نوعية السلاح الذي عثر عليه في العوامية، والتكتيكات القتالية التي تستخدمها المجموعات الإرهابية هناك هي ذاتها التي خبرناها في البحرين، مما يؤكد أن خدم إيران وعملاءها الإرهابيين شكلوا شبكة إرهابية خليجية واحدة موزعة الخلايا بين دول مجلس التعاون، تعمل بتنسيق تام موحد فيما بينها وتمتد من الكويت مروراً بالقطيف إلى البحرين ووصولاً لليمن.
وتعامُل الأجهزة الأمنية الخليجية المشترك مع خطرهم الإرهابي يتم بشكل نشد فيه على يد تلك الأجهزة وفاعليتها وجاهزيتها واستعدادها خاصة بالخبرة التراكمية التي تكونت لديها خلال السنوات الأخيرة، ومؤشر على حجم التنسيق العالي بين دول مجلس التعاون في مواجهة إيران وخدمها، فأجهزتنا الأمنية تخوض حرباً مع ميليشيات مدربة ومسلحة كالجيوش.
بقي أن يكون هناك تنسيق خليجي رسمي وشعبي لمواجهة ومعالجة البيئة الحاضنة وأجنحة الدعم اللوجستي لتلك الشبكة الإرهابية، بحراك خليجي يعمل على عزل المجموعات الإرهابية عن الجماعات الشيعية، وهو تنسيق مطلوب خليجياً لأن الشبكات الداعمة هي ذاتها ولها امتداد إعلامي وأكاديمي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وهي لا تقل خطورة عن الشبكات المسلحة ذاتها.
تستطيع أن تلمس ذلك الدعم من خلال الصمت كما تلمسه من خلال الدعم، فكلاهما لا يتصدى للإرهاب «الشيعي» إن صح التعبير كما تتصدى البيئة الاجتماعية للإرهاب «السني» إن صح التعبير كذلك.
فالبيئة الاجتماعية السنية بإعلامها، بمنابرها الدينية، بأوساطها الثقافية وبجميع أطيافها الاجتماعية أي بقبائلها وبأسرها، والشرائح منهم وفقاً لمستوياتها التعليمية من أكاديميين إلى طلبة إلى فنانين إلى مثقفين جميعهم بلا استثناء يدينون ويعلنون بتصريح مباشر بإعلانات وبيانات بأعمال فنية بكل وسيلة عزلهم وفصلهم وإقصاءهم للمجموعات الإرهابية التي تدعي أنها «سنية» وفكرها المتطرف، بل تجد الأب يبلغ عن ابنه والأم تفرح إن قبض على ابنها الضال، وعلماؤها من رجال الدين لا يدعون شاردة وواردة إلا وأدانوا فيها تلك المجموعات وتبرؤوا من أفعالها، إيماناً بتلك الحاضنة الاجتماعية بمعنى وأهمية «الدولة»، إنما المشكلة على الصعيد الآخر، فلا نرى مثل هذا الحراك لا في الكويت ولا البحرين ولا في المملكة العربية السعودية، لا نرى بيئة اجتماعية شيعية تنتصر للدولة بذات القدر وتعزل وتقصي مجموعاتها المتطرفة، وكأنها غير معنية بالدولة التي ينتمون لها، وترى في المواجهة بين الدولة وبين المجموعات المتطرفة الشيعية صراعاً أمنياً خاصاً لا دخل لهم فيه!! هناك بعض المظاهر الاحتفائية مع رموز الدولة إنما تلك مظاهر لا تحتاجها الدولة الآن، فالدولة تحتاج أن يكون لمناصريها صوت واضح في مواجهة مجموعات خدم إيران وعملائها، صوت لا «يتأتئ» بين عبارة وعبارة، ولا يساوي بين الإرهابي وبين رجل الأمن ويطالب الاثنين بالتهدئة!! نحتاج في دول مجلس التعاون أن يكون هناك حراك خليجي لا يجد حرجاً في تحريك البيئة الاجتماعية عند الإخوة الشيعة كي تتصدى جماعتهم مع الدولة في مواجهة المجموعات الإرهابية الشيعية، تماماً كما تتصدى البيئة الاجتماعية السنية في مواجهة متطرفيها وأبنائها الضالين والانتصار للدولة.
تحرُّك -على جميع المستويات- أكاديميين وإعلاميين وعلماء دين ومثقفين وناشطين، على المستوى الخليجي يضم الأسر والعوائل والعلماء والمثقفين والفنانين من الإخوة الشيعة وكل شخص منهم، له دور مؤثر للدفاع عن «الدولة» وكيانها المهدد بالخطر من تلك الجماعات، فالخطر من الاثنين متساوٍ.
لا بد من فرز البيئة الاجتماعية الشيعية من قبلهم هم، لعزل شياطينهم الخرس وعزل الأجنحة الداعمة لوجستياً للمجموعات الإرهابية من إعلاميين ومن ناشطين ومن رجال دين ومن تجار، ولا أرى أي حرج في مبادرات تطلق من هذا النوع يدعو فيها السنة إخوتهم الشيعة انتصاراً للدولة وتأييداً لإجراءاتها الأمنية ونبذاً للمجموعات الإرهابية أياً كان لونها المذهبي.
هكذا نوحد البيت الخليجي من جديد، هكذا تكون «الوحدة الوطنية» بين جماعات سنية وشيعية تتحد انتصاراً لمفهوم الوطن ولسيادة «الدولة»، هكذا نستطيع أن ننجح في مواجهة الجماعات المتطرفة من كلا الطرفين، أما أن تنشط البيئة السنية وتتقاعس البيئة الشيعية، فإن ذلك عائق أمام حربنا ضد الإرهاب وميلٌ لكفة المعالجة يفاقم المشكلة ولا يحلها.
{{ article.visit_count }}
وتعامُل الأجهزة الأمنية الخليجية المشترك مع خطرهم الإرهابي يتم بشكل نشد فيه على يد تلك الأجهزة وفاعليتها وجاهزيتها واستعدادها خاصة بالخبرة التراكمية التي تكونت لديها خلال السنوات الأخيرة، ومؤشر على حجم التنسيق العالي بين دول مجلس التعاون في مواجهة إيران وخدمها، فأجهزتنا الأمنية تخوض حرباً مع ميليشيات مدربة ومسلحة كالجيوش.
بقي أن يكون هناك تنسيق خليجي رسمي وشعبي لمواجهة ومعالجة البيئة الحاضنة وأجنحة الدعم اللوجستي لتلك الشبكة الإرهابية، بحراك خليجي يعمل على عزل المجموعات الإرهابية عن الجماعات الشيعية، وهو تنسيق مطلوب خليجياً لأن الشبكات الداعمة هي ذاتها ولها امتداد إعلامي وأكاديمي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وهي لا تقل خطورة عن الشبكات المسلحة ذاتها.
تستطيع أن تلمس ذلك الدعم من خلال الصمت كما تلمسه من خلال الدعم، فكلاهما لا يتصدى للإرهاب «الشيعي» إن صح التعبير كما تتصدى البيئة الاجتماعية للإرهاب «السني» إن صح التعبير كذلك.
فالبيئة الاجتماعية السنية بإعلامها، بمنابرها الدينية، بأوساطها الثقافية وبجميع أطيافها الاجتماعية أي بقبائلها وبأسرها، والشرائح منهم وفقاً لمستوياتها التعليمية من أكاديميين إلى طلبة إلى فنانين إلى مثقفين جميعهم بلا استثناء يدينون ويعلنون بتصريح مباشر بإعلانات وبيانات بأعمال فنية بكل وسيلة عزلهم وفصلهم وإقصاءهم للمجموعات الإرهابية التي تدعي أنها «سنية» وفكرها المتطرف، بل تجد الأب يبلغ عن ابنه والأم تفرح إن قبض على ابنها الضال، وعلماؤها من رجال الدين لا يدعون شاردة وواردة إلا وأدانوا فيها تلك المجموعات وتبرؤوا من أفعالها، إيماناً بتلك الحاضنة الاجتماعية بمعنى وأهمية «الدولة»، إنما المشكلة على الصعيد الآخر، فلا نرى مثل هذا الحراك لا في الكويت ولا البحرين ولا في المملكة العربية السعودية، لا نرى بيئة اجتماعية شيعية تنتصر للدولة بذات القدر وتعزل وتقصي مجموعاتها المتطرفة، وكأنها غير معنية بالدولة التي ينتمون لها، وترى في المواجهة بين الدولة وبين المجموعات المتطرفة الشيعية صراعاً أمنياً خاصاً لا دخل لهم فيه!! هناك بعض المظاهر الاحتفائية مع رموز الدولة إنما تلك مظاهر لا تحتاجها الدولة الآن، فالدولة تحتاج أن يكون لمناصريها صوت واضح في مواجهة مجموعات خدم إيران وعملائها، صوت لا «يتأتئ» بين عبارة وعبارة، ولا يساوي بين الإرهابي وبين رجل الأمن ويطالب الاثنين بالتهدئة!! نحتاج في دول مجلس التعاون أن يكون هناك حراك خليجي لا يجد حرجاً في تحريك البيئة الاجتماعية عند الإخوة الشيعة كي تتصدى جماعتهم مع الدولة في مواجهة المجموعات الإرهابية الشيعية، تماماً كما تتصدى البيئة الاجتماعية السنية في مواجهة متطرفيها وأبنائها الضالين والانتصار للدولة.
تحرُّك -على جميع المستويات- أكاديميين وإعلاميين وعلماء دين ومثقفين وناشطين، على المستوى الخليجي يضم الأسر والعوائل والعلماء والمثقفين والفنانين من الإخوة الشيعة وكل شخص منهم، له دور مؤثر للدفاع عن «الدولة» وكيانها المهدد بالخطر من تلك الجماعات، فالخطر من الاثنين متساوٍ.
لا بد من فرز البيئة الاجتماعية الشيعية من قبلهم هم، لعزل شياطينهم الخرس وعزل الأجنحة الداعمة لوجستياً للمجموعات الإرهابية من إعلاميين ومن ناشطين ومن رجال دين ومن تجار، ولا أرى أي حرج في مبادرات تطلق من هذا النوع يدعو فيها السنة إخوتهم الشيعة انتصاراً للدولة وتأييداً لإجراءاتها الأمنية ونبذاً للمجموعات الإرهابية أياً كان لونها المذهبي.
هكذا نوحد البيت الخليجي من جديد، هكذا تكون «الوحدة الوطنية» بين جماعات سنية وشيعية تتحد انتصاراً لمفهوم الوطن ولسيادة «الدولة»، هكذا نستطيع أن ننجح في مواجهة الجماعات المتطرفة من كلا الطرفين، أما أن تنشط البيئة السنية وتتقاعس البيئة الشيعية، فإن ذلك عائق أمام حربنا ضد الإرهاب وميلٌ لكفة المعالجة يفاقم المشكلة ولا يحلها.