بخليط غير ناضج من عناصر متباعدة في الفكر العسكري، وفي إهانة مفتوحة لجنرالاته، وضع أوباما في يناير 2012 ثلاثة محاور تحدد ملامح استراتيجيته الجديدة كتقليص القوات، وخفض الإنفاق الدفاعي، وكان ثالث المحاور هو المحافظة على التفوق النوعي، وهو المحور الذي يناقض ما سبقه، فقبل وصول أوباما كانت الاستراتيجية تقول بإمكانية واشنطن خوض حربين متزامنتين «جبهات متوسطة الحجم»، والانتصار فيهما وتثبيت جبهة ثالثة. حيث كان البنتاغون يحارب في العراق وأفغانستان، مع تثبيت جبهة سوريا، لكن تراجعات أوباما المشينة عن خطوطه الحمراء هناك أخلت بذلك النسق. حيث تلقف شذاذ الآفاق من «داعش» وقع التحدي في استراتيجية خوض حربين متزامنتين والانتصار فيهما. فتنظيم «داعش» الذي أحدث مده وجزره حالة من «السعار الاستراتيجي» الإقليمي والدولي هو الهيكل العسكري اللامتماثل «Asymmetric» الوحيد الذي يجاري القوة الأمريكية التقليدية في عقيدة حربين وجبهة. حيث تبين مصفوفة التفاعلات العسكرية التي يخوضها التنظيم أنه رغم تعرضه لقواصم الظهر العسكرية إلا أنه يخوض حربين متزامنتين ويثبت جبهة ثالثة ضد عملية «البنيان المرصوص» في ليبيا. ورغم أن الأمور تقاس بخواتيمها إلا أن المراقب العسكري لا يمكن أن يتجاوز معركة دفاع ناجحة للإرهابيين في الموصل متصدياً لقوات الجنرال ستيفن تاونسند «Gen. Stephen Townsend» والتحالف الدولي وفي ثناياه الجيش العراقي والبيشمركة والحشد الشعبي والحشد العشائري وطيران للتحالف يقصف الموصل بمعدل 500 قنبلة أسبوعياً. وهي كما قال تاونسند نفسه «معركة صعبة للغاية»، مما حدا بالبرلمان العراقي للتلويح بتعليق المعركة ليس لسقوط المدنيين فحسب بل لمقتل 774 وجرح 4700 جندي عراقي، فظروف المعركة لصالح «داعش» وليس الطرف المهاجم.
أما معركة التحالف الدولي في «الرقة»، فتبدو أصعب بكثير من الموصل، وهي صعوبات مقدّرة لأنها في قلب «داعش» ومعقله الأساسي. ويخوض «داعش» معركة لفك حصار من 3 جهات على يد التحالف وقوات سوريا الديمقراطية. كما يخوض «داعش» في الرقة أيضاً معركة «سد الفرات» الذي يعتبر هدفاً استراتيجياً كبيراً. ومعركة اقتحام مدينة «الطبقة» الاستراتيجية على نهر الفرات. كما يخوض معركة صامته مع العشائر العربية داخل الرقة المتوقع أن تتخذ بنفسها خطوة تحرير المدينة، حتى لا تقع في يد الأكراد أو جيش الأسد. بل إن التنظيم الإرهابي يخوض معركة مع القوات الفرنسية حيث أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الجمعة أن قواته جزء من تطويق الرقة.
* بالعجمي الفصيح:
إن من سوء التقدير الاستراتيجي الظن بتراجع «داعش»، فيما يخوض حربين متزامنتين، ويثبت جبهة ثالثة، فأين الخليج من هذه الترتيبات؟ هذا السؤال ليس من الأسئلة التي تطرح لجواب بل للقيام بمهمة الفرار من أن نكون الجبهة الثالثة، فبين كلمة «داعش» وكلمة الهزيمة هناك الخاصرة الناعمة التي يمكن تصدير الحرب لها كما حاول أكثر من مرة.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
{{ article.visit_count }}
أما معركة التحالف الدولي في «الرقة»، فتبدو أصعب بكثير من الموصل، وهي صعوبات مقدّرة لأنها في قلب «داعش» ومعقله الأساسي. ويخوض «داعش» معركة لفك حصار من 3 جهات على يد التحالف وقوات سوريا الديمقراطية. كما يخوض «داعش» في الرقة أيضاً معركة «سد الفرات» الذي يعتبر هدفاً استراتيجياً كبيراً. ومعركة اقتحام مدينة «الطبقة» الاستراتيجية على نهر الفرات. كما يخوض معركة صامته مع العشائر العربية داخل الرقة المتوقع أن تتخذ بنفسها خطوة تحرير المدينة، حتى لا تقع في يد الأكراد أو جيش الأسد. بل إن التنظيم الإرهابي يخوض معركة مع القوات الفرنسية حيث أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الجمعة أن قواته جزء من تطويق الرقة.
* بالعجمي الفصيح:
إن من سوء التقدير الاستراتيجي الظن بتراجع «داعش»، فيما يخوض حربين متزامنتين، ويثبت جبهة ثالثة، فأين الخليج من هذه الترتيبات؟ هذا السؤال ليس من الأسئلة التي تطرح لجواب بل للقيام بمهمة الفرار من أن نكون الجبهة الثالثة، فبين كلمة «داعش» وكلمة الهزيمة هناك الخاصرة الناعمة التي يمكن تصدير الحرب لها كما حاول أكثر من مرة.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج