هناك خطوات حثيثة وجادة بدأنا نتلمسها من وزارة الإسكان فيما يخص إعطاء وحدات سكنية للمواطنين الذين ينتظرون منذ عقود طويلة من أجل الحصول على مراميهم، فالقائمة كبيرة ومن ينتظرون «بيت العمر» هم في ازدياد، لكن ستظل الأولوية لأصحاب الطلبات القديمة ولبعض العوائل الفقيرة جداً كحالات استثنائية. بدأنا نتلمس تحركات من طرف وزارة الإسكان في ملف الطلبات القديمة ومحاولتها الحقيقية في إنهاء معاناة الكثير من الأسر التي أنهكها الانتظار لأعوام ممتدة، ولربما بعض التخطيط المدروس والعمل الجاد سيكون كفيلاً أن ينال كل مواطن حقه في السكن.

ما نود طرحه هنا هو ضرورة الإسراع في توزيع الوحدات السكنية الجاهزة التي تم الاتصال بأصحابها منذ أكثر من عام أو يزيد عن ذلك أو يقل، فهؤلاء مازالوا من الناحية الفعلية لم يحصلوا على منزل الأحلام، إذ كل ما في الأمر أنهم أُخْبِروا من طرف وزارة الإسكان أنهم يستحقون الوحدة السكنية في المنطقة «الفلانية». بالنسبة إلى المواطنين المستحقين مازال الأمر مبهماً لهم بعض الشيء، فكل تحركاتهم باتت معطلة والبعض لا يدري ما يفعل والبعض الآخر جمَّد الكثير من تحركاته بسبب الأمل المعقود للحصول على وحدته السكينة في أي وقت، وبين هذا وذاك لم يجد المنتظرون أي تبرير مقنع من طرف وزارة الإسكان لتأخير تسليمهم مفاتيح وحداتهم السكنية، خصوصاً أن الكثير منها بات جاهزاً أو على «التشطيبات» الأخيرة.

ليس هذا وحسب، بل إن بعضهم يقولون إن وزارة الإسكان أخبرتهم أنهم قد حصلوا على وحدات سكنية في منطقة لم تشيد بعد، أي أنها مازالت أرضاً لا إعمار فوقها ولا بناء، وبهذا سيكون اسم المواطن مدروجاً في قائمة الذين حصلوا على وحدات سكنية بشكل رسمي لكنه من ناحية واقعية لم يحصل على أي شيء غير الوعود، وهذا ينافي السياسة الواضحة لتوجهات الدولة التي تحرص ألا يظل المواطن عالقاً بين حلمه والواقع الذي رسمته له وزارة الإسكان، فهو لا يستطيع أن يقول للناس إنه غير مستحق ولا يستطيع أن يخبرهم أنه حصل على وحدة سكنية فعلية وليس على الورق!

لقد اتصلت وزارة الإسكان بالكثير من المواطنين منذ أكثر من سبعة أعوام أو يزيد تخبرهم أنهم من مستحقي القسائم السكنية ولكنهم حتى هذه اللحظة لم يحصلوا على أي شيء سوى الوعد المجرد، وهذه هي لب الفكرة التي أحببنا أن نوصلها إلى معالي وزير الإسكان الموقر، بأن على الوزارة أن تتابع هذا الملف خلال هذه المرحلة تحديداً وبصورة جادة وسريعة للتخلص من الطلبات العالقة بين الخيال والحقيقة ولتنهي معاناة مئات الأسر البحرينية المنتظِرة.