يحكى أن جوزيف ستالين القائد الثاني للاتحاد السوفيتي، كان جالساً في مكتبه وبينما كان يدخن غليونه دخل عليه مدير مكتبه قائلاً: يا رفيق ستالين هناك رجل يدعي أنه يعلم المستقبل، يستأذنك في الدخول عليك ويقول لديه ما يخبرك به، فرفض ستالين مقابلته وقال لمدير مكتبه: خذوه وأعدموه، فلو كان يعلم المستقبل حقاً لما حضر إلى هذا المكان!
ذلك الرجل وأمثاله هم تجار الوهم، فالأوهام تباع وتشترى وتجارتها رائجة هذه الأيام، وتتلخص مهمة تجار هذه البضاعة في جعل الناس يتعلقون بحبال الوهم، هذا النوع من التجارة ليس بالنوع الجديد فهو قديم موغل في التاريخ، لكن عندما يتحول الأمر إلى ظاهرة منتشرة، فنحن إذاً أمام أزمة اجتماعية كبيرة، فهؤلاء التجار يسقط المئات ضحايا لأعمالهم، ومع انتشار وازدياد وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي نشهد ازدياداً عجيباً لهؤلاء الدجالين الذين أصبحت لبعضهم قنوات فضائية فيما خصصت قنوات أخرى جزءاً من وقتها لتعرض برامج لهؤلاء، والدليل على أن تجارة هؤلاء رائجة فقد بدأ بعضهم بتجاوز مسألة بيع الأوهام إلى التدريب على بيعها بعدما بدؤوا بالإعلان عن دورات تدريبية تعلم الناس الدجل والشعوذة، وبعد أن كان يعمل هؤلاء التجار والدجالون تحت عنوان «فتاح الفال» أصبحوا يعملون تحت عنوان «العالم الروحاني» ليتناسب ذلك مع التطور الذي نعيشه.
كل ذلك يحصل في دول عربية وحتى أجنبية مختلفة، وعلى درجات متفاوتة، فانتشار هذه الظاهرة يتناسب طردياً مع انتشار الجهل والتخلف في المجتمع، لكن أسوأ الأمثلة يأتينا من الدول التي يديرها نظام ديني متخلف كنظام الملالي، فهذا النوع من الأنظمة قائم على الدجل والخرافة ولا بد له من السيطرة على العقل الجمعي للناس ليتمكن من إدارتهم بالطريقة التي تناسبه، ولنأخذ مثالاً واحداً وهو العراق الذي كان من يمارس فيه هذه التجارة مطارد قبل عام 2003 أصبح اليوم فيه المئات من هؤلاء التجار ولهم قنوات فضائية وزبائنهم الكبار من برلمانيين وسياسيين وقادة عسكريين، والمضحك أن بعض قادة الجيش هناك يراجعون دجالاً يدعى «أبو الخرز» لشراء خرزات تحمي من الرصاص كونهم أكثر عرضة له من غيرهم، المضحك في الأمر أن أبا الخرز هذا مصاب في كتفه بطلق ناري عن طريق الخطأ، والأنكى من هذا أن بعض ما يسمى بالضباط اجتمعوا قبل مدة ساعتين متواصلة ليناقشوا مسألة مهمة وهي الوصول إلى طريقة للتخلص من السيارات المفخخة، لكن النقاش كان قائماً على تقديم طلب لوزير الداخلية للتخلص من أجهزة كشف المتفجرات واللجوء إلى أحد «الروحانيين» للتخلص من هذه المشكلة وأخذ النقاش هذه المدة لأن بعضهم اعترض على الفكرة وكان يرى من الأفضل التوجه لـ«سيد» مجرب ومعروف في قدرته على أداء الخوارق بدل اللجوء إلى «روحاني»!
هذه التجارة التي تتعاظم يوماً بعد يوم وفي أكثر من مجتمع من مجتمعاتنا سينتهي بها الحال في يوم من الأيام إلى قسمة المجتمع إلى قسمين، قسم يعمل في الدجل والقسم الآخر يراجع القسم الأول.
ذلك الرجل وأمثاله هم تجار الوهم، فالأوهام تباع وتشترى وتجارتها رائجة هذه الأيام، وتتلخص مهمة تجار هذه البضاعة في جعل الناس يتعلقون بحبال الوهم، هذا النوع من التجارة ليس بالنوع الجديد فهو قديم موغل في التاريخ، لكن عندما يتحول الأمر إلى ظاهرة منتشرة، فنحن إذاً أمام أزمة اجتماعية كبيرة، فهؤلاء التجار يسقط المئات ضحايا لأعمالهم، ومع انتشار وازدياد وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي نشهد ازدياداً عجيباً لهؤلاء الدجالين الذين أصبحت لبعضهم قنوات فضائية فيما خصصت قنوات أخرى جزءاً من وقتها لتعرض برامج لهؤلاء، والدليل على أن تجارة هؤلاء رائجة فقد بدأ بعضهم بتجاوز مسألة بيع الأوهام إلى التدريب على بيعها بعدما بدؤوا بالإعلان عن دورات تدريبية تعلم الناس الدجل والشعوذة، وبعد أن كان يعمل هؤلاء التجار والدجالون تحت عنوان «فتاح الفال» أصبحوا يعملون تحت عنوان «العالم الروحاني» ليتناسب ذلك مع التطور الذي نعيشه.
كل ذلك يحصل في دول عربية وحتى أجنبية مختلفة، وعلى درجات متفاوتة، فانتشار هذه الظاهرة يتناسب طردياً مع انتشار الجهل والتخلف في المجتمع، لكن أسوأ الأمثلة يأتينا من الدول التي يديرها نظام ديني متخلف كنظام الملالي، فهذا النوع من الأنظمة قائم على الدجل والخرافة ولا بد له من السيطرة على العقل الجمعي للناس ليتمكن من إدارتهم بالطريقة التي تناسبه، ولنأخذ مثالاً واحداً وهو العراق الذي كان من يمارس فيه هذه التجارة مطارد قبل عام 2003 أصبح اليوم فيه المئات من هؤلاء التجار ولهم قنوات فضائية وزبائنهم الكبار من برلمانيين وسياسيين وقادة عسكريين، والمضحك أن بعض قادة الجيش هناك يراجعون دجالاً يدعى «أبو الخرز» لشراء خرزات تحمي من الرصاص كونهم أكثر عرضة له من غيرهم، المضحك في الأمر أن أبا الخرز هذا مصاب في كتفه بطلق ناري عن طريق الخطأ، والأنكى من هذا أن بعض ما يسمى بالضباط اجتمعوا قبل مدة ساعتين متواصلة ليناقشوا مسألة مهمة وهي الوصول إلى طريقة للتخلص من السيارات المفخخة، لكن النقاش كان قائماً على تقديم طلب لوزير الداخلية للتخلص من أجهزة كشف المتفجرات واللجوء إلى أحد «الروحانيين» للتخلص من هذه المشكلة وأخذ النقاش هذه المدة لأن بعضهم اعترض على الفكرة وكان يرى من الأفضل التوجه لـ«سيد» مجرب ومعروف في قدرته على أداء الخوارق بدل اللجوء إلى «روحاني»!
هذه التجارة التي تتعاظم يوماً بعد يوم وفي أكثر من مجتمع من مجتمعاتنا سينتهي بها الحال في يوم من الأيام إلى قسمة المجتمع إلى قسمين، قسم يعمل في الدجل والقسم الآخر يراجع القسم الأول.