زيارة ترامب للسعودية ستدفع باتجاه المواجهة مع أذرع إيران في المنطقة، والمرحلة القادمة ستكون حاسمة بعد أن تغيرت لغة الخطاب الإعلامي الرسمي السعودي وبدأ يتحرك على الأوراق الإيرانية الداخلية فسمى الأحواز محتلاً وإقليم بلوشستان إقليم محتلاً، تلك لغة توحي بنهج جديد ينقل المعركة للداخل الإيراني كما قال ولي ولي العهد السعودي، وهو ردّ على ما فعلته إيران حين لعبت بورقة الشيعة العرب في دولنا العربية والعين بالعين.

التنسيق الأمريكي السعودي سيشمل دول الخليج وغيرها من الدول ذات العلاقة بالتمدد الإيراني ورعايتها للإرهاب، أي أنه يخلق تحالفاً دولياً إسلامياً في مواجهة أذرع إيران، وهنا سيكون على الشيعة العرب المقلدين لخامنئي كمرجعية فقهية تحديداً أو المقلدين للشيرازي - وكلاهما إيراني - والملتزمين تجاههما بطاعة لولاية كلية، أن يحددوا موقفهم من الدولة العربية التي ينتمون إليها.

ولسنا من نطالبهم بتحديد موقفهم من «الدولة» العربية القائمة المستهدفة من قبل إيران، ومن التنظيمات المسلحة التي تدار من قبل الحرس الثوري الإيراني، بل هم مراجع دينية شيعية عربية كالسيد فضل الله وكعلي الأمين (وهو بالمناسبة ضيف في البحرين هذه الأيام) والحسيني والوائلي والرفاعي، تلك المراجع الشيعية العربية هي من يطالب أبناء طائفتهم بموقف حازم من المرجعية الفارسية وإعلان رفضهم لمشروعها التوسعي وأدواته، حتى تعود للشعوب العربية وحدتها من جديد بعد أن قسمتها إيران.

إيران كما قال الأمير محمد بن سلمان تشن حربها على الدول العربية من منطلق عقائدي صرف، هي تهدف لسقوط الدول العربية تحت هيمنتها والوصول لبيت الله الحرام، ومن أجل ذلك تشن حرباً جهادية دينية، كما تروج ويسوق لها خامنئي، بينما هي في حقيقتها حرب سياسية قومية لا علاقة لها بالدين، مراهناً لا على جيش الدولة الإيرانية لتغزو الدول العربية، بل على مقلديه من شيعة العرب، وعلى فصلهم عن دولهم وكسر حصن الوحدة مع شركائهم تحت مظلة الوطن، لذلك هم مطالبون بالرد عليه لا علينا، ولا على حكوماتنا، خاصة وأن مرجعيتهم مازالت تحرض على العنف في الدول العربية وتستحث مقلديها على إحداث الفوضى والاضطرابات والقيام بالأعمال الإرهابية.

حان الوقت لرفع الحرج عن الحكومات العربية لتفصح عن تلك المطالبة وتسمية الأشياء بمسمياتها، وأن تكون مطالبها للأخوة الشيعة العرب واضحة وبلا لسان متلكك أو متردد، بأن على مقلدي خامنئي من العرب أن يعلنوا صراحة وبوضوح موقفهم من المشروع الإيراني وكذلك موقفهم من الدولة القائمة، من خلال تحرك جماعي على جميع المستويات، هل هم مع الدولة؟ سواء أكانوا سعوديين أو بحرينيين أو كويتيين أو غيرهم، وترجمت ذلك الموقف بالالتزام بقوانين الدولة وبمؤسساتها وبدستورها ولا بجموع المهنئين والمتوددين للسلام على قيادات المنطقة فحسب!! بل يتمثل ببقاء أموال الخمس داخل الدولة، يتمثل في إدانة العنف وعدم التستر عليه إدانة علنية لا لبس فيها دون (لكننة) وتلعثم، ولهم في هذا حقوقهم كمواطنين وعليهم التزامات تجاه الدولة مثلما على غيرهم من المواطنين.

الأمير سعود بن نايف أمير منطقة الشرقية كان واضحاً جداً حين قال «إن كل من تعاطف وأيد ولم يستنكر أو سكت عن مثل هذه الجريمة (قتل الزهراني) فهو شريك فيها وتجب محاسبته ولن نقبل بأي حال من الأحوال كائناً من كان أن يتستر أو يحاول أن يبرر بأي شكل من الأشكال هذا الأمر» هذا هو الذي يجب أن يكون عليه موقف الدول العربية مع أبناء الطائفة الشيعية بهكذا وضوح وصراحة ومباشرة، مثلما هو موقفهم ومطالبتهم لأبناء العوائل والقبائل السنية التي غرر بأبنائهم وانضموا للقتال ضد الدولة، إعلان الموقف من الدولة يجب أن يكون من كل جماعة أو فئة تظن أن لها حقوقاً في هذه الدولة دون التزامات! لأن المرحلة القادمة ستكون في دول الخليج هي مواجهة تغول تلك الجماعات وإرهابها والدفاع عن الدولة وكيانها ضد محاولات إسقاطها من قبلها، ووقف التمدد والتوسع الإيراني، وبدعم دولي تام من القوى العظمى، مرحلة لا تحتمل التسويف و(اللكننه) حتى من الدول الخليجية التي يجب أن تكون صفاً واحداً ضد تلك الأذرع وبذات الوضوح معها، ومواجهة البيئة الحاضنة لتلك الأذرع دون مجاملة، ولا نريد أن تتخلف البحرين عن الالتزام بهذا التحالف.