في المؤتمرات المحلية والخارجية منذ أكثر من عشر سنوات، وغيرها كثير. لدي الكثير من المقتنيات، ولم يعد ينقصني سوى أن أكون رمزاً أو بطلة قومية. في حوزتي ثروة.. قد تكون ملكاً للدولة يوماً ما، أو تطلبها، فلدي من المقتنيات التي احتفظ بها في مسيرتي ما ليس لكثير من النخب، ولدي فرصة أن يكون لي متحفي الخاص يوماً ما.
وحلم متحفي الخاص قادني للالتفات ملياً من حولي، لقادة وعظماء في تاريخ الخليج العربي، فهنالك رموز ليس لها متاحف ولا مقتنيات، وهي جديرة بتلك الالتفاتة لتوثيق مراحل مهمة من تاريخ المنطقة وأعلامها، ولنعكس ثقل إرثنا الحضاري والتاريخي بما يمنح الخليج مكاناً علياً بين الأمم. إننا نتطلع لمتاحف ومراكز مقتنيات خليجية لزعماء الخليج والمؤسسين الأوائل للوحدة الخليجية، أو قادة الدول للاستقلال من الحماية البريطانية، نحو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين الراحل رحمه الله، ولعله يكون مشروعاً تطويرياً لبيت الجسرة الذي ولد ونشأ فيه، ونحتاج متحفاً للملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وآخر للأمير سعود الفيصل، رحمه الله، ولغازي القصيبي وللقامات الكبرى المعاصرة مثل الأمير خالد الفيصل، والأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وأبطال تحرير الكويت من الشهداء والأحياء، ولرواد المجالات المختلفة في كل دولة خليجية على حدة، أو رواد الخليج في مجال ما مجتمعين.
لاحظنا أن المقتنيات الوحيدة الخالدة تلك التي تحفظها إهداءات كتب الراحلين من النخب للمكتبات، بينما هناك الكثير من المقتنيات الخاصة المهدورة تكمن قيمتها في من كان يستخدمها، وفي ما رافقها من إنتاج أو صنائع. ومن المهم الملاحظة أن طريق العظماء لا تميزه مقتنيات استثنائية، فالإنسان العادي والعظيم يتفقون في المقتنيات الشخصية، ونادراً ما تنتج المصانع مقتنيات خاصة جداً لملك أو أمير.
* اختلاج النبض:
نتطلع لإنشاء تلك المتاحف ومراكز المقتنيات في سبيل حفظ المكتسب الحضاري الخليجي، والالتفاف على فتوى تحريم، جعلت تمثال عبدالله السالم المنجز منذ خمسين عاماً في الكويت قابعاً بالمخازن. ولنؤكد أن هؤلاء القادة والنخب عاشوا حياتهم بسطاء وعاديين، ولكنهم أصبحوا عظماء لأنهم أرادوا ذلك، وكان لديهم هدف، ما يشي أن باستطاعتنا جميعاً أن نسطر لأنفسنا في تاريخ العظماء سيرة تشهد على مسيرة حافلة بالعطاء.
غرفتي مليئة بالذكريات، إذ أحتفظ بشهادات التفوق والتقدير منذ الصف الأول الابتدائي، وأول كتاب تعلمت به القراءة والكتابة وأنا في الثالثة والنصف من عمري، ومعظم المسودات الأصلية للخواطر والأشعار التي كتبتها في مراهقتي، وجميع البطاقات لمشاركاتي في المؤتمرات المحلية والخارجية منذ أكثر من عشر سنوات، وغيرها كثير. لدي الكثير من المقتنيات، ولم يعد ينقصني سوى أن أكون رمزاً أو بطلة قومية. في حوزتي ثروة.. قد تكون ملكاً للدولة يوماً ما، أو تطلبها، فلدي من المقتنيات التي احتفظ بها في مسيرتي ما ليس لكثير من النخب، ولدي فرصة أن يكون لي متحفي الخاص يوماً ما.
وحلم متحفي الخاص قادني للالتفات ملياً من حولي، لقادة وعظماء في تاريخ الخليج العربي، فهنالك رموز ليس لها متاحف ولا مقتنيات، وهي جديرة بتلك الالتفاتة لتوثيق مراحل مهمة من تاريخ المنطقة وأعلامها، ولنعكس ثقل إرثنا الحضاري والتاريخي بما يمنح الخليج مكاناً علياً بين الأمم. إننا نتطلع لمتاحف ومراكز مقتنيات خليجية لزعماء الخليج والمؤسسين الأوائل للوحدة الخليجية، أو قادة الدول للاستقلال من الحماية البريطانية، نحو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين الراحل رحمه الله، ولعله يكون مشروعاً تطويرياً لبيت الجسرة الذي ولد ونشأ فيه، ونحتاج متحفاً للملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وآخر للأمير سعود الفيصل، رحمه الله، ولغازي القصيبي وللقامات الكبرى المعاصرة مثل الأمير خالد الفيصل، والأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وأبطال تحرير الكويت من الشهداء والأحياء، ولرواد المجالات المختلفة في كل دولة خليجية على حدة، أو رواد الخليج في مجال ما مجتمعين.
لاحظنا أن المقتنيات الوحيدة الخالدة تلك التي تحفظها إهداءات كتب الراحلين من النخب للمكتبات، بينما هناك الكثير من المقتنيات الخاصة المهدورة تكمن قيمتها في من كان يستخدمها، وفي ما رافقها من إنتاج أو صنائع. ومن المهم الملاحظة أن طريق العظماء لا تميزه مقتنيات استثنائية، فالإنسان العادي والعظيم يتفقون في المقتنيات الشخصية، ونادراً ما تنتج المصانع مقتنيات خاصة جداً لملك أو أمير.
* اختلاج النبض:
نتطلع لإنشاء تلك المتاحف ومراكز المقتنيات في سبيل حفظ المكتسب الحضاري الخليجي، والالتفاف على فتوى تحريم، جعلت تمثال عبدالله السالم المنجز منذ خمسين عاماً في الكويت قابعاً بالمخازن. ولنؤكد أن هؤلاء القادة والنخب عاشوا حياتهم بسطاء وعاديين، ولكنهم أصبحوا عظماء لأنهم أرادوا ذلك، وكان لديهم هدف، ما يشي أن باستطاعتنا جميعاً أن نسطر لأنفسنا في تاريخ العظماء سيرة تشهد على مسيرة حافلة بالعطاء.