يظن كثير من الناس أن الأماكن التي احتلتها إيران، أو أوجدت لنفسها موطئ قدم فيها من خلال من يواليها، لن تخرج منها، ويعللون ذلك بأن حقيقة العلاقة بين أمريكا والغرب عموماً من جهة، وإيران من جهة أخرى هي علاقة تحالف «من تحت الطاولة»، بدليل أن الأحداث الماضية كلها كانت لصالح إيران لدرجة أن أمريكا مكنتها من احتلال بعض هذه الدول كما هو الحال في العراق، لكن وبعد وصول الرئيس الأمريكي ترامب إلى السلطة هل سيتغير شيء في هذه العلاقة؟ وهل آن لإيران أن ترحل من العراق على أقل تقدير في المرحلة الأولى؟
الحقيقة وقبل كل شيء، هناك تحالف استراتيجي بين الغرب وملالي إيران، وليس هناك أي بوادر لفك هذا التحالف الذي عقده البنادقة مع إسماعيل شاه الصفوي قبل مئات السنين، ومازال مستمراً حتى الوقت الحاضر، لكن لا بد من فهم أن هذا التحالف ليس مع النظام الحاكم في إيران بقدر ما هو تحالف مع الملالي تحت أي نظام كانوا، أي هو تحالف مع العمامة وليس مع النظام، فالعمامة هي من يحرك نسبة غير قليلة من سكان المنطقة، وحتى الولاءات التي يتمتع بها «الولي الفقيه» الذي يحكم إيران اليوم صنعتها له العمامة -وأعني ولاءات من يعيش بيننا- وعلى هذا الأساس فالعلاقة بين إيران بصفتها نظاماً ودولة، وأمريكا ليست استراتيجية وإنما هي مرحلية، أما العلاقة مع العمامة فهي علاقة استراتيجية وربما تستمر طويلاً لأنها علاقة تخادم بين طرفين، وعليه فعلاقة أمريكا مع النظام الإيراني الحالي تحكمها المصالح، فإذا وجدت أمريكا أن مصالحها تهددت بسبب الوجود الإيراني أو أن إيران تعدت الحدود المرسومة لها، فلن تتأخر أمريكا عن دفع إيران إلى داخل حدودها أو حتى معاقبتها، بل لو تطلب الأمر أن تطيح بنظام «الولي الفقيه» الحاكم فلن تتردد عن ذلك، ولن يؤثر ذلك على علاقتها وتحالفها الاستراتيجي مع الملالي «العمامة».
ولكن ما الذي يدفع أمريكا الآن للحد من نفوذ إيران، فإن كانت مسألة المصالح الأمريكية فالواقع أنها مهددة من سنين طويلة أي أن أمريكا لم تجنِ من غزو العراق بقدر ما جنت إيران، وهل كان أوباما حجر عثرة في طريق دفع إيران، ومجيء ترامب الآن غير المعادلة؟ الواقع أن تغول إيران في العراق ونمو ميليشياتها وبقاء إيران كل تلك الفترة في العراق وسكوت أمريكا عنها كان مقصوداً، ببساطة احتلت أمريكا العراق في عام 2003، وهناك واجهت عدواً واحداً تمثل بالعرب السنة الرافضين والمقاومين لاحتلالها، وقد حاولت أمريكا بشتى الطرق إخضاعهم إلا أن ذلك لم يجدِ نفعاً، ولأن أمريكا جاءت لتبقى في العراق طويلاً بشكل آمن دون أن تتعرض لخسائر، أرادت أن تقلب هذه المعادلة فبدل أن يستمر العرب السنة في مقاومتها، لم لا يصبح العرب السنة مطالبين بوجودها وبقائها، فاستخدمت معهم سياسة «شوف الموت حتى ترضى بالصخونة»، فتركت الباب مفتوحاً لإيران وميليشياتها ولم تلاحقهم أو تجرمهم وجردت العرب السنة من قوتهم ولم تسمح لأحد بالتدخل في قضاياهم، وهي تعلم جيداً الحقد التاريخي والطائفي الذي يحمله ملالي قم وطهران تجاه العرب السنة، حتى وصلنا إلى الوضع الحالي المتمثل بتدمير كل مناطق العرب السنة وتشريد أهلها، وتسلط الميليشيات عليها بالإضافة إلى تسلط «داعش»، ووصل العرب السنة إلى حال يقبلون فيه أي وضع لأمريكا في العراق مقابل دفع إيران وميليشياتها عنهم، بل أكثرهم يطالب أمريكا بطرد إيران مقابل بقاء أمريكا في العراق وحصولها على ما تريد، لذا آن لإيران وميليشياتها أن ترحل، أما كيف وما هي أبرز ملامح المرحلة القادمة فللحديث بقية.
الحقيقة وقبل كل شيء، هناك تحالف استراتيجي بين الغرب وملالي إيران، وليس هناك أي بوادر لفك هذا التحالف الذي عقده البنادقة مع إسماعيل شاه الصفوي قبل مئات السنين، ومازال مستمراً حتى الوقت الحاضر، لكن لا بد من فهم أن هذا التحالف ليس مع النظام الحاكم في إيران بقدر ما هو تحالف مع الملالي تحت أي نظام كانوا، أي هو تحالف مع العمامة وليس مع النظام، فالعمامة هي من يحرك نسبة غير قليلة من سكان المنطقة، وحتى الولاءات التي يتمتع بها «الولي الفقيه» الذي يحكم إيران اليوم صنعتها له العمامة -وأعني ولاءات من يعيش بيننا- وعلى هذا الأساس فالعلاقة بين إيران بصفتها نظاماً ودولة، وأمريكا ليست استراتيجية وإنما هي مرحلية، أما العلاقة مع العمامة فهي علاقة استراتيجية وربما تستمر طويلاً لأنها علاقة تخادم بين طرفين، وعليه فعلاقة أمريكا مع النظام الإيراني الحالي تحكمها المصالح، فإذا وجدت أمريكا أن مصالحها تهددت بسبب الوجود الإيراني أو أن إيران تعدت الحدود المرسومة لها، فلن تتأخر أمريكا عن دفع إيران إلى داخل حدودها أو حتى معاقبتها، بل لو تطلب الأمر أن تطيح بنظام «الولي الفقيه» الحاكم فلن تتردد عن ذلك، ولن يؤثر ذلك على علاقتها وتحالفها الاستراتيجي مع الملالي «العمامة».
ولكن ما الذي يدفع أمريكا الآن للحد من نفوذ إيران، فإن كانت مسألة المصالح الأمريكية فالواقع أنها مهددة من سنين طويلة أي أن أمريكا لم تجنِ من غزو العراق بقدر ما جنت إيران، وهل كان أوباما حجر عثرة في طريق دفع إيران، ومجيء ترامب الآن غير المعادلة؟ الواقع أن تغول إيران في العراق ونمو ميليشياتها وبقاء إيران كل تلك الفترة في العراق وسكوت أمريكا عنها كان مقصوداً، ببساطة احتلت أمريكا العراق في عام 2003، وهناك واجهت عدواً واحداً تمثل بالعرب السنة الرافضين والمقاومين لاحتلالها، وقد حاولت أمريكا بشتى الطرق إخضاعهم إلا أن ذلك لم يجدِ نفعاً، ولأن أمريكا جاءت لتبقى في العراق طويلاً بشكل آمن دون أن تتعرض لخسائر، أرادت أن تقلب هذه المعادلة فبدل أن يستمر العرب السنة في مقاومتها، لم لا يصبح العرب السنة مطالبين بوجودها وبقائها، فاستخدمت معهم سياسة «شوف الموت حتى ترضى بالصخونة»، فتركت الباب مفتوحاً لإيران وميليشياتها ولم تلاحقهم أو تجرمهم وجردت العرب السنة من قوتهم ولم تسمح لأحد بالتدخل في قضاياهم، وهي تعلم جيداً الحقد التاريخي والطائفي الذي يحمله ملالي قم وطهران تجاه العرب السنة، حتى وصلنا إلى الوضع الحالي المتمثل بتدمير كل مناطق العرب السنة وتشريد أهلها، وتسلط الميليشيات عليها بالإضافة إلى تسلط «داعش»، ووصل العرب السنة إلى حال يقبلون فيه أي وضع لأمريكا في العراق مقابل دفع إيران وميليشياتها عنهم، بل أكثرهم يطالب أمريكا بطرد إيران مقابل بقاء أمريكا في العراق وحصولها على ما تريد، لذا آن لإيران وميليشياتها أن ترحل، أما كيف وما هي أبرز ملامح المرحلة القادمة فللحديث بقية.