إذا التزمنا الصمت -كما قيل- حملنا وزر النوايا، حيث لا بد من البوح، حتى لو كانت لنا رؤية مناهضة لسيل الكتابات حول المشهد الفرنسي. حيث يجد البعض المرشح إيمانويل ماكرون المناسب لنا حد الشك، كما يجد آخرون مارين لوبان منفرة حد التحريم الشرعي. فمن سيصوت الخليج له في جولة الانتخابات الفرنسية الثانية لو كان لهم صوت في 7 مايو 2017؟
توقع البعض وقوف أغلب الكتل السياسية الفرنسية خلف ماكرون في جولة الإعادة، كما حصل مع الرئيس الأمريكي ترامب لتصريحاته العنصرية. واتفق العالم على فوز المرشحة كلينتون، لكن ذلك لم يكن إلا ضرباً من التفكير الذي يغلبه التمني Wishful Thinking. وبعد نجاح ترامب عمت الخليج موجة من التطير، لتكشف الأيام تراجع ترامب عن كل شيء كرهناه فيه، وليتضح أنه في صف دول الخليج في قضاياها من سوريا إلى روسيا إلى إيران. والأمر نفسه يظهر أفقه في سماء مارين لوبان التي غيرت وجه اليمين المتطرف أيديولوجياً، وكان أوضحه مسألة معاداة السامية. مما يعني قابلية تغير مواقفها من قضايا المسلمين، يدفعها لذلك طموح لتكون أول رئيس لفرنسا من النساء ومن اليمين المتطرف. لكنها في المعسكر المناوئ لنا، فقد دعمت الأسد. وترغب بإقامة تحالف روسي - إيراني بحجة مواجهة «داعش». وعلى النقيض، صرحت بدعمها للإمارات لمحاربة «داعش». أما طهران فتفضل «ماكرون» فـ«لوبان» هي «ترامب» آخر في أوروبا.
أما المرشح «ماكرون» فقد انتشر بيننا مدح اتسعت فيه مساحات المسكوت عنه من السلبيات، فهو صانع قرار سياسي شاب «39 عاماً»، وسيسهل تعامله مع مجتمعات الخليج الشابة ونخبها السياسية. وماكرون رجل سياسي نظيف، أفكاره حديثة، ولغته غير تقليدية. بل وهو الأهم رفضه وضع الفرنسيين المسلمين «في مواجهة مع الجمهورية». كما أنه ماليٍ، ومصرفي، ووزير للاقتصاد، مما يجعلنا بما نملك من ثقل اقتصادي على طريق مشاريعه. كما غضب من مجزرة الكيماوي السورية، وطالب برحيل بشار الأسد عبر عمل دولي انتقامي. لكن الوجه المظلم من القمر أن ماكرون قد توعّدنا بأن ينهي الاتفاقات التجارية التي تخدم مصلحة دول الخليج في فرنسا، حيث يعتقد أنه كان هناك الكثير من التساهل لهم في ولاية ساركوزي. بل إن هناك تفاؤل إيراني بفوزه لتحسين العلاقات، ودعم الملف النووي الذي تحاول أوروبا التنصل منه مؤخراً.
* بالعجمي الفصيح:
قد تشكل المخاتلة التي مارسها ترامب وأوصلته للسلطة جرعة تحصين في الجسد الفرنسي لمنع وصول مارين لوبان. لكن التطير من وصول مرشحة اليمين المتطرف أشر منه الإغراق في تمني وصول ماكرون. فهم يقفون في تقديرنا على نفــس المسافة من الخليج.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
{{ article.visit_count }}
توقع البعض وقوف أغلب الكتل السياسية الفرنسية خلف ماكرون في جولة الإعادة، كما حصل مع الرئيس الأمريكي ترامب لتصريحاته العنصرية. واتفق العالم على فوز المرشحة كلينتون، لكن ذلك لم يكن إلا ضرباً من التفكير الذي يغلبه التمني Wishful Thinking. وبعد نجاح ترامب عمت الخليج موجة من التطير، لتكشف الأيام تراجع ترامب عن كل شيء كرهناه فيه، وليتضح أنه في صف دول الخليج في قضاياها من سوريا إلى روسيا إلى إيران. والأمر نفسه يظهر أفقه في سماء مارين لوبان التي غيرت وجه اليمين المتطرف أيديولوجياً، وكان أوضحه مسألة معاداة السامية. مما يعني قابلية تغير مواقفها من قضايا المسلمين، يدفعها لذلك طموح لتكون أول رئيس لفرنسا من النساء ومن اليمين المتطرف. لكنها في المعسكر المناوئ لنا، فقد دعمت الأسد. وترغب بإقامة تحالف روسي - إيراني بحجة مواجهة «داعش». وعلى النقيض، صرحت بدعمها للإمارات لمحاربة «داعش». أما طهران فتفضل «ماكرون» فـ«لوبان» هي «ترامب» آخر في أوروبا.
أما المرشح «ماكرون» فقد انتشر بيننا مدح اتسعت فيه مساحات المسكوت عنه من السلبيات، فهو صانع قرار سياسي شاب «39 عاماً»، وسيسهل تعامله مع مجتمعات الخليج الشابة ونخبها السياسية. وماكرون رجل سياسي نظيف، أفكاره حديثة، ولغته غير تقليدية. بل وهو الأهم رفضه وضع الفرنسيين المسلمين «في مواجهة مع الجمهورية». كما أنه ماليٍ، ومصرفي، ووزير للاقتصاد، مما يجعلنا بما نملك من ثقل اقتصادي على طريق مشاريعه. كما غضب من مجزرة الكيماوي السورية، وطالب برحيل بشار الأسد عبر عمل دولي انتقامي. لكن الوجه المظلم من القمر أن ماكرون قد توعّدنا بأن ينهي الاتفاقات التجارية التي تخدم مصلحة دول الخليج في فرنسا، حيث يعتقد أنه كان هناك الكثير من التساهل لهم في ولاية ساركوزي. بل إن هناك تفاؤل إيراني بفوزه لتحسين العلاقات، ودعم الملف النووي الذي تحاول أوروبا التنصل منه مؤخراً.
* بالعجمي الفصيح:
قد تشكل المخاتلة التي مارسها ترامب وأوصلته للسلطة جرعة تحصين في الجسد الفرنسي لمنع وصول مارين لوبان. لكن التطير من وصول مرشحة اليمين المتطرف أشر منه الإغراق في تمني وصول ماكرون. فهم يقفون في تقديرنا على نفــس المسافة من الخليج.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج