هذا صنف خطير جداً من البشر، صنف بإمكانه أن يطعن أي مشروع واعد في قلبه، وممكن بسهولة أن يشوه كل جميل، ويمكن أن يقود الناس للكفر بالمبادئ والقيم، بل ربما يقودها لنبذ أمور أكبر حجماً معنية حتى بالدين وتعاليمه.
لا تستغربوا القول، فهذا الصنف من الناس الذين امتهنوا التنظير، وباتت هوايتهم بيع الكلام، والذين يقولون ما لا يفعلون، هم أسوأ أدوات «ترويج وتوعية وتثقيف»، يمكن أن تؤثر بطريقة سلبية وليست إيجابية على أي شيء تتولى مسؤوليته.
لنتساءل هنا، لماذا على سبيل المثال حينما نتحدث عن المواعيد، وعن احترام الوقت، نقرن ذلك بثقافة الغرب ونقولها صراحة «خلك إنجليزي»؟! ببساطة لأننا تعودنا وباتت قناعة أننا في مجتمعاتنا العربية لا نحترم الوقت ولا نلتزم بمواعيدنا، وهذه حالة تقع ضمن خانة «القول الخالي من الفعل» عند الشخص الذي لا يلتزم بالفعل، رغم ادعائه أنه يقوم به.
وهكذا دواليك، تتشعب المسائل وتتطور الأمثلة وتتنوع في مختلف الجوانب، ويكون القاسم المشترك بينها أننا مبتلون بأناس يقولون ما لا يفعلون، في أوجه عديدة، فترى من يدعي محاربة الفساد ويزعج الناس بتنظيره الإعلامي بشأنه، وهو ممارس له بشكل صريح وفج.
ترى من يتحدث عن العدالة الإدارية والاحترافية في إدارة البشر، هو يسيء لهذا العلم المتقدم بممارسات تدخل في تصنيف الفساد الإداري وظلم البشر.
كذلك بنفس القياس من يوهم الناس بأنه قائد للتطوير وحامل للواء التغيير، يضرب كل ذلك بعرض الحائط كون عقليته مبرمجة بخلاف ذلك، وتجده في قرارة نفسه غير مقتنع أصلاً بهذه المبادئ.
تتوه خرائط التنمية، وتتعرقل خطط الإصلاح، وتموت المبادئ، حينما يبتلى أي مجتمع بشريحة البشر الذين «يقولون ما لا يفعلون»، تقف عجلة التطور وتجمد لأن من يفترض به التحول لأداة بناء فاعلة تسهم في هذا التحول، هو في الأساس العصا التي تضع نفسها في منتصف العجلة، بالأفعال والتطبيقات طبعاً، لأنك لو عدت للتصريحات والأقوال وما ينشر في الإعلام ستجد الكلام الجميل والتصريحات المتفائلة والتشديد على المبادئ والفضائل.
وعليه فإن الإصلاح والتطوير والبناء والتعمير، كلها أمور تحتاج لأدوات صحيحة تتمثل ببشر يعملون وفق مبادئ، تحركهم الوطنية والانتماء وطبعاً الأخلاقيات، وهي أصلاً محددات تجعلهم حريصين في عملهم، كون الهدف خدمة الصالح العام، عندما يصرحون وتخرج عنهم الأقوال فهي إنما تعبر عن قناعات مخلصة، لا مادة تسويقية يتم بها تضليل الرأي العام، أو إيهامهم بوجود شيء لا وجود له إلا على عروض وأوراق التنظير.
تخيلوا لو أن المجتمعات انقرض منها بائعو الكلام وصانعو الوهم، وحل محلهم من يتكلم بأفعاله، ومن يبرز بإنجازاته الحقيقية المثبتة على الأرض، ومن يعمل لا لتلميع صورته بل يعمل لأجل تجويد وترقية مخرجات قطاعه، لأنها في النهاية يجب أن تخدم الوطن والناس، لا أن تخدم فقط فلاناً صاحب الكرسي أو علاناً صاحب المنصب.
لو أن العالم خلا من ممارسي الكلام، واقتصر على ممتهني الأفعال، لو كل الأشخاص كانوا «يفعلون ما يقولون»، كيف كان سيكون حال المجتمعات؟!
قد يقول قائل بأن هذا حلم وضرب من الجنون باستحالة تحققه في عموم الناس، لكننا نقول بأن أقلها ابدأ بنفسك، كن صاحب أفعال لا أقوال، وانشر هذا النمط والسلوك وكأنه «فيروس» إيجابي حولك، وثق أنك لا محالة ستحدث فرقاً يخدم المجتمع.
لا تستغربوا القول، فهذا الصنف من الناس الذين امتهنوا التنظير، وباتت هوايتهم بيع الكلام، والذين يقولون ما لا يفعلون، هم أسوأ أدوات «ترويج وتوعية وتثقيف»، يمكن أن تؤثر بطريقة سلبية وليست إيجابية على أي شيء تتولى مسؤوليته.
لنتساءل هنا، لماذا على سبيل المثال حينما نتحدث عن المواعيد، وعن احترام الوقت، نقرن ذلك بثقافة الغرب ونقولها صراحة «خلك إنجليزي»؟! ببساطة لأننا تعودنا وباتت قناعة أننا في مجتمعاتنا العربية لا نحترم الوقت ولا نلتزم بمواعيدنا، وهذه حالة تقع ضمن خانة «القول الخالي من الفعل» عند الشخص الذي لا يلتزم بالفعل، رغم ادعائه أنه يقوم به.
وهكذا دواليك، تتشعب المسائل وتتطور الأمثلة وتتنوع في مختلف الجوانب، ويكون القاسم المشترك بينها أننا مبتلون بأناس يقولون ما لا يفعلون، في أوجه عديدة، فترى من يدعي محاربة الفساد ويزعج الناس بتنظيره الإعلامي بشأنه، وهو ممارس له بشكل صريح وفج.
ترى من يتحدث عن العدالة الإدارية والاحترافية في إدارة البشر، هو يسيء لهذا العلم المتقدم بممارسات تدخل في تصنيف الفساد الإداري وظلم البشر.
كذلك بنفس القياس من يوهم الناس بأنه قائد للتطوير وحامل للواء التغيير، يضرب كل ذلك بعرض الحائط كون عقليته مبرمجة بخلاف ذلك، وتجده في قرارة نفسه غير مقتنع أصلاً بهذه المبادئ.
تتوه خرائط التنمية، وتتعرقل خطط الإصلاح، وتموت المبادئ، حينما يبتلى أي مجتمع بشريحة البشر الذين «يقولون ما لا يفعلون»، تقف عجلة التطور وتجمد لأن من يفترض به التحول لأداة بناء فاعلة تسهم في هذا التحول، هو في الأساس العصا التي تضع نفسها في منتصف العجلة، بالأفعال والتطبيقات طبعاً، لأنك لو عدت للتصريحات والأقوال وما ينشر في الإعلام ستجد الكلام الجميل والتصريحات المتفائلة والتشديد على المبادئ والفضائل.
وعليه فإن الإصلاح والتطوير والبناء والتعمير، كلها أمور تحتاج لأدوات صحيحة تتمثل ببشر يعملون وفق مبادئ، تحركهم الوطنية والانتماء وطبعاً الأخلاقيات، وهي أصلاً محددات تجعلهم حريصين في عملهم، كون الهدف خدمة الصالح العام، عندما يصرحون وتخرج عنهم الأقوال فهي إنما تعبر عن قناعات مخلصة، لا مادة تسويقية يتم بها تضليل الرأي العام، أو إيهامهم بوجود شيء لا وجود له إلا على عروض وأوراق التنظير.
تخيلوا لو أن المجتمعات انقرض منها بائعو الكلام وصانعو الوهم، وحل محلهم من يتكلم بأفعاله، ومن يبرز بإنجازاته الحقيقية المثبتة على الأرض، ومن يعمل لا لتلميع صورته بل يعمل لأجل تجويد وترقية مخرجات قطاعه، لأنها في النهاية يجب أن تخدم الوطن والناس، لا أن تخدم فقط فلاناً صاحب الكرسي أو علاناً صاحب المنصب.
لو أن العالم خلا من ممارسي الكلام، واقتصر على ممتهني الأفعال، لو كل الأشخاص كانوا «يفعلون ما يقولون»، كيف كان سيكون حال المجتمعات؟!
قد يقول قائل بأن هذا حلم وضرب من الجنون باستحالة تحققه في عموم الناس، لكننا نقول بأن أقلها ابدأ بنفسك، كن صاحب أفعال لا أقوال، وانشر هذا النمط والسلوك وكأنه «فيروس» إيجابي حولك، وثق أنك لا محالة ستحدث فرقاً يخدم المجتمع.