تكلمنا قبل يومين عن الغياب التام من طرف الدولة عن دعم هيئة البحرين للثقافة والآثار، وعن كل المشاريع الثقافية المسؤولة عنها في الأعوام الأخيرة، وما يشكله هذا الأمر الخطير في أن تتأخر مملكة البحرين الرائدة في مجال الثقافة والآثار عن بقية دول العالم بل وحتى دول المنطقة. ولهذا طالبنا وسنطالب على الدوام أن تنال الثقافة نصيبها من ميزانية الدولة، باعتبارها عنصراً مقوِّماً للدولة المدنية وللمجتمع المدني وليس ترفاً فكرياً وحضارياً كما يحاول أن يصوره لنا البعض.
تتمثل هوية البحرين في ثقافتها وآثارها وتوعية المجتمع والسائح على حدٍّ سواء بأهمية هذا القطاع الإنساني الكبير، فحين تختفي مظاهر الإحتفاء بتاريخ الوطن بسبب رفع الدولة يدها عن دعم الثقافة فكيف يمكن لهيئة البحرين للثقافة والآثار أن تواصل برامجها المخصصة في وضع البحرين على خارطة التراث العالمي والآثار والثقافة؟ كيف يمكن أن تتوقف مسيرة قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ وفي كون المنامة عاصمة الثقافة العربية والمحرق عاصمة الثقافة الإسلامية قريباً وغيرها من المشاريع العالمية التي ابتدأتها هيئة الثقافة لولا وعي القائمين على هذه المشاريع وألمهم الشديد في الأعوام الأخيرة بسبب رفع الدعم عن أهم وأخطر القطاعات المؤثرة على مسيرة ونهضة الدولة على الإطلاق؟ المجتمعات الحديثة والمتطورة لا يمكنها أن تستغني عن الفعاليات الثقافية ولا يمكن لمجتمع أن يفتخر بتاريخه حين يعزل عنه وعن آثاره، ومن هنا يكون دعم الثقافة هو دعم لهوية الوطن.
في حديث عابر ملؤه أمل وألم جمعني مع رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تلك المرأة الحديدية وراعية الثقافة الأولى في البحرين توصلنا إلى ضرورة إحياء فكرة أن نستثمر ما يميّز مملكة البحرين عن غيرها من ناحية عراقة وثراء الآثار والتراث، وذلك من خلال عمقها التاريخي وغنى أرضها بكل أشكالهما. فالبحرين لديها مقومات جاهزة للنهوض بتاريخها وآثارها وتراثها المحلي دون الحاجة لاستيراد هذا المكون الأساس للآثار من الخارج، ومن هنا يأتي الحديث عن دور المركز الإقليمي للتراث العالمي في البحرين وأهميته للعالم العربي والذي يجب أن نستثمر فيه هنا وليس في الخارج.
لا يستطيع أحد أن يستوعب هذا الهم «إلا من بهِ ألمُ»، ولن يستطيع أي مسؤول أن يقف مع الثقافة ودعمها إلا حين يستشعر بأهمية هذا الرافد المهم من روافد التاريخ الإنساني، فحين تذهب دولة عربية لا تمتلك الآثار التي تمتلكها البحرين لدول حاضنة للآثار والثقافة فتستعرض وجودها عبر قطع مغمورة من الآثار للعالم من خلال الدعم اللامحدود من طرف حكومات تلكم الدول، يكون الألم على أشدّهِ حين تملك هيئة الثقافة كل هذا الكم الهائل من الآثار العظيمة، لكنها تفقد الدعم الكافي لتسويق البحرين محلياً وعالمياً برسم برامج وفعاليات تستقطب كل شعوب العالم نحو المنامة وليس العكس. ألا يحتاج هذا الأمر لمزيد من الوعي لدى بعض المسؤولين؟
يجب على أعضاء مجلس النواب ومعهم أعضاء مجلس الشورى كذلك أن يدعموا الثقافة في هذا الظرف العصيب بعد أن توقف عنها الدعم، وأن يستوعب الإخوة في المجلسين أهمية إحياء الثقافة حتى قبل السياحة، وأن يطالب الأعضاء الكرام الحكومة الموقرة بدعم ثقافتنا وقلاعنا وسياحتنا الأثرية ومعارضنا وفعالياتنا الثقافية قبل فوات الأوان، فالثقافة في خطر حقيقي، فهل وصلت الرسالة؟
قبل الختام نذكر من له قلب: أعلنت منظمة السياحة العالمية عن تسمية رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة سفيراً خاصاً للسنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية 2017 وذلك تقديراً لمساهمتها في دعم السياحة الثقافية المستدامة.
تتمثل هوية البحرين في ثقافتها وآثارها وتوعية المجتمع والسائح على حدٍّ سواء بأهمية هذا القطاع الإنساني الكبير، فحين تختفي مظاهر الإحتفاء بتاريخ الوطن بسبب رفع الدولة يدها عن دعم الثقافة فكيف يمكن لهيئة البحرين للثقافة والآثار أن تواصل برامجها المخصصة في وضع البحرين على خارطة التراث العالمي والآثار والثقافة؟ كيف يمكن أن تتوقف مسيرة قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ وفي كون المنامة عاصمة الثقافة العربية والمحرق عاصمة الثقافة الإسلامية قريباً وغيرها من المشاريع العالمية التي ابتدأتها هيئة الثقافة لولا وعي القائمين على هذه المشاريع وألمهم الشديد في الأعوام الأخيرة بسبب رفع الدعم عن أهم وأخطر القطاعات المؤثرة على مسيرة ونهضة الدولة على الإطلاق؟ المجتمعات الحديثة والمتطورة لا يمكنها أن تستغني عن الفعاليات الثقافية ولا يمكن لمجتمع أن يفتخر بتاريخه حين يعزل عنه وعن آثاره، ومن هنا يكون دعم الثقافة هو دعم لهوية الوطن.
في حديث عابر ملؤه أمل وألم جمعني مع رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تلك المرأة الحديدية وراعية الثقافة الأولى في البحرين توصلنا إلى ضرورة إحياء فكرة أن نستثمر ما يميّز مملكة البحرين عن غيرها من ناحية عراقة وثراء الآثار والتراث، وذلك من خلال عمقها التاريخي وغنى أرضها بكل أشكالهما. فالبحرين لديها مقومات جاهزة للنهوض بتاريخها وآثارها وتراثها المحلي دون الحاجة لاستيراد هذا المكون الأساس للآثار من الخارج، ومن هنا يأتي الحديث عن دور المركز الإقليمي للتراث العالمي في البحرين وأهميته للعالم العربي والذي يجب أن نستثمر فيه هنا وليس في الخارج.
لا يستطيع أحد أن يستوعب هذا الهم «إلا من بهِ ألمُ»، ولن يستطيع أي مسؤول أن يقف مع الثقافة ودعمها إلا حين يستشعر بأهمية هذا الرافد المهم من روافد التاريخ الإنساني، فحين تذهب دولة عربية لا تمتلك الآثار التي تمتلكها البحرين لدول حاضنة للآثار والثقافة فتستعرض وجودها عبر قطع مغمورة من الآثار للعالم من خلال الدعم اللامحدود من طرف حكومات تلكم الدول، يكون الألم على أشدّهِ حين تملك هيئة الثقافة كل هذا الكم الهائل من الآثار العظيمة، لكنها تفقد الدعم الكافي لتسويق البحرين محلياً وعالمياً برسم برامج وفعاليات تستقطب كل شعوب العالم نحو المنامة وليس العكس. ألا يحتاج هذا الأمر لمزيد من الوعي لدى بعض المسؤولين؟
يجب على أعضاء مجلس النواب ومعهم أعضاء مجلس الشورى كذلك أن يدعموا الثقافة في هذا الظرف العصيب بعد أن توقف عنها الدعم، وأن يستوعب الإخوة في المجلسين أهمية إحياء الثقافة حتى قبل السياحة، وأن يطالب الأعضاء الكرام الحكومة الموقرة بدعم ثقافتنا وقلاعنا وسياحتنا الأثرية ومعارضنا وفعالياتنا الثقافية قبل فوات الأوان، فالثقافة في خطر حقيقي، فهل وصلت الرسالة؟
قبل الختام نذكر من له قلب: أعلنت منظمة السياحة العالمية عن تسمية رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة سفيراً خاصاً للسنة الدولية للسياحة المستدامة من أجل التنمية 2017 وذلك تقديراً لمساهمتها في دعم السياحة الثقافية المستدامة.