كيف يمكن أن نستفيد قدر المستطاع من هذه السنوات الأربع القادمات التي يحكم فيها ترامب الولايات المتحدة الأمريكية؟ فلربما هذه السنوات الأربع القادمة هي أربع سمان سيتبعهن أربع عجاف إذ إن الانقلاب 180 درجة وارد ومتوقع كما هو حاصل الآن.

فالتقرير الذي نشرته الواشنطن بوست يوم الأحد لم ترد فيه معلومات جديدة هذه المعلومات متوفرة لدى الصحيفة ولدى الاستخبارات الأمريكية والإدارة الأمريكية ولجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس، منذ عام ونصف تقريباً، أي منذ أن اكتشفت الأجهزة الأمنية تلك الكميات الضخمة المخزنة تحت الأرض من متفجرات خطرة لا تباع للأفراد وهي مواد تباع ولها سجل للبيع كي يتمكن القائمون على تصنيعها معرفة الجهة التي تملكها مواد كالسي فور تستخدم لتفجير التحصينات العسكرية، والأمريكان لديهم أكثر من تلك المعلومات ويعرفون جيداً حجم التورط الإيراني بالإرهاب الذي عانت منه البحرين والإرهاب الذي صمدنا في وجهه وعانينا منه كشعب، ولكن التوجه الأمريكي كان مختلفاً حين ذاك، ولا يخدمه نشر مثل هذا التقرير، فوضع التقرير في الأدراج إلى حين يحتاجونه.

اليوم حدث الانقلاب 180 درجة واختلف التوجه والسياسة العامة، واختلف المزاج الأمريكي العام 180 درجة، فأخرج التقرير من الأدراج ونفض عنه الغباروتم نشره، ولا يجب أن نتعجب أو نصدم فالمفروض أننا تحصنا من الصدمات في السنوات الثمان السابقات، إذ هل بعد صدمة المرحلة الأوبامية (الدمره) صدمة؟!!

اليوم نحن أمام أربع سنوات سمان يجب أن نستغلها بشكل أمثل، علينا أن نثق أن إيران لن تتوقف عن حلمها ومشروعها باحتلال العواصم العربية وامتداد نفوذها للبحر الأحمر والبحر المتوسط حتى بعد أن كشف العالم كذبها وأقر بحربها التي تخوضها في المنطقة عبر وكلائها وخدمها؟

علينا أن نثق أن خدمها في الدول العربية لن يتوقفواعن تقديم أنفسهم قرابين على مذبح إمامهم ومرجعيتهم فتلك حرب دينية وجهاد ديني وخدمة للإمام مقدسة ومشرفة هكذا يرون الأمر.

فهل نضمن أن مواقف الدول الكبرى (الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا) ستثبت على ما عليه الآن؟ أي ستثبت في الوقوف في صفنا وصالحنا وسيبقى المزاج العام ينحو نحونا و يصدق روايتنا التي أنكروها لسنوات؟

ليس إذا تغير المزاج أو تغيرت السياسة العامة الأمريكية أو تقرير في صحيفة كالواشنطن بوست أو حتى تمرير صفقة طائرات الإف 16 هدف نفرح بتحققه، بل يجب أن نعمل على تحجيم الدور الإيراني في هذه السنوات الأربع قدر الإمكان بشكل مدروس يبدأ بمطاردة بؤر الإرهاب واحد واحد في جميع العواصم الاوربية و امريكا, و يستمر بالضغط على الحكومات العراقية و اللبنانية لا بشكل مباشر بيننا و بينهم بل يمر الضغط المفاوضات الاوربية و الأمريكية، فلا نقدم مكاسب مجانية لتلك الحكومات بدون مقابل وهي التي فتحت أذرعها للإرهاب الذي نعاني منه وفتحت أراضيها كذلك.

تحجيم دور إيران يجب أن يكون له خارطة طريق ولابد أن تكون لنا نظرة شمولية استراتيجية الوصول للرأي العام البريطاني والأمريكي

والأوربي هدف آخر يجب أن نسعى له اليوم ونستغل كل ثانية في هذه السنوات الأربع لتحقيقه، فالأبواب فتحت لنا الآن بعد أن أغلقت في وجهونا لثمان سنوات سابقات، هكذا هي الدنيا مصالح متقلبة.

المؤامرة لم تنتبه بعد، وقد جاءتنا فرصة ثمينة إما أن تضيع من أيدينا لأننا لم نثمنها ونعطيها حقها، أو تضيع لاننا لا نملك خارطة طريق واضحة وهنا الخوف.