يتساءل أحدهم متى سيكون أول أيام رمضان، فيجيبه آخر ربما يوم الجمعة فيعلق ثالث، إذاً نحن يوم السبت.. ليست هذه طرفة من نسج الفكاهة إنما هي حقيقة واقعة، ومثلها العشرات بل المئات من القصص التي بغض النظر عن مسألة أيهم المصيب فيها ومن هو على الحق، فإنها تشير إلى أن كل فئة تريد التمسك بهويتها مع أن الجميع يعيشون في مجتمع واحد.
الواقع أن دولاً كثيرة في هذا العالم تتميز بالتنوع العرقي والديني، هذا التنوع كان سبباً في ارتقاء بعضها وسهل عملية تقدمها ونموها وفي الوقت ذاته كان التنوع نفسه سبباً في خراب وتدمير دول أخرى، والسبب أن المجموعة الأولى تحقق فيها السلم الاجتماعي بينما فقدته الثانية، أما كيف يتحقق هذا السلم، فهناك طريقان، الأول أن يتولى النظام الحاكم في البلد دمج المجتمع من خلال جهود جادة ورقابة مستمرة، والثاني أن يكون هناك عقد اجتماعي بين أتباع مختلف الأعراق أو الأديان والطوائف، ولن أتكلم هنا عن الدول التي دمجت أنظمتها فئات المجتمع المتنوع وحافظت على وجودها وحققت السلم كما هو حال كثير من الدول، ولكن سأعرض مثالاً لدول لم تتبنَّ عملية الدمج لكنها اتخذت طريق العقد الاجتماعي فحافظت على السلم المجتمعي.
ماليزيا وبعد استقلالها نشأ فيها نظام سياسي على أساس عرقي ولم تتخذ خطوات لدمج المجتمع، ولذا تجد فيها حزباً للصينيين وآخر للملاويين وثالثاً للهنود، والاعتقاد السائد في ماليزيا أن أفضل طريقة لمنع التصادم في المجتمع هو الإبقاء على فصل المجموعات العرقية، بل هم يعتقدون أن هذا الفصل حقق لهم السلم المجتمعي أكثر مما تحققه محاولات الدمج، وأحد أهم نجاحات ماليزيا هو ذلك التوازن في التطلع للعادات والتقاليد والأديان المختلفة والذي ليس فيه أي مبالغة من أي عرق أو دين في إظهار كل ما يمت إلى الهوية بصلة، والجميع حافظ على هويته، وهناك إحساس بالأمان لكل فرد من أفراد البلد لأنه يعرف أن حقوقه الثقافية مصانة بعقد اجتماعي بين مختلف الأعراق.
مشكلتنا الحقيقية الآن مع دول كانت أنظمتها السياسية محققة السلم المجتمعي من خلال دمج مكونات المجتمع مع بعضها، وقد ذهبت هذه الأنظمة إما بفعل احتلال أو ثورات داخلية، ثم خلفتها أنظمة في بعض الدول ليست فقط غير جادة في دمج المجتمع وإنما هي أنظمة طائفية تريد الهيمنة على الآخر وإقصاءه وإن أمكن فإبادته وتعمل على طمس هويته والهيمنة عليه فكرياً، وكانت النتيجة أن فقد السلم المجتمعي وسالت دماء كثيرة، ومع كل ذلك هناك هاجس خوف عند كثير من أفراد هذه المجتمعات من مسألة الانفصال وتقسيم الدولة الواحدة لغرض الحفاظ على النوع والهوية، ولذلك فإن أسلم حل لهذه المجتمعات هو الفصل في كل ما من شأنه الاحتكاك والاقتتال ومن ذلك مناهج التعليم وغيرها من الأمور المتعلقة بالهوية الثقافية، فالواقع يقول أنا موجود وأنت موجود وليس أمامنا إلا التعايش المتكافئ ولا يكون ذلك إلا بعقد اجتماعي، وبذلك تحفظ الدولة من التمزق والتقسيم، فما نتحدث عنه فصل لا انفصال.
الواقع أن دولاً كثيرة في هذا العالم تتميز بالتنوع العرقي والديني، هذا التنوع كان سبباً في ارتقاء بعضها وسهل عملية تقدمها ونموها وفي الوقت ذاته كان التنوع نفسه سبباً في خراب وتدمير دول أخرى، والسبب أن المجموعة الأولى تحقق فيها السلم الاجتماعي بينما فقدته الثانية، أما كيف يتحقق هذا السلم، فهناك طريقان، الأول أن يتولى النظام الحاكم في البلد دمج المجتمع من خلال جهود جادة ورقابة مستمرة، والثاني أن يكون هناك عقد اجتماعي بين أتباع مختلف الأعراق أو الأديان والطوائف، ولن أتكلم هنا عن الدول التي دمجت أنظمتها فئات المجتمع المتنوع وحافظت على وجودها وحققت السلم كما هو حال كثير من الدول، ولكن سأعرض مثالاً لدول لم تتبنَّ عملية الدمج لكنها اتخذت طريق العقد الاجتماعي فحافظت على السلم المجتمعي.
ماليزيا وبعد استقلالها نشأ فيها نظام سياسي على أساس عرقي ولم تتخذ خطوات لدمج المجتمع، ولذا تجد فيها حزباً للصينيين وآخر للملاويين وثالثاً للهنود، والاعتقاد السائد في ماليزيا أن أفضل طريقة لمنع التصادم في المجتمع هو الإبقاء على فصل المجموعات العرقية، بل هم يعتقدون أن هذا الفصل حقق لهم السلم المجتمعي أكثر مما تحققه محاولات الدمج، وأحد أهم نجاحات ماليزيا هو ذلك التوازن في التطلع للعادات والتقاليد والأديان المختلفة والذي ليس فيه أي مبالغة من أي عرق أو دين في إظهار كل ما يمت إلى الهوية بصلة، والجميع حافظ على هويته، وهناك إحساس بالأمان لكل فرد من أفراد البلد لأنه يعرف أن حقوقه الثقافية مصانة بعقد اجتماعي بين مختلف الأعراق.
مشكلتنا الحقيقية الآن مع دول كانت أنظمتها السياسية محققة السلم المجتمعي من خلال دمج مكونات المجتمع مع بعضها، وقد ذهبت هذه الأنظمة إما بفعل احتلال أو ثورات داخلية، ثم خلفتها أنظمة في بعض الدول ليست فقط غير جادة في دمج المجتمع وإنما هي أنظمة طائفية تريد الهيمنة على الآخر وإقصاءه وإن أمكن فإبادته وتعمل على طمس هويته والهيمنة عليه فكرياً، وكانت النتيجة أن فقد السلم المجتمعي وسالت دماء كثيرة، ومع كل ذلك هناك هاجس خوف عند كثير من أفراد هذه المجتمعات من مسألة الانفصال وتقسيم الدولة الواحدة لغرض الحفاظ على النوع والهوية، ولذلك فإن أسلم حل لهذه المجتمعات هو الفصل في كل ما من شأنه الاحتكاك والاقتتال ومن ذلك مناهج التعليم وغيرها من الأمور المتعلقة بالهوية الثقافية، فالواقع يقول أنا موجود وأنت موجود وليس أمامنا إلا التعايش المتكافئ ولا يكون ذلك إلا بعقد اجتماعي، وبذلك تحفظ الدولة من التمزق والتقسيم، فما نتحدث عنه فصل لا انفصال.