تعتبر جلسة عشاء على أضواء الشموع مرافقة لموسيقى فيروز أو شارل ازنافور برفقة من نحب من أجمل الأوقات متعة بعد يوم طويل بالعمل والالتزامات مزحوم ومشحون. ولكن هذه المرة أضواء الشموع اختفت ليحل مكانها ظلام دامس بعصبة سوداء تُلفُّ حول العينين والموسيقى الرومانسية انقطعت ليتم استبدالها بأصوات الملاعق المتضاربة مع الصحون التي تُحاول تحسسها بدل ـن تلمس يد المحبوب.
نعم، هكذا صار وجرى! وبأجواء مظلمة حالكة، خاض مجموعة من الأصدقاء وما يقارب 60 شخصاً أو يزيد، تجربة إنسانية فريدة من نوعها، وهو «عشاء في الظلام» هذه التجربة ما هي إلا بادرة إنسانية وبتعاون متميز لطالبات بعمر الورد من مدرسة البيان واحتضن هذه المبادرة «مطعم لزت» لصاحبته والقائمة عليه الشيف البحرينية المتميزة فاطمة جمال. حيث تم تخصيص ريع كامل العشاء لصالح روضة المكفوفين التابعة لجمعية أصدقاء المكفوفين في مملكة البحرين.
للأسف، أنا لم أكن متواجدة ولكنها تجربة إنسانية فريدة من نوعها تستحق الإشادة بها والكتابة عنها لسبب أن الوصف الدقيق للأخ «خالد الخياط» عبر صفحته في حساب الإنستغرام كان كفيلاً أن ينقل الإحساس صادقاً صافياً من دون تكلف. ويشعرك بمدى النعم التي تساورنا وننسى قيمتها الحقيقية لسبب اعتيادنا على وجودها، ومن بين هذه النعم، نعمة «البصر» والتي لا يمكن أن تقدّر بثمن.
بداية هذه التجربة كانت من خارج المطعم حيث تختار طبقك الرئيس ثم تدخل وتختار المكان الذي يعجبك. وفي قرارة نفسك تحاول أن تستجمع في ذاكرتك كل ما يحيط بمكانك، لأنها ما هي إلا دقائق وسوف يتم إغماض عينيك بمنديل أسود ليحجب عنك شعاع ضوء الشمعة الذي كان يرافقك، وتحاول أن تثبت لنفسك والجميع أنك قادر على تنفيذ التحدي وبجدارة.
فالأطباق تم إحضارها من دون سكاكين وذلك لأسباب السلامة الشخصية. ومع محاولة تناول الطعام فيكون همك أن تتصرف بكل ذكاء وتروٍّ كي تحافظ على شكل هندامك الخارجي من أن يكون له أيضاً الحظ الوفير من تذوق نفس الطبق الذي تأكل منه. إضافة إلى أنك أنت الآن تعلم ماذا اخترت؟ ولكن بالواقع فإن الكفيف محروم من هذه النعمة. فهو لا يمكن أن يعرف ما المحيط به ولا يقدر أن يعلم ما المخبأ له؟ ولكن يستشعر كل هذا بنور بصيرة منحه إياها الله عز وجل. حقيقة، إن كل شيء أمامك ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف ستجده؟ هكذا يشعر الكفيف تماماً.. فهل شعرنا بذلك قط؟!
قراءة الموقف كفيلة بأن تبعث في قلبك الشعور بالخوف والقلق وعدم الثقة في نفسك فكيف كان حال من جربها! فأنت تعيش في ظلام دامس لا ترى من هم حولك، ويرغمك الوضع على العيش كما المكفوفين «خصوصاً إذا لم تغش»!!
لقد عاش المشاركون تجربة المكفوفين تماماً، بمشاعرهم وكيانهم ولكن باستثناء هام جداً، أنهم على دراية أنها تجربة مؤقتة وستنتهي.
نعم، إنها جلسة بلا نور وذلك كي نكتشف النور الحقيقي الداخلي الذي يسري فينا ونعيش تجربة مثالية لحياة المكفوف ولو لسويعات قليلة.
نعم، هكذا صار وجرى! وبأجواء مظلمة حالكة، خاض مجموعة من الأصدقاء وما يقارب 60 شخصاً أو يزيد، تجربة إنسانية فريدة من نوعها، وهو «عشاء في الظلام» هذه التجربة ما هي إلا بادرة إنسانية وبتعاون متميز لطالبات بعمر الورد من مدرسة البيان واحتضن هذه المبادرة «مطعم لزت» لصاحبته والقائمة عليه الشيف البحرينية المتميزة فاطمة جمال. حيث تم تخصيص ريع كامل العشاء لصالح روضة المكفوفين التابعة لجمعية أصدقاء المكفوفين في مملكة البحرين.
للأسف، أنا لم أكن متواجدة ولكنها تجربة إنسانية فريدة من نوعها تستحق الإشادة بها والكتابة عنها لسبب أن الوصف الدقيق للأخ «خالد الخياط» عبر صفحته في حساب الإنستغرام كان كفيلاً أن ينقل الإحساس صادقاً صافياً من دون تكلف. ويشعرك بمدى النعم التي تساورنا وننسى قيمتها الحقيقية لسبب اعتيادنا على وجودها، ومن بين هذه النعم، نعمة «البصر» والتي لا يمكن أن تقدّر بثمن.
بداية هذه التجربة كانت من خارج المطعم حيث تختار طبقك الرئيس ثم تدخل وتختار المكان الذي يعجبك. وفي قرارة نفسك تحاول أن تستجمع في ذاكرتك كل ما يحيط بمكانك، لأنها ما هي إلا دقائق وسوف يتم إغماض عينيك بمنديل أسود ليحجب عنك شعاع ضوء الشمعة الذي كان يرافقك، وتحاول أن تثبت لنفسك والجميع أنك قادر على تنفيذ التحدي وبجدارة.
فالأطباق تم إحضارها من دون سكاكين وذلك لأسباب السلامة الشخصية. ومع محاولة تناول الطعام فيكون همك أن تتصرف بكل ذكاء وتروٍّ كي تحافظ على شكل هندامك الخارجي من أن يكون له أيضاً الحظ الوفير من تذوق نفس الطبق الذي تأكل منه. إضافة إلى أنك أنت الآن تعلم ماذا اخترت؟ ولكن بالواقع فإن الكفيف محروم من هذه النعمة. فهو لا يمكن أن يعرف ما المحيط به ولا يقدر أن يعلم ما المخبأ له؟ ولكن يستشعر كل هذا بنور بصيرة منحه إياها الله عز وجل. حقيقة، إن كل شيء أمامك ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف ستجده؟ هكذا يشعر الكفيف تماماً.. فهل شعرنا بذلك قط؟!
قراءة الموقف كفيلة بأن تبعث في قلبك الشعور بالخوف والقلق وعدم الثقة في نفسك فكيف كان حال من جربها! فأنت تعيش في ظلام دامس لا ترى من هم حولك، ويرغمك الوضع على العيش كما المكفوفين «خصوصاً إذا لم تغش»!!
لقد عاش المشاركون تجربة المكفوفين تماماً، بمشاعرهم وكيانهم ولكن باستثناء هام جداً، أنهم على دراية أنها تجربة مؤقتة وستنتهي.
نعم، إنها جلسة بلا نور وذلك كي نكتشف النور الحقيقي الداخلي الذي يسري فينا ونعيش تجربة مثالية لحياة المكفوف ولو لسويعات قليلة.