لا أعرف صراحة لماذا تعتبر وزارة «الصحة» تحديداً هي الوزارة الوحيدة في مملكة البحرين بين كافة وزارات الدولة التي تقوم في كل عام باختراع سياسات جديدة في قضايا التوظيف «لا تخطر على بال بشر»، فمن العقود المؤقتة للأطباء إلى عدم توظيف كافة الدفعات لمدد تطول ناهيك عن مشكلات الممرضين والممرضات وطريقة «تطفيشهم» في قضايا التوظيف والقائمة تطول. خلال الأعوام الماضية وصلتني عشرات الرسائل الإلكترونية وغيرها من الأطباء والممرضين يشكون فيها طريقة تعاطي وزارة الصحة معهم بشكل بشع وغير لائق، خصوصاً فيما يتعلق بطريقة التوظيف، لعل آخرها طريقة توظيف خريجو طب العائلة 2017.
هذه الدفعة تختصر مشكلتها لتتحدث عن معاناتها قائلة: «لقد اخترنا برنامج طب العائلة لإيماننا الكامل بأهمية الرعاية الصحية الأولية ولسد النقص في المراكز الصحية الموزعة على محافظات المملكة وعلى اعتبار أن نظام العمل في المراكز الصحية يتناسب وحياتنا الشخصية والاجتماعية، ولكن مما يؤسف له أننا تفاجأنا وفي أقل من شهر من موعد بداية عملنا في المراكز الصحية بقرار «شفهي» ينص على تحويلنا من النظام الاعتيادي المعمول به في المراكز الصحية بالنسبة لخريجي برنامج طب العائلة إلى نظام المناوبات وهو النظام المعمول به بالنسبة للأطباء من غير خريجي البرنامج، كما تفاجأنا بأن هذا النظام يشمل الأطباء الـ15 حديثي التخرج فقط من دون بقية أطباء العائلة -والذين تخرجوا بمثل مؤهلاتنا الطبية- وذلك لسد النقص في المراكز الصحية التي تعمل على مدار 24 ساعة أو تلك التي تعمل حتى الساعة 12 بعد منتصف الليل. إن نظام المناوبات في المراكز الصحية الذي نعمل به حالياً يحرمنا من إجازة نهاية الأسبوع، فعوضاً عنها أعطينا يوم إجازة في وسط الأسبوع وآخر في نهايته كما أننا نعمل ولمدة 8 ساعات متواصلة في اليوم بمجموع 40 ساعة في الأسبوع بينما باقي أطباء العائلة يعملون لمدة 36 ساعة في الأسبوع، كما أن الوقت المخصص لمعاينة المرضى في معظم أوقات المناوبة المسائية وفي أيام العطل الرسمية يكون 6 دقائق فقط ويتحول بعد انتهاء المواعيد في المركز إلى دقيقة واحدة فقط لمعاينة المريض وذلك بسبب نقص أطباء المناوبات مما حدا بمسؤولي المراكز -كل حسب رؤيته الشخصية بسبب عدم وجود قرار مكتوب- بتوزيعنا على المناوبات المسائية والتي تنتهي عند الساعة 12 بعد منتصف الليل في معظم أيام الشهر وهذا ما يسبب لنا التعب والإرهاق وذلك بسبب معاينة 70 إلى 80 مريضاً في المناوبة الواحدة مما يتطلب منا جهداً وتركيزاً أكبر في معاينة المرضى لتقليل الأخطاء الطبية في وسط نظام العمل المرهق بالنسبة لأطباء مستجدين قليلي الخبرة. كما أنه من المطلوب منا أن نعمل لساعات إضافية لتكملة الساعات الثماني المطلوبة علينا في اليوم خصوصاً للعاملين في المراكز الصحية غير المهيأة لنظام المناوبات والتي تفتح أبوابها للمرضى 7 ساعات فقط. وفي كثير من الأحيان نضطر إلى التنقل بين عدد من المراكز الصحية في نفس المنطقة وذلك لسد النقص مما يسبب لنا عدم استقرار وظيفي وصعوبة في متابعة المرضى من ذوي الأمراض المزمنة. كما أننا نحرم في كثير من الأوقات من حضور الورش والمحاضرات الطبية ومن تطبيق ما تعلمناه خلال سنوات التدريب من تغطية العيادات التخصصية كعيادات الحوامل وفحص الأطفال والأمراض المزمنة والعمليات الجراحية البسيطة والتي تفتح أبوابها للمرضى في الفترة الصباحية مما يسهم في تراجع مستوانا العلمي. كل هذا سبب لنا حرجاً مع المرضى ومع عوائلنا. والأغرب أن نظام عملنا حسب المبين في ديوان الخدمة المدنية هو نظام اعتيادي أي أننا خلال الشهرين الماضيين استلمنا راتبنا الاعتيادي الأساسي بالإضافة إلى زيادة بسيطة كتعويض عن الساعات الإضافية التي عملنا فيها».
اليوم يناشد خريجو طب العائلة 2017 والذين لا يتجاوز عددهم 15 طبيباً سمو رئيس الوزراء لرفع معاناتهم وإعادتهم للجدول المعتاد الخاص بأطباء العائلة، خصوصاً إذا ما عرفنا أنهم كلهم من البحرينيين وليسوا من الأجانب حتى تقوم «الصحة» بتطبيق نظام اعتادت الصحة تطبيقه على الأجانب فقط منذ أن تأسست حتى يومنا هذا.
هذه الدفعة تختصر مشكلتها لتتحدث عن معاناتها قائلة: «لقد اخترنا برنامج طب العائلة لإيماننا الكامل بأهمية الرعاية الصحية الأولية ولسد النقص في المراكز الصحية الموزعة على محافظات المملكة وعلى اعتبار أن نظام العمل في المراكز الصحية يتناسب وحياتنا الشخصية والاجتماعية، ولكن مما يؤسف له أننا تفاجأنا وفي أقل من شهر من موعد بداية عملنا في المراكز الصحية بقرار «شفهي» ينص على تحويلنا من النظام الاعتيادي المعمول به في المراكز الصحية بالنسبة لخريجي برنامج طب العائلة إلى نظام المناوبات وهو النظام المعمول به بالنسبة للأطباء من غير خريجي البرنامج، كما تفاجأنا بأن هذا النظام يشمل الأطباء الـ15 حديثي التخرج فقط من دون بقية أطباء العائلة -والذين تخرجوا بمثل مؤهلاتنا الطبية- وذلك لسد النقص في المراكز الصحية التي تعمل على مدار 24 ساعة أو تلك التي تعمل حتى الساعة 12 بعد منتصف الليل. إن نظام المناوبات في المراكز الصحية الذي نعمل به حالياً يحرمنا من إجازة نهاية الأسبوع، فعوضاً عنها أعطينا يوم إجازة في وسط الأسبوع وآخر في نهايته كما أننا نعمل ولمدة 8 ساعات متواصلة في اليوم بمجموع 40 ساعة في الأسبوع بينما باقي أطباء العائلة يعملون لمدة 36 ساعة في الأسبوع، كما أن الوقت المخصص لمعاينة المرضى في معظم أوقات المناوبة المسائية وفي أيام العطل الرسمية يكون 6 دقائق فقط ويتحول بعد انتهاء المواعيد في المركز إلى دقيقة واحدة فقط لمعاينة المريض وذلك بسبب نقص أطباء المناوبات مما حدا بمسؤولي المراكز -كل حسب رؤيته الشخصية بسبب عدم وجود قرار مكتوب- بتوزيعنا على المناوبات المسائية والتي تنتهي عند الساعة 12 بعد منتصف الليل في معظم أيام الشهر وهذا ما يسبب لنا التعب والإرهاق وذلك بسبب معاينة 70 إلى 80 مريضاً في المناوبة الواحدة مما يتطلب منا جهداً وتركيزاً أكبر في معاينة المرضى لتقليل الأخطاء الطبية في وسط نظام العمل المرهق بالنسبة لأطباء مستجدين قليلي الخبرة. كما أنه من المطلوب منا أن نعمل لساعات إضافية لتكملة الساعات الثماني المطلوبة علينا في اليوم خصوصاً للعاملين في المراكز الصحية غير المهيأة لنظام المناوبات والتي تفتح أبوابها للمرضى 7 ساعات فقط. وفي كثير من الأحيان نضطر إلى التنقل بين عدد من المراكز الصحية في نفس المنطقة وذلك لسد النقص مما يسبب لنا عدم استقرار وظيفي وصعوبة في متابعة المرضى من ذوي الأمراض المزمنة. كما أننا نحرم في كثير من الأوقات من حضور الورش والمحاضرات الطبية ومن تطبيق ما تعلمناه خلال سنوات التدريب من تغطية العيادات التخصصية كعيادات الحوامل وفحص الأطفال والأمراض المزمنة والعمليات الجراحية البسيطة والتي تفتح أبوابها للمرضى في الفترة الصباحية مما يسهم في تراجع مستوانا العلمي. كل هذا سبب لنا حرجاً مع المرضى ومع عوائلنا. والأغرب أن نظام عملنا حسب المبين في ديوان الخدمة المدنية هو نظام اعتيادي أي أننا خلال الشهرين الماضيين استلمنا راتبنا الاعتيادي الأساسي بالإضافة إلى زيادة بسيطة كتعويض عن الساعات الإضافية التي عملنا فيها».
اليوم يناشد خريجو طب العائلة 2017 والذين لا يتجاوز عددهم 15 طبيباً سمو رئيس الوزراء لرفع معاناتهم وإعادتهم للجدول المعتاد الخاص بأطباء العائلة، خصوصاً إذا ما عرفنا أنهم كلهم من البحرينيين وليسوا من الأجانب حتى تقوم «الصحة» بتطبيق نظام اعتادت الصحة تطبيقه على الأجانب فقط منذ أن تأسست حتى يومنا هذا.