تلعب دول الخليج العربية دوراً محورياً في المنطقة، ولا يمكن مطلقاً الاستخفاف بالدور الهام الذي تلعبه دول الخليج العربية ليس في المنطقة فحسب، إنما إقليمياً وعالمياً. حيث تعد دول الخليج مركزاً للثقل Center of Gravity نظراً لما تتمتع به دول الخليج من قوة وريادة تهيئها لقيادة المنطقة.

تكمن هذه القوة في الاتحاد، أي أن هذه القوة التي يتمتع بها الخليج العربي حالياً هي نتاج قوة العلاقة التي تربط دول الخليج العربية بعضها ببعض، حيث إن كل دولة على حدة لا تستطيع أن تشكل هذه القوة التي نستطيع أن نطلق عليها «مركز الثقل» ولكن مجموع الدول الخليجية العربية هي من تشكل هذه القوة.

هذا هو السر «الاتحاد» حتى وإن لم يأخذ شكله الرسمي بعد، فهو متحقق على أرض الواقع، وخير شاهد على هذا، الزيارات التي قام بها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي ولي العهد، لكل من الشقيقة دولة قطر، والشقيقة دولة الكويت، وعلى الرغم من أننا لا نعرف السبب والدافع الرئيس من وراء هذه الزيارات المتزامنة، إلا أننا لمسنا معنى «الاخوة» و«الترابط» و«الإخاء».

الزيارات التي قام بها أصحاب السمو لأشقائهم في كل من دولة قطر والكويت عكست متانة العلاقات وقوتها، فعلى الرغم من أن الزيارات كانت رسمية وتم اتباع جميع القواعد والمراسم الرسمية خلالها إلا أن الطابع الاجتماعي والأخوي هو السائد، من يشاهد صور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء مع شقيقه الأمير الوالد وأمير قطر يدرك تماماً أن العلاقات الوطيدة هي الأصل، وأن روح الأخوة هو أصل العلاقة وأساس الزيارة.

ومن يحلل صور صاحب السمو الملكي ولي العهد وهو بين أشقائه حكام الكويت، يستطيع أن يجزم بأن العلاقات الأخوية هي السائدة خلال الزيارة.

وما لفت نظري بصدق هو الزيارات التي قام بها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي ولي العهد للأماكن العامة مثل سوق واقف في دولة قطر ومجمع الافنيوز في دولة الكويت، هذه الزيارات التي عكست حب الشعوب الخليجية للقيادات الخليجية.

إن العلاقة التي تربط الشعوب الخليجية بحكامها هي علاقات «محكمة» صعبة التحليل، لمن لم يعش ويترعرع في الخليج. حيث إن برمجة «الحب» بين الشعوب الخليجية وحكامها هي علاقات من الصعب فكر شفرتها بسهولة، هي علاقات أساسها صلات النسب والدم والتاريخ المشترك، والأهم من ذلك هو «المصير والمستقبل المشترك».