تلقيت اتصالاً من إحدى المراجعات لأحد المراكز الطبية في منطقة الرفاع، تشكو من سوء الخدمة الطبية المقدمة لابنها الذي كان يعاني من ارتفاع كبير في درجات الحرارة، تقول المشتكية والتي أرفع شكواها مباشرة للمسؤولين في وزارة الصحة «أسكن في منطقة الحد، وقد كنت في زيارة لبيت والدتي في منطقة الرفاع، وأثناء زيارتي لمنزل والدتي لاحظت أن ابني يعاني من ارتفاع كبير لدرجة الحرارة يتجاوز الـ 40، وتغير في لون البشرة حيث بدا لون ابني الذي لا يتجاوز عمره 16 شهراً يميل إلى اللون الأزرق والأحمر»، تقول الأم : «من هول المنظر الذي ألم بابني حملته لأقرب مركز طبي من بيت والدتي، وتفاجأت فور وصولي لرفض معالجته بحجة أنني لا أنتمي إلى ذات المجمع الطبي!! وبدون وعي مني بدأت أصرخ في الموظفين «ابني يحتاج إلى رعاية!! أرجوكم ساعدوني، وأخشى أن لا يسعفني الوقت لنقل ابني إلى المركز التابع لنا، وهنا والحمد الله قام أحد الموظفين بتحويلي إلى غرفة الرعاية الطبية، فدخلت إلى هناك مسرعة أطلب النجدة، لأتفاجأ بأن الممرضات هناك غير مكترثات للارتفاع الكبير في درجة حرارة ابني، فبت أترجاهن ليقمن بمعاينة حالة ابني، فقالت لي إحداهن: عليك أولاً مراجعة الطبيب ومن ثم المعاودة إلى هنا، قلت لها إن الحالة طارئة ويجب على الطبيب الحضور إلى هنا لمعاينة وضع ابني الصحي، ولكنها نهرتني، وطلبت مني الالتزام بالقانون المتبع في المركز الصحي، ولم تكتفِ بذلك بل طلبت مني بأسلوب غير لائق أن أرجع غطاء السرير الخاص بالمركز الصحي والذي كنت أستخدمه لتغطية ابني الذي كان يرتجف من البرد».
تقول: «ذهبت لغرفة الطبيب، حيث كان هناك طابور طويل من المراجعين في انتظاره وطلبت منه أن يعاين حالة ابني فطلب مني العودة مجدداً لغرفة العناية الصحية من أجل أخذ القراءات الطبية المطلوبة، على أمل أن يحضر فيما بعد ليعاين حالة ابني، حيث لم يكن الطبيب مكترثاً أبداً بحالة ابني». تقول: «فعاودت الذهاب إلى غرفة المعالجة الطبية الذين بدأوا بأخذ القراءات المطلوبة، والتي كانت تكشف في كل مرة توقف التنفس عند ابني»، تقول الأم: «كدت أصاب بالجنون وأنا أرى كشف القلب يسفر عن «موت» طفلي، وأرى توتراً بين الممرضات، مما استدعى تدخل الطبيب الذي أكد على أن ابني يعاني من نقص شديد في الأكسجين، ويستوجب أن أخفض درجة حرارته فوراً، فأمر بإعطائه مخفضاً للحرارة، وتفاجأت بالممرضات يحضرن لي بعض الماء البارد من الحنفية وشاش لكي أقوم بنفسي بخفض درجة ابني!!! مستغربة من سوء الرعاية المقدمة، فلا يعقل ألا يتواجد في المركز الصحي «ضمادات طبية لتخفيض درجة الحرارة».
تقول الأم: «حاولت أن أناشد الطبيب للتدخل لمساعدة ابني إلا أنه رفض الحضور لغرفة المعالجة مؤكداً بأنه سيحضر فيما بعد، وظللت أنتظر قرابة الساعة لأقرر أنني يجب أن آخذ ابني إلى مكان أكثر «جدية» لتقديم الرعاية الصحية له، وبالفعل ذهبت إلى أحد المستشفيات الطبية الحكومية المعروفة لأتفاجأ بأن ابني لا يعاني مطلقاً من نقص الأكسجين، وأن الجهاز الذي تم استخدامه لقياس دقات القلب لابني في المركز الطبي المجاور لبيت أمي لم يكن يعمل، وأن التدمير النفسي الذي عشته كان جراء «جهاز عاطل»!!».
سأكتفي عند هذا الحد من نقل القصة كما روتها لي أم الطفل التي كانت تبكي بحرقة وهي تروي تفاصيل هذا الوضع المرعب، لأثير عدداً من التساؤلات. متى سيقر الملف الموحد للمواطن والذي على إثره يمكنه تلقي العلاج في أي مستشفى عام أو خاص لاسيما وأن «التأمين الصحي» أصبح «قاب قوسين أو أدنى» من التطبيق؟ والسؤال الآخر هو متى ستتوفر الرعاية الأولية في المراكز الصحية بما يتناسب مع تطلعات المواطنين؟ بانتظار الرد من قبل المسؤولين.
{{ article.visit_count }}
تقول: «ذهبت لغرفة الطبيب، حيث كان هناك طابور طويل من المراجعين في انتظاره وطلبت منه أن يعاين حالة ابني فطلب مني العودة مجدداً لغرفة العناية الصحية من أجل أخذ القراءات الطبية المطلوبة، على أمل أن يحضر فيما بعد ليعاين حالة ابني، حيث لم يكن الطبيب مكترثاً أبداً بحالة ابني». تقول: «فعاودت الذهاب إلى غرفة المعالجة الطبية الذين بدأوا بأخذ القراءات المطلوبة، والتي كانت تكشف في كل مرة توقف التنفس عند ابني»، تقول الأم: «كدت أصاب بالجنون وأنا أرى كشف القلب يسفر عن «موت» طفلي، وأرى توتراً بين الممرضات، مما استدعى تدخل الطبيب الذي أكد على أن ابني يعاني من نقص شديد في الأكسجين، ويستوجب أن أخفض درجة حرارته فوراً، فأمر بإعطائه مخفضاً للحرارة، وتفاجأت بالممرضات يحضرن لي بعض الماء البارد من الحنفية وشاش لكي أقوم بنفسي بخفض درجة ابني!!! مستغربة من سوء الرعاية المقدمة، فلا يعقل ألا يتواجد في المركز الصحي «ضمادات طبية لتخفيض درجة الحرارة».
تقول الأم: «حاولت أن أناشد الطبيب للتدخل لمساعدة ابني إلا أنه رفض الحضور لغرفة المعالجة مؤكداً بأنه سيحضر فيما بعد، وظللت أنتظر قرابة الساعة لأقرر أنني يجب أن آخذ ابني إلى مكان أكثر «جدية» لتقديم الرعاية الصحية له، وبالفعل ذهبت إلى أحد المستشفيات الطبية الحكومية المعروفة لأتفاجأ بأن ابني لا يعاني مطلقاً من نقص الأكسجين، وأن الجهاز الذي تم استخدامه لقياس دقات القلب لابني في المركز الطبي المجاور لبيت أمي لم يكن يعمل، وأن التدمير النفسي الذي عشته كان جراء «جهاز عاطل»!!».
سأكتفي عند هذا الحد من نقل القصة كما روتها لي أم الطفل التي كانت تبكي بحرقة وهي تروي تفاصيل هذا الوضع المرعب، لأثير عدداً من التساؤلات. متى سيقر الملف الموحد للمواطن والذي على إثره يمكنه تلقي العلاج في أي مستشفى عام أو خاص لاسيما وأن «التأمين الصحي» أصبح «قاب قوسين أو أدنى» من التطبيق؟ والسؤال الآخر هو متى ستتوفر الرعاية الأولية في المراكز الصحية بما يتناسب مع تطلعات المواطنين؟ بانتظار الرد من قبل المسؤولين.