يتمتع «مودسار أحمد» وهو مسلم بريطاني بذكاء وفطنة ويبدو من اسمه أنه غير عربي، مودسار كان شاهداً على الهجوم الإرهابي الذي وقع في العاصمة البريطانية لندن يوم الأربعاء، إنما على الفور فطن أن عدم الإعلان العلني والمدوي للمسلمين البريطانيين بالبراءة من الإرهاب الذي هز المجتمع البريطاني سيؤدي إلى أن تهمته ستعمم على جميع مسلمي بريطانيا، وأن جماعته المسلمة ستدفع ثمناً غالياً نتيجة سكوتها وعدم تبرئها من الإرهاب.
إذ قد تكون بعيداً كل البعد عن الجريمة الإرهابية التي حدثت ولا تعرف خالد مسعود وليس لك صلة به، إنما خالد مسعود ارتكب جريمته كأي إرهابي متحدث باسم جماعة معينة وهي «المسلمين» مدعياً أنه يمثلها، معلناً أنه قام بفعلته النكراء دفاعاً عن تلك الجماعة، فإن صمتت الجماعة وسكتت، فتلك مشاركة للجريمة وذلك قبول بدعوى الإرهابي وادعاءاته، وبهذا تقبل الجماعة بشكل تضامني -وإن بالسكوت- بكل التهم التي ستساق لهم وتعمم عليهم جنباً إلى جنب التهم التي ستساق للإرهابي.
يتجلى ذكاء مودسار بأنه علم أن مجرد التبرؤ من الإرهاب لن يكون كافياً للفت الأنظار إلى أن خالد مسعود لا يمثله ولا يمثل المسلمين، لا بد إذاً من إحداث ضجة أكبر تلفت الأنظار، فبدأ حملة التبرعات على صفحته على «الفيس بوك» بعد أن شاهد العملية الإرهابية فوراً ودون تأخير، وقال في صفحته «لقد صدمت لرؤية الإصابات والخسائر في الأرواح».
هذه العبارة هي الإعلان الأول، والوسيلة التي اختارها كانت واحدة من أهم الوسائل التواصلية الاجتماعية «الفيس بوك»، أما الأهم الذي أضافه «أحمد» فهو الولاء للدولة للوطن، والتأكيد على أن ديانته ومعتقداته لا تمس ولاءه لأرضه لوطنه الذي ولد على ترابه، فهو بريطاني أولاً وإن كان مسلماً، قال «أحمد» «أنا مولود في لندن وأعرف هذا الشعور بعد الجريمة؛ وأشعر بالفخر لكيفية استجابة الخدمات الأمنية والطبية للاعتداء، وكيف قدم المارة العاديون الإسعافات الأولية للضحايا» لاحظوا انتقاء العبارات، هنا عبر مودسار عن امتنانه لمؤسسات الدولة التي ينتمي لها ويعيش على ثراها ويتمتع بخدماتها.
وأضاف كذلك «إن البرلمان شيء هام لكل بريطاني وهو المؤسسة الأقدم من نوعها في العالم، وذلك بغض النظر عن انتقاداتنا لسياسات الحكومة أو الأحزاب السياسية، فهو لايزال مؤسسة تعكس كيف يمكن التعبير عن إرادة الشعب بالكياسة والكرامة». يا الله وكأنه يتحدث عما يجول في خاطرنا وقضايانا نحن الجدلية في البحرين حول الفصل بين سخطي على أداء الحكومة أو أي مؤسسة وطنية وبين ولائي للوطن، وبين رفضي التام للعنف والإرهاب وكيف أعزل الإرهاب عن جماعتي فوراً، ذلك ما كنا نبحث عنه هنا.
لقد انتبه مودسار بأن إعلان الولاء للدولة ولمؤسساتها التشريعية والخدمية ضرورة في هذا الوقت، ذكاؤه قاده إلى أن التبرؤ من الأعمال الإرهابية لا يكون في غرف مغلقة في بيوت المسلمين البريطانيين فحسب، بل يجب أن يكون التبرؤ علناً، وذلك لعزل الإرهاب عن الجماعة، وحصره في الأفراد.
لم يكتفِ مودسار بتبرئه العلني بل تمكن من جمع 20 ألف جنيه إسترليني خلال الساعات الأولى من إطلاقه حملة لجمع تبرعات لعائلات الضحايا، وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، إن صفحة «مسلمون متحدون» تمكنت من جمع هذا المبلغ في الساعات الأولى من اليوم الأول للحملة، مشيرة إلى أن المئات من الأشخاص اندفعوا للمشاركة في التبرع عبر هذه الصفحة.
لاحظوا أن الضحايا التي جمع لها التبرعات قد تكون من ديانة أخرى، وبعضهم رجال أمن ومع ذلك جمع لهم التبرعات، لأن أحمد كان يبحث عن وسائل تعبير تؤكد على اندماجه وعدم انسلاخه عن شركائه في الوطن.
إنقاذ الجماعات من التهم التعميمية واجب يتحمله أفرادها بالدرجة الأولى قبل غيرهم، ومسؤولية ملقاة على عاتقهم وحدهم قبل أن تكون مسؤولية من يلقي التهم ويعممها. درس من بريطانيا أتمنى أن يكون قد وصل إلى سامعيه.
{{ article.visit_count }}
إذ قد تكون بعيداً كل البعد عن الجريمة الإرهابية التي حدثت ولا تعرف خالد مسعود وليس لك صلة به، إنما خالد مسعود ارتكب جريمته كأي إرهابي متحدث باسم جماعة معينة وهي «المسلمين» مدعياً أنه يمثلها، معلناً أنه قام بفعلته النكراء دفاعاً عن تلك الجماعة، فإن صمتت الجماعة وسكتت، فتلك مشاركة للجريمة وذلك قبول بدعوى الإرهابي وادعاءاته، وبهذا تقبل الجماعة بشكل تضامني -وإن بالسكوت- بكل التهم التي ستساق لهم وتعمم عليهم جنباً إلى جنب التهم التي ستساق للإرهابي.
يتجلى ذكاء مودسار بأنه علم أن مجرد التبرؤ من الإرهاب لن يكون كافياً للفت الأنظار إلى أن خالد مسعود لا يمثله ولا يمثل المسلمين، لا بد إذاً من إحداث ضجة أكبر تلفت الأنظار، فبدأ حملة التبرعات على صفحته على «الفيس بوك» بعد أن شاهد العملية الإرهابية فوراً ودون تأخير، وقال في صفحته «لقد صدمت لرؤية الإصابات والخسائر في الأرواح».
هذه العبارة هي الإعلان الأول، والوسيلة التي اختارها كانت واحدة من أهم الوسائل التواصلية الاجتماعية «الفيس بوك»، أما الأهم الذي أضافه «أحمد» فهو الولاء للدولة للوطن، والتأكيد على أن ديانته ومعتقداته لا تمس ولاءه لأرضه لوطنه الذي ولد على ترابه، فهو بريطاني أولاً وإن كان مسلماً، قال «أحمد» «أنا مولود في لندن وأعرف هذا الشعور بعد الجريمة؛ وأشعر بالفخر لكيفية استجابة الخدمات الأمنية والطبية للاعتداء، وكيف قدم المارة العاديون الإسعافات الأولية للضحايا» لاحظوا انتقاء العبارات، هنا عبر مودسار عن امتنانه لمؤسسات الدولة التي ينتمي لها ويعيش على ثراها ويتمتع بخدماتها.
وأضاف كذلك «إن البرلمان شيء هام لكل بريطاني وهو المؤسسة الأقدم من نوعها في العالم، وذلك بغض النظر عن انتقاداتنا لسياسات الحكومة أو الأحزاب السياسية، فهو لايزال مؤسسة تعكس كيف يمكن التعبير عن إرادة الشعب بالكياسة والكرامة». يا الله وكأنه يتحدث عما يجول في خاطرنا وقضايانا نحن الجدلية في البحرين حول الفصل بين سخطي على أداء الحكومة أو أي مؤسسة وطنية وبين ولائي للوطن، وبين رفضي التام للعنف والإرهاب وكيف أعزل الإرهاب عن جماعتي فوراً، ذلك ما كنا نبحث عنه هنا.
لقد انتبه مودسار بأن إعلان الولاء للدولة ولمؤسساتها التشريعية والخدمية ضرورة في هذا الوقت، ذكاؤه قاده إلى أن التبرؤ من الأعمال الإرهابية لا يكون في غرف مغلقة في بيوت المسلمين البريطانيين فحسب، بل يجب أن يكون التبرؤ علناً، وذلك لعزل الإرهاب عن الجماعة، وحصره في الأفراد.
لم يكتفِ مودسار بتبرئه العلني بل تمكن من جمع 20 ألف جنيه إسترليني خلال الساعات الأولى من إطلاقه حملة لجمع تبرعات لعائلات الضحايا، وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، إن صفحة «مسلمون متحدون» تمكنت من جمع هذا المبلغ في الساعات الأولى من اليوم الأول للحملة، مشيرة إلى أن المئات من الأشخاص اندفعوا للمشاركة في التبرع عبر هذه الصفحة.
لاحظوا أن الضحايا التي جمع لها التبرعات قد تكون من ديانة أخرى، وبعضهم رجال أمن ومع ذلك جمع لهم التبرعات، لأن أحمد كان يبحث عن وسائل تعبير تؤكد على اندماجه وعدم انسلاخه عن شركائه في الوطن.
إنقاذ الجماعات من التهم التعميمية واجب يتحمله أفرادها بالدرجة الأولى قبل غيرهم، ومسؤولية ملقاة على عاتقهم وحدهم قبل أن تكون مسؤولية من يلقي التهم ويعممها. درس من بريطانيا أتمنى أن يكون قد وصل إلى سامعيه.