لفتني كيف أن إسرائيل لم تكتفِ بإعلان العداء على العرب بقوتها الصلبة وحسب، بل كانت قوتها الناعمة حتى تجاه أبنائها هي ما يضمن ديمومة قيامها واستمرار وجودها، لتعمل وفق منهج منظم على صناعة ثقافة الطفل الإسرائيلي عبر تشويه وتقزيم العربي وتجريده من حضارته الضاربة بجذورها في التاريخ، وتقديمه وفق أسلوب حياة بهيمي فارغ، ناهيك عن زرع شتلات الكراهية والحقد إزاء العرب، وتعزيز النعرة العصبية الإسرائيلية.
غير أن ذلك لا يقتصر على إسرائيل وحسب، فالطفل الإيراني، يتعاطى حقناً عنصرية وقومية مقيتة لا تقل عما سبق، فالعربي لدى الطفل الإيراني بدوي متخلف يضرب بسيفه يمنةً ويسرة ويقطع رقاب كلما ثار غضبه، دموي، وحشي، أذهب عقله الخمر فلم يتجاوز في عبادته إلاَ الأصنام، وعندما اقتيد للإسلام لم يتخلَ عن سيفه ليكون طالبياً في تعميم مجحف، أو وهابياً، فأعلن العداء على آل البيت، غير أن الجندي العربي جبان وخائن. إن العربي في مخيلة الطفل الفارسي امرؤ لا يعرف للحضارة طريقاً ونشأ على أن يكون فاسداً دجالاً. ولا شك في أن من ضرورات اكتمال مقومات تلك الصورة النكراء، أنه الأكثر إهانة للمرأة وسلباً لحقوقها. وقبالة ذلك يتنفس الطفل الإيراني عظمة التاريخ الإيراني والتراث الإنساني المزركش في المناهج الدراسية، وكيف أن إيران حامية للدين الإسلامي والمستضعفين حول العالم.
ولكننا ربما نقيم ثمة حجة للأول كونه عدواً، وللثاني كونه خصماً ومنافساً شرساً بلا مبادئ، أما الطامة الكبرى ففي حلفاء العرب، وشركائهم الاستراتيجيين، من الأوروبيين والغربيين، الذي لوثوا عقول أطفالهم بعقاقير فاسدة قدمت العربي والخليجي خصوصاً بأنه فاحش الثراء، ولغته الأم لغة المال، التي يشتري بها العالم وكذلك البشر، وفي تعميم صورة العربي الذي فهم الدين على نحو مخالف، فأعلن العداء لغير المسلمين، متربصاً في كل حين ثمة فرصة للانقضاض عليهم كالوحش البري، فهو البدوي المنفلت منزوع الحضارة والإنسانية وربما الضمير كونه إرهابياً سفاحاً جاهلاً ويسرف ببذخ. إذ إن هذا البدوي المتخلف عندما حاول التمدن لم يقطن إلا الأماكن القذرة.
وريثما حاولت استنشاق هواء نظيف من ذلك الغي الذي أفسد المناهج الدراسية في بقاع مختلفة من العالم، وحملة التشويه المنظمة للعرب والخليجيين، تذكرت مع هذا الهواء النظيف كيف تركنا عقول أطفالنا نظيفة ولكنها فارغة من كل شيء، صفحات بيضاء حتى إننا لم نبذل جهداً في أن نغرس بها مفاهيم تليق بنا، فتركناهم متنقلين بين شاشات الأجهزة الذكية والتلفزيونات والسينما، ألقينا بأطفالنا في معترك الثقافات الأخرى، وتركنا صفحاتهم البيضاء تلونها أيدي العابثين من الخارج كيفما تشاء، أولئك الذين لا يجيدون إلا صبغ العقول بحمرة الدماء وسواد الكراهية وبياض الأكفان، إذ علينا الإقرار بأن أغلب مشاهدات أطفالنا في الخليج العربي -إن لم يكن جميعها- مستوردة من تلك الدول التي شوهتنا، والتي تعمل كذلك على تشويه عقول أبنائنا وإفسادها، فرسوم الكارتون وتطبيقات الألعاب الأجنبية ملؤها الإباحية والشذوذ وسفك الدماء وتشويه الرموز الإسلامية، وغيرها من الممارسات والأفكار الخاطئة كثير.
* اختلاج النبض:
لثقافة الطفل دور خطير في صناعة مستقبل أمته، وهنا يكمن دور صناع ثقافة الطفل في العالم العربي والخليج تحديداً.. إن كان هناك صناع «حقيقيون» لثقافة الطفل لدينا.
{{ article.visit_count }}
غير أن ذلك لا يقتصر على إسرائيل وحسب، فالطفل الإيراني، يتعاطى حقناً عنصرية وقومية مقيتة لا تقل عما سبق، فالعربي لدى الطفل الإيراني بدوي متخلف يضرب بسيفه يمنةً ويسرة ويقطع رقاب كلما ثار غضبه، دموي، وحشي، أذهب عقله الخمر فلم يتجاوز في عبادته إلاَ الأصنام، وعندما اقتيد للإسلام لم يتخلَ عن سيفه ليكون طالبياً في تعميم مجحف، أو وهابياً، فأعلن العداء على آل البيت، غير أن الجندي العربي جبان وخائن. إن العربي في مخيلة الطفل الفارسي امرؤ لا يعرف للحضارة طريقاً ونشأ على أن يكون فاسداً دجالاً. ولا شك في أن من ضرورات اكتمال مقومات تلك الصورة النكراء، أنه الأكثر إهانة للمرأة وسلباً لحقوقها. وقبالة ذلك يتنفس الطفل الإيراني عظمة التاريخ الإيراني والتراث الإنساني المزركش في المناهج الدراسية، وكيف أن إيران حامية للدين الإسلامي والمستضعفين حول العالم.
ولكننا ربما نقيم ثمة حجة للأول كونه عدواً، وللثاني كونه خصماً ومنافساً شرساً بلا مبادئ، أما الطامة الكبرى ففي حلفاء العرب، وشركائهم الاستراتيجيين، من الأوروبيين والغربيين، الذي لوثوا عقول أطفالهم بعقاقير فاسدة قدمت العربي والخليجي خصوصاً بأنه فاحش الثراء، ولغته الأم لغة المال، التي يشتري بها العالم وكذلك البشر، وفي تعميم صورة العربي الذي فهم الدين على نحو مخالف، فأعلن العداء لغير المسلمين، متربصاً في كل حين ثمة فرصة للانقضاض عليهم كالوحش البري، فهو البدوي المنفلت منزوع الحضارة والإنسانية وربما الضمير كونه إرهابياً سفاحاً جاهلاً ويسرف ببذخ. إذ إن هذا البدوي المتخلف عندما حاول التمدن لم يقطن إلا الأماكن القذرة.
وريثما حاولت استنشاق هواء نظيف من ذلك الغي الذي أفسد المناهج الدراسية في بقاع مختلفة من العالم، وحملة التشويه المنظمة للعرب والخليجيين، تذكرت مع هذا الهواء النظيف كيف تركنا عقول أطفالنا نظيفة ولكنها فارغة من كل شيء، صفحات بيضاء حتى إننا لم نبذل جهداً في أن نغرس بها مفاهيم تليق بنا، فتركناهم متنقلين بين شاشات الأجهزة الذكية والتلفزيونات والسينما، ألقينا بأطفالنا في معترك الثقافات الأخرى، وتركنا صفحاتهم البيضاء تلونها أيدي العابثين من الخارج كيفما تشاء، أولئك الذين لا يجيدون إلا صبغ العقول بحمرة الدماء وسواد الكراهية وبياض الأكفان، إذ علينا الإقرار بأن أغلب مشاهدات أطفالنا في الخليج العربي -إن لم يكن جميعها- مستوردة من تلك الدول التي شوهتنا، والتي تعمل كذلك على تشويه عقول أبنائنا وإفسادها، فرسوم الكارتون وتطبيقات الألعاب الأجنبية ملؤها الإباحية والشذوذ وسفك الدماء وتشويه الرموز الإسلامية، وغيرها من الممارسات والأفكار الخاطئة كثير.
* اختلاج النبض:
لثقافة الطفل دور خطير في صناعة مستقبل أمته، وهنا يكمن دور صناع ثقافة الطفل في العالم العربي والخليج تحديداً.. إن كان هناك صناع «حقيقيون» لثقافة الطفل لدينا.