مما يؤسف له في مملكة البحرين الغالية هو الغياب التام عن دعم هيئة البحرين للثقافة والآثار وعن كل المشروعات الثقافية المسؤولة عنها في الأعوام الأخيرة. اليوم تسير هيئة الثقافة من دون أي دعم من الدولة، فكل الفعاليات الثقافية الموسمية التي يعود تاريخ بعض منها إلى ما قبل 40 عاماً أو يزيد معطلة تنتظر أن تقر لها ميزانية خاصة بها، وأن كل ما نشهده من فعاليات ثقافية إنما هو إما بتمويل جهات تجارية أو عبر مؤسسات داعمة تحترم الثقافة، ونحن من حقنا أن نتساءل هنا، هل يصح أن تسير الدولة والمجتمع من دون أي حراك ثقافي؟ أيحق للدولة أن تقوم بضخ بعض الملايين لمشروعات أقل أهمية من الثقافة بمراحل لتظل كل فعاليات الساحة الثقافية معطلة؟
هيئة الثقافة وحامية الآثار والمباني الأثرية بلا مبنى منذ سنوات، وحين ظلت الهيئة بلا هيكلة واضحة وبعد مطالبات صريحة بإقرار الهيكل تم إقراره أخيراً لكن بشكل أعرج ومشوه ومن دون أية موازنة حتى الآن، وكأن المسؤولين والمجلس التشريعي لا يعترفون بأهمية الثقافة ودورها في البحرين. يبدو أن الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تكافح وتصارع وحدها من أجل أن تستمر الثقافة في البحرين دون انقطاع حتى بعد انقطاع الدعم عنها بنسبة 100% لأنها تؤمن أن الثقافة والآثار هما واجهة كل بلد يعتمد على السياحة واستقطاب أبناء البلد والزوار إلى هذا الوطن على حدٍّ سواء من أجل نشر الفرح والوعي في أرجائه.
يجب على الدولة أن تدعم هيئة البحرين للثقافة والآثار بكل قوة حتى من دون انتظار إقرار الميزانية، فالثقافة لا تقل أهمية عن إنشاء الشوارع والجسور وبقية المشروعات الخدماتية الأخرى، لأنها الرئة الحقيقية التي يتنفس من خلالها المجتمع الكثير من الفرح والوعي والثقافة والانتصار لقيم الحق في مقابل هزيمة التخلف والرجعية والتطرف، وهذا ما يجب أن يستوعبه بعض المسؤولين في الدولة الذين لا يقيمون أهمية لكافة المشروعات الثقافية والذين مازالوا يعتقدون أن الثقافة مجرد «هامش» أو ترف فكري يمكن له أن يتوقف أو يُنسى، وهذا مُحال!
ما يجب أن يفهمه الرأي العام أن الثقافة ليست مجرد استعراضات وفعاليات ثقافية جامدة يمكن الاستغناء عنها في أي وقت، بل هي عملية مستمرة في وعي المجتمع والدولة وهي الطريق الوحيد للتحضر ومحاربة الجهل والهزيمة، فالدول المتقدمة تضع كل إمكانياتها لدعم المسارح ودور الأوبرا والحفلات الموسيقية العالمية والمؤتمرات الثقافية وترصد الملايين من أجل حفظ الآثار من الضياع لتأكيد الهوية الوطنية الثابتة والراسخة. هذه الأمور المهمة في عصر التطرف -وحتى في غيره من العصور- تعتبر أكسجين المجتمعات المتحضرة. ليس هذا وحسب، فالثقافة هي الحراك الوحيد والتي كلما أعطيناها أعطتنا، فالملايين التي سوف تضخها الدولة في كبد الثقافة والآثار ستدر على الدولة أضعافاً مضاعفة. نقول هذا من منطلق التجربة والأرقام، ونقول هذا الكلام لمن يفكر بشكل ماديٍ صِرف فيعتقد واهماً أن الثقافة تستنزف ميزانية الدولة دون أن تدر عليها أرباحا مضاعفة، فالمواسم الثقافية الماضية أثبتت عكس ذلك، ومازالت هيئة الثقافة على الرغم من عدم توفر الدعم الكافي لها من طرف الدولة إلا أنها مازالت وستظل تجتذب آلاف السياح من كل أرجاء العالم في كل عامٍ لأنها آمنت أن المشروعات الثقافية أكبر من أن تحاصر أو تقاطع أو يمنع عنها الدعم المالي، فالمشروعات الثقافية «روح» وليست مجرد «مادة». «للحديث بقية».
هيئة الثقافة وحامية الآثار والمباني الأثرية بلا مبنى منذ سنوات، وحين ظلت الهيئة بلا هيكلة واضحة وبعد مطالبات صريحة بإقرار الهيكل تم إقراره أخيراً لكن بشكل أعرج ومشوه ومن دون أية موازنة حتى الآن، وكأن المسؤولين والمجلس التشريعي لا يعترفون بأهمية الثقافة ودورها في البحرين. يبدو أن الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تكافح وتصارع وحدها من أجل أن تستمر الثقافة في البحرين دون انقطاع حتى بعد انقطاع الدعم عنها بنسبة 100% لأنها تؤمن أن الثقافة والآثار هما واجهة كل بلد يعتمد على السياحة واستقطاب أبناء البلد والزوار إلى هذا الوطن على حدٍّ سواء من أجل نشر الفرح والوعي في أرجائه.
يجب على الدولة أن تدعم هيئة البحرين للثقافة والآثار بكل قوة حتى من دون انتظار إقرار الميزانية، فالثقافة لا تقل أهمية عن إنشاء الشوارع والجسور وبقية المشروعات الخدماتية الأخرى، لأنها الرئة الحقيقية التي يتنفس من خلالها المجتمع الكثير من الفرح والوعي والثقافة والانتصار لقيم الحق في مقابل هزيمة التخلف والرجعية والتطرف، وهذا ما يجب أن يستوعبه بعض المسؤولين في الدولة الذين لا يقيمون أهمية لكافة المشروعات الثقافية والذين مازالوا يعتقدون أن الثقافة مجرد «هامش» أو ترف فكري يمكن له أن يتوقف أو يُنسى، وهذا مُحال!
ما يجب أن يفهمه الرأي العام أن الثقافة ليست مجرد استعراضات وفعاليات ثقافية جامدة يمكن الاستغناء عنها في أي وقت، بل هي عملية مستمرة في وعي المجتمع والدولة وهي الطريق الوحيد للتحضر ومحاربة الجهل والهزيمة، فالدول المتقدمة تضع كل إمكانياتها لدعم المسارح ودور الأوبرا والحفلات الموسيقية العالمية والمؤتمرات الثقافية وترصد الملايين من أجل حفظ الآثار من الضياع لتأكيد الهوية الوطنية الثابتة والراسخة. هذه الأمور المهمة في عصر التطرف -وحتى في غيره من العصور- تعتبر أكسجين المجتمعات المتحضرة. ليس هذا وحسب، فالثقافة هي الحراك الوحيد والتي كلما أعطيناها أعطتنا، فالملايين التي سوف تضخها الدولة في كبد الثقافة والآثار ستدر على الدولة أضعافاً مضاعفة. نقول هذا من منطلق التجربة والأرقام، ونقول هذا الكلام لمن يفكر بشكل ماديٍ صِرف فيعتقد واهماً أن الثقافة تستنزف ميزانية الدولة دون أن تدر عليها أرباحا مضاعفة، فالمواسم الثقافية الماضية أثبتت عكس ذلك، ومازالت هيئة الثقافة على الرغم من عدم توفر الدعم الكافي لها من طرف الدولة إلا أنها مازالت وستظل تجتذب آلاف السياح من كل أرجاء العالم في كل عامٍ لأنها آمنت أن المشروعات الثقافية أكبر من أن تحاصر أو تقاطع أو يمنع عنها الدعم المالي، فالمشروعات الثقافية «روح» وليست مجرد «مادة». «للحديث بقية».