لم نعد نرى تلك المشاهد الدرامية التي كنا نشاهدها في الماضي عندما يخسر الفريق لمباراة من المباريات ولم نعد نلمس ردود الأفعال التي كنا نلمسها آنذاك عندما يتعرض مسؤول ما إلى النقد ولم نعد نشعر بلذة الولاء والانتماء للأندية والمنتخبات كما كنا نشعر بها في ذلك الزمن الجميل!

تلك المشاهد الجادة النابعة من صدق الولاء والانتماء تحولت في هذا الزمن المادي إلى ما يشبه اللحظات العابرة التي ما تلبث أن تتلاشى مع دخان الشيشة التي أصبحت سمة ملازمة للكثيرين ممن ينتمون إلى الوسط الرياضي!!

في الماضي كان المدرب والإداري واللاعب يشعر بمرارة الهزيمة ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الآخرون ويظل هذا الشعور ملازماً له حتى في أوقات نومه، بينما نجد اغلب لاعبينا بل وحتى مدربينا في هذا الزمان يفتقدون الى مثل هذه المشاعر و الأحاسيس وهو ما نلمسه من خلال تعابير وجوههم وهم يغادرون الملعب ليتوجهوا بعد ذلك إما إلى المقاهي أو المجمعات وكأن شيئا لم يكن!

اعلم جيدا بان الرياضة فوز و خسارة وانالروح الرياضية تتطلب تقبل الخسارة بمثل ما تستقبل الفوز ، ولكنني هنا أتحدث عن أحاسيس ومشاعر يجب أن تتوافر في اللاعب والمدرب والإداري تعبر عن مدى حبه وإخلاصه للشعار الذي يدافع عنه وان مشاركته في المباراة ليست مجرد واجب ثقيل ينتهي مع صافرة الحكم الأخيرة !

ما زلت أتذكر العديد من المشاهد الهستيرية لبعض اللاعبين الذين لم يستحملوا خسارة فريقهم فينطلقون في البكاء الهستيري ويظلون في حالة من الحزن وهم يستعيدون شريط المباراة التي خسروها!

حتى ردود الفعل التي كنا نتلقاها في الماضي حين نوجه النقد إلى الإداريين أو اللاعبين اختفت وحل محلها ما يحلو لهم تسميته (التطنيش أو الحكران) مع أن الكثير من الانتقادات تندرج تحت مظلة النقد البناء والملاحظات المجدية التي تستحق الأخذ بها، لكنها لا تستهوي من تعنيهم ممن ماتت أحاسيسهم وأصبحوا لا يهتمون إلا فيما يرضي رغباتهم ومصالحهم الشخصية!

نحن فعلاً في حاجة إلى إحياء المشاعر والأحاسيس في نفوس الكثيرين ممن ينتمون إلى منظومتنا الرياضية لكي نعيد إلى هذه المنظومة الحياة التي افتقدتها، ونعيد تكريس مبادئ الولاء والانتماء إلى الشعارات التي نرتديها سواء في الأندية أو المنتخبات الوطنية لكي ندافع عنها دفاعاً مستميتاً يجسد صدق ولائنا و انتمائنا.