هناك تجارة تقوم على بضاعة واحدة تعتمد اعتماداً كلياً عليها، فإن انتفت حاجة المستهلك لها، كسد سوقها وخسر تجارها وأعلنوا إفلاسهم، لذا فإن أولى مهام هذه النوعية من التجار هو خلق الحاجة لدى المستهلك وإقناعه بأن بضاعته ضرورة له ودونها سيتعرض للخطر.
فهناك على سبيل المثال تجارة قائمة على بيع «المواد العازلة» العازلة من التسربات المائية، العازلة ضد أشعة الشمس، العازلة ضد الحرارة.. إلخ، تجارها يعتمدون اعتماداً كلياً في تسويق بضاعتهم على خلق الحاجة لموادهم العازلة وإشعارك بخطورة ما تعزله هذه المواد، فلو شاهدت إعلاناً لمواد عازلة عن أشعة الشمس مثلاً لوجدته يحدثك عن الأمراض التي تسببها الشمس وخطورتها على حياتك، وسيحدثك عن فاتورة الكهرباء العالية بسبب دخول الشمس وخطورتها على جيبك، وسيحدثك عن تضرر عينيك وعدم قدرتك على النظر جيداً بسبب دخول الشمس، فيشعرك أن الشمس هي عدوك الأول، ثم يريك كيف حلت المواد العازلة جميع تلك المشكلات، فتجد نفسك وقد هرعت للسوق تبحث عن تلك المادة لشعورك أنك دونها ستختنق وربما تموت!!
وبضاعة صحيفة مجموعة «الانقلاب على الدستور و«باقون حتى يسقط النظام»، هي بيع «المواد العازلة بين قرائها وبين الدولة»، و«المواد العازلة بينهم وبين شركائهم في المجتمع» وبضاعتهم وتجارتهم قائمة على إشعار القارئ بأن العدو رقم واحد لهم هو الدولة، وأن الخطر رقم واحد هو شركاؤهم في المجتمع، وأن صحيفتهم هي الوكيل الحصري لتفسير وتحليل ما يصدر من الآخرين لحمايته وعزل خطر الدولة عنه، ولن تنجح تجارتهم إلا بإشعار القارئ بأن الدولة والآخرين خطر عليك، وأن الدولة والآخرين يكرهونك، يضطهدونك، يقمعونك، وأن الدولة والآخرين لا يرغبون في التعايش معك، وأن الدولة والآخرين يدعون لنبذك ولإقصائك، أما نحن فسنفسر لك ما يكتبون، ونحن سنروي لك رواية ما يقولون إنما على لساننا، هم خطر عليك، ونحن من سيحميك من تغول الدولة وكراهية شركائك لك.
دون نشر تلك القناعة لدى القارئ وتكريسها بأن الدولة هي عدوك رقم واحد وأن شركاءك في الوطن خطر عليك، فلن تجد تلك الصحيفة ما تبيعه، لن تكون هناك حاجة للمواد العازلة بين قارئها وبين الدولة، سيفلس العاملون بها وربما ستغلق أبوابها وسيحال بيع المواد العازلة على التقاعد.
تلك الصحيفة تعلم أن دكانها سيغلق وستبور تجارة المواد العازلة، إن فتح قارئها النوافذ وسمح للنور ولأشعة الشمس أن تدخل، إن اقتنع القارئ بأن أشعة لا تشكل خطراً عليه، وبل بالعكس ربما ستعالج العديد من الآلام والأمراض وتقضي على الجراثيم وتنقي الأجواء وتدخل هواء صحياً نقياً ينعش القاطنين، دون علاقة صحية سليمة بين القارئ والدولة فإن الحاجة لمواده العازلة ستنتفي، وهذا أشد ما يخشاه تجار المواد العازلة، فتجدهم يهرعون بسرعة لنشر تفاسيرهم الكاذبة ومعلوماتهم المغلوطة ويتلاعبون في عرض الوقائع وشرح المقالات، فإن خصتهم المقالات بنقد قالوا للقارئ انظر إنهم يهددونك!! خوفهم من دخول الشمس يرعبهم يعد جرس إنذار لبور بضاعتهم، لذا فالحرص أشد الحرص على تغذية الشعور بالحاجة لها، عن طريق تغذية الشعور بخطورة عدم استخدامها، فإن لم تأخذ التفسير منا فإن لدولة وشركاءك في الوطن سيعرضونك للخطر، وإن لم تعرف ما حدث عن طريقنا فإنهم سيكذبون عليك، فابقَ على شرائك لبضاعتنا وخذ الأخبار وتفسير ما يقال وما يكتب من دكاننا!! تخيل صحيفة قائمة تجارتها ليل نهار على بيع المواد العازلة بين الدولة بكل مقوماتها «من قانون ومؤسسات ونظام سياسي وشركاء.. إلخ» وبين قرائها، فإن تحسنت العلاقة وقويت وما عاد هناك حاجة لمواد عازلة تفصل بينهما، بارت تلك الصحيفة وأغلقت أبوابها وسرحت كتابها!!
{{ article.visit_count }}
فهناك على سبيل المثال تجارة قائمة على بيع «المواد العازلة» العازلة من التسربات المائية، العازلة ضد أشعة الشمس، العازلة ضد الحرارة.. إلخ، تجارها يعتمدون اعتماداً كلياً في تسويق بضاعتهم على خلق الحاجة لموادهم العازلة وإشعارك بخطورة ما تعزله هذه المواد، فلو شاهدت إعلاناً لمواد عازلة عن أشعة الشمس مثلاً لوجدته يحدثك عن الأمراض التي تسببها الشمس وخطورتها على حياتك، وسيحدثك عن فاتورة الكهرباء العالية بسبب دخول الشمس وخطورتها على جيبك، وسيحدثك عن تضرر عينيك وعدم قدرتك على النظر جيداً بسبب دخول الشمس، فيشعرك أن الشمس هي عدوك الأول، ثم يريك كيف حلت المواد العازلة جميع تلك المشكلات، فتجد نفسك وقد هرعت للسوق تبحث عن تلك المادة لشعورك أنك دونها ستختنق وربما تموت!!
وبضاعة صحيفة مجموعة «الانقلاب على الدستور و«باقون حتى يسقط النظام»، هي بيع «المواد العازلة بين قرائها وبين الدولة»، و«المواد العازلة بينهم وبين شركائهم في المجتمع» وبضاعتهم وتجارتهم قائمة على إشعار القارئ بأن العدو رقم واحد لهم هو الدولة، وأن الخطر رقم واحد هو شركاؤهم في المجتمع، وأن صحيفتهم هي الوكيل الحصري لتفسير وتحليل ما يصدر من الآخرين لحمايته وعزل خطر الدولة عنه، ولن تنجح تجارتهم إلا بإشعار القارئ بأن الدولة والآخرين خطر عليك، وأن الدولة والآخرين يكرهونك، يضطهدونك، يقمعونك، وأن الدولة والآخرين لا يرغبون في التعايش معك، وأن الدولة والآخرين يدعون لنبذك ولإقصائك، أما نحن فسنفسر لك ما يكتبون، ونحن سنروي لك رواية ما يقولون إنما على لساننا، هم خطر عليك، ونحن من سيحميك من تغول الدولة وكراهية شركائك لك.
دون نشر تلك القناعة لدى القارئ وتكريسها بأن الدولة هي عدوك رقم واحد وأن شركاءك في الوطن خطر عليك، فلن تجد تلك الصحيفة ما تبيعه، لن تكون هناك حاجة للمواد العازلة بين قارئها وبين الدولة، سيفلس العاملون بها وربما ستغلق أبوابها وسيحال بيع المواد العازلة على التقاعد.
تلك الصحيفة تعلم أن دكانها سيغلق وستبور تجارة المواد العازلة، إن فتح قارئها النوافذ وسمح للنور ولأشعة الشمس أن تدخل، إن اقتنع القارئ بأن أشعة لا تشكل خطراً عليه، وبل بالعكس ربما ستعالج العديد من الآلام والأمراض وتقضي على الجراثيم وتنقي الأجواء وتدخل هواء صحياً نقياً ينعش القاطنين، دون علاقة صحية سليمة بين القارئ والدولة فإن الحاجة لمواده العازلة ستنتفي، وهذا أشد ما يخشاه تجار المواد العازلة، فتجدهم يهرعون بسرعة لنشر تفاسيرهم الكاذبة ومعلوماتهم المغلوطة ويتلاعبون في عرض الوقائع وشرح المقالات، فإن خصتهم المقالات بنقد قالوا للقارئ انظر إنهم يهددونك!! خوفهم من دخول الشمس يرعبهم يعد جرس إنذار لبور بضاعتهم، لذا فالحرص أشد الحرص على تغذية الشعور بالحاجة لها، عن طريق تغذية الشعور بخطورة عدم استخدامها، فإن لم تأخذ التفسير منا فإن لدولة وشركاءك في الوطن سيعرضونك للخطر، وإن لم تعرف ما حدث عن طريقنا فإنهم سيكذبون عليك، فابقَ على شرائك لبضاعتنا وخذ الأخبار وتفسير ما يقال وما يكتب من دكاننا!! تخيل صحيفة قائمة تجارتها ليل نهار على بيع المواد العازلة بين الدولة بكل مقوماتها «من قانون ومؤسسات ونظام سياسي وشركاء.. إلخ» وبين قرائها، فإن تحسنت العلاقة وقويت وما عاد هناك حاجة لمواد عازلة تفصل بينهما، بارت تلك الصحيفة وأغلقت أبوابها وسرحت كتابها!!