شيعت البحرين يوم أمس الأستاذ جاسم بن سلمان المعاودة – أحد رواد وأعلام الرياضة البحرينية والخليجية عامة وكرة القدم خاصة – بعد صراع طويل جداً مع المرض كان خلاله مثالاً للعزيمة والإصرار والتحدي وهي السمات التي ميزت شخصيته القوية عندما كان لاعباً في صفوف فريق المحرق ثم النسور ( الأهلي ) وانتقلت معه بعد ذلك عندما تحول إلى مجال التدريب في الناديين العريقين واستقراره بعد ذلك في القلعة الصفراء التي جعل منها مدرسة كروية متميزة بالانضباط والالتزام والأداء الجماعي، ولم تقتصر مهمته على تدريب اللاعبين بل ذهب إلى أبعد من ذلك فساهم في تخريج عدد من المدربين والحكام من أبناء النادي الذين برزوا بشكل لافت في الساحة الكروية المحلية والخارجية وما زالت بصماتهم مدونة في سجلات كرة القدم البحرينية.المرحوم بإذن الله تعالى جاسم المعاودة لم يكن في نظرنا – نحن معشر جيل الستينيات – مجرد مدرب كرة القدم بل كان أستاذاً فاضلاً ومعلماً صارماً تعلمنا من دروسه الكثير وما نزال ندين له بالفضل في عديد من علومنا التدريبية في مجال كرة القدم، بل إنه كان مثالاً للتواضع الذي جسده بشكل عملي عندما تحول إلى معالج للفرق الأهلاوية المختلفة وكان فخوراً وهو يحمل حقيبة العلاج الطبيعي مرافقاً لفريق كرة القدم أو فريق كرة اليد أو السلة وهو ما يعزز معدنه الأصيل وإخلاصه للنادي الذي تحول إلى بيته الدائم..قلائل أو نادرون جداً هم الرجال الذين يتسمون بسمات « الأستاذ جاسم « – كما يحلو لتلاميذه من لاعبي النسور أن يطلقوا عليه – فقد كان يرحمه الله جامعة كروية ذات قيمة عالية خلف وراءه أرشيفاً معلوماتياً يصلح أن يشكل متحفاً خاصاً أتمنى أن تشاهده على أرض الواقع، كما وأتمنى أن يبادر اتحاد كرة القدم بتخصيص جائزة لأحسن مدرب في الموسم تحمل اسم المرحوم جاسم المعاودة تخليداً لذكراه العطرة ولمسيرته التدريبية الرائدة باعتباره من أوائل من تولى تدريب المنتخب الوطني لكرة القدم..طابور طويل من مشاهير كرة القدم البحرينية من أمثال الحارس المخضرم جاسم ياسين والمدافع الحديدي عبدالرضاالديلمي ومايسترو الوسط عبدالوهاب العسومي ورفيقه يوسف الصباغ والجناح الطائر سعيد العرادي والقناصان عدنان أيوب وحسن زليخ وميرزا حسن ومحمد أحمد وكريم مرزوق وأبناء البسام والأخوين أحمد ومحمد تقي وغيرهم من نجوم العصر الذهبي للقلعة الصفراء، كلهم يدينون بالفضل فيما وصلوا إليه من مكانة رياضية عامة وكروية خاصة إلى « المعلم « الراحل جاسم بن سلمان المعاودة الذي نسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.