سبعون عاماً مضت على أحداث تستحق النظر وأخذ العبرة منها، فالتاريخ يدور دورته ليؤكد لنا أن السياسة لا تعرف العداء الدائم مثلما لا تعرف الصداقة الدائمة، وقد يكون مقاوم الأمس حليف اليوم، فالمصالح هي الشيء الوحيد الثابت في عالم السياسة، فهل يتقن جميع الأطراف فن التعامل على هذا الأساس ويحولون ضعفهم قوة؟
يتحدث الجميع عن سياسة أمريكية جديدة في منطقة الشرق الأوسط على يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ذلك الرئيس الذي افتتح دورته الرئاسية ومن قبلها حملته الانتخابية بالحديث عن «الإرهاب الإسلامي» والنبرة الحادة تجاه الإسلام والمسلمين، ليتحول خلال أسابيع قليلة إلى نبرة أخرى لخصها للصحافيين قبل أيام بقوله: «أفتخر بأن أنقل لكم هذا الإعلان التاريخي العظيم، وهو أن أول زياراتي الخارجية كرئيس للولايات المتحدة ستكون للسعودية ثم لإسرائيل ثم إلى روما»، وذلك عندما أعلن عن زيارته للمملكة العربية السعودية، ليس هناك تناقض في مواقفه فهذه هي السياسة، خطابه الأول موجه لجمهوره الذي يريد سماع هذا النوع من الخطاب، والثاني هو سياسته العملية التي يرسم فيها علاقته مع دول المنطقة والعالم الإسلامي الذي تتصدره المملكة العربية السعودية، وهي سياسة قائمة على المصالح، والمهم هنا ماذا نتوقع من زيارة الرئيس ترامب ولقائه بقادة العالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية وكيف يمكن أن تتغير سياسة أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، وهل هناك ما يدعو لتغيير سياستها، مع أنها سبب في الكوارث التي حلت بالشرق الأوسط بدءاً من احتلال أفغانستان والعراق وإطلاق يد إيران في المنطقة، للإجابة على هذه الأسئلة نحتاج الرجوع إلى الوراء سبعين سنة ومقارنة الماضي بالحاضر.
ما فعلته الحرب العالمية الثانية في أوروبا وتحديداً ما فعله الحلفاء ومنهم أمريكا في ألمانيا شيء يفوق ما فعلته أمريكا في العراق ويفوق الدمار الذي حل بالعراق وسوريا وأفغانستان واليمن مجتمعين، وإن لم تكن أمريكا طرفاً مباشراً في سوريا واليمن إلا أن ما حدث مرتبط بسياساتها في الشرق الأوسط، ففي ألمانيا وحدها قتل 6 ملايين إنسان بين عسكري ومدني ونزح وهجر الملايين، دمرت المدن بالكامل كما هو حال كثير من مدن العراق وسوريا مثل الموصل والرمادي وحلب وحمص، وغيرها، بأمر ستالين دمرت مصانع في ألمانيا وهدمت بناياتها، وكذلك اليوم تفعل إيران في العراق الذي دمرت فيه مصانع وأبنيتها ونقلت مصافي النفط إلى إيران كما فعلت مع مصفى بيجي، في ألمانيا روح الانتقام كانت متسيدة والمنتصرون يصفون حساباتهم، وأمريكا وباقي الحلفاء راضون عن الانتهاكات التي تحصل، ففي نظرهم مازال الألمان خطرين ولا يمكن الوثوق بهم، حتى إن رئيس وزراء بريطانيا كليمن آتلي أعلن أن أي وسيلة من شأنها أن تفهم الألمان طبيعة هزيمتهم الساحقة غير القابلة للتغيير تعتبر شرعية، فكان التشيك يوقفون الألمان على جانب الطريق بالمئات لتمر سيارة يطلق منها الرصاص وهي تسير وبهذه الطريقة قتل الآلاف، وهكذا حصل في العراق وسوريا على يد إيران وميليشياتها التي أطلقت أمريكا يدها سنوات واعتبرتها حليفة لها، فالميليشيات تعيش اليوم نشوة الانتقام الطائفي، وعمليات خطف واختفاء المئات تكررت والمقابر الجماعية تكتشف.
مع هذا الوضع المزري للألمان وألمانيا وفي العام 1947 تتحول سياسة أمريكا تجاه الألمان، وتقود الحلفاء ليحولوا سياستهم أيضاً، فتقلب المعادلة خلال أيام، وتتلاقى مصالح كل الأطراف ليصبح عدو الأمس حليف اليوم، ولذلك أسباب تحاكي واقعنا... وللحديث بقية.
يتحدث الجميع عن سياسة أمريكية جديدة في منطقة الشرق الأوسط على يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ذلك الرئيس الذي افتتح دورته الرئاسية ومن قبلها حملته الانتخابية بالحديث عن «الإرهاب الإسلامي» والنبرة الحادة تجاه الإسلام والمسلمين، ليتحول خلال أسابيع قليلة إلى نبرة أخرى لخصها للصحافيين قبل أيام بقوله: «أفتخر بأن أنقل لكم هذا الإعلان التاريخي العظيم، وهو أن أول زياراتي الخارجية كرئيس للولايات المتحدة ستكون للسعودية ثم لإسرائيل ثم إلى روما»، وذلك عندما أعلن عن زيارته للمملكة العربية السعودية، ليس هناك تناقض في مواقفه فهذه هي السياسة، خطابه الأول موجه لجمهوره الذي يريد سماع هذا النوع من الخطاب، والثاني هو سياسته العملية التي يرسم فيها علاقته مع دول المنطقة والعالم الإسلامي الذي تتصدره المملكة العربية السعودية، وهي سياسة قائمة على المصالح، والمهم هنا ماذا نتوقع من زيارة الرئيس ترامب ولقائه بقادة العالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية وكيف يمكن أن تتغير سياسة أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، وهل هناك ما يدعو لتغيير سياستها، مع أنها سبب في الكوارث التي حلت بالشرق الأوسط بدءاً من احتلال أفغانستان والعراق وإطلاق يد إيران في المنطقة، للإجابة على هذه الأسئلة نحتاج الرجوع إلى الوراء سبعين سنة ومقارنة الماضي بالحاضر.
ما فعلته الحرب العالمية الثانية في أوروبا وتحديداً ما فعله الحلفاء ومنهم أمريكا في ألمانيا شيء يفوق ما فعلته أمريكا في العراق ويفوق الدمار الذي حل بالعراق وسوريا وأفغانستان واليمن مجتمعين، وإن لم تكن أمريكا طرفاً مباشراً في سوريا واليمن إلا أن ما حدث مرتبط بسياساتها في الشرق الأوسط، ففي ألمانيا وحدها قتل 6 ملايين إنسان بين عسكري ومدني ونزح وهجر الملايين، دمرت المدن بالكامل كما هو حال كثير من مدن العراق وسوريا مثل الموصل والرمادي وحلب وحمص، وغيرها، بأمر ستالين دمرت مصانع في ألمانيا وهدمت بناياتها، وكذلك اليوم تفعل إيران في العراق الذي دمرت فيه مصانع وأبنيتها ونقلت مصافي النفط إلى إيران كما فعلت مع مصفى بيجي، في ألمانيا روح الانتقام كانت متسيدة والمنتصرون يصفون حساباتهم، وأمريكا وباقي الحلفاء راضون عن الانتهاكات التي تحصل، ففي نظرهم مازال الألمان خطرين ولا يمكن الوثوق بهم، حتى إن رئيس وزراء بريطانيا كليمن آتلي أعلن أن أي وسيلة من شأنها أن تفهم الألمان طبيعة هزيمتهم الساحقة غير القابلة للتغيير تعتبر شرعية، فكان التشيك يوقفون الألمان على جانب الطريق بالمئات لتمر سيارة يطلق منها الرصاص وهي تسير وبهذه الطريقة قتل الآلاف، وهكذا حصل في العراق وسوريا على يد إيران وميليشياتها التي أطلقت أمريكا يدها سنوات واعتبرتها حليفة لها، فالميليشيات تعيش اليوم نشوة الانتقام الطائفي، وعمليات خطف واختفاء المئات تكررت والمقابر الجماعية تكتشف.
مع هذا الوضع المزري للألمان وألمانيا وفي العام 1947 تتحول سياسة أمريكا تجاه الألمان، وتقود الحلفاء ليحولوا سياستهم أيضاً، فتقلب المعادلة خلال أيام، وتتلاقى مصالح كل الأطراف ليصبح عدو الأمس حليف اليوم، ولذلك أسباب تحاكي واقعنا... وللحديث بقية.