بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبينما كانت روح الانتقام من الألمان هي المسيطرة على الحلفاء المنتصرين، كان ستالين -وهو أحد الحلفاء- يخطط لأمر آخر، وهو السيطرة على أوروبا وخصوصاً أوروبا الشرقية التي انتصر فيها الجيش الأحمر، وليفعل ذلك من دون بلبلة اقتضت خطته وضع الشيوعيين من الأوروبيين في كل المناصب القيادية المهمة في هدوء، فأخذوا وزارات العدل والجيش والشؤون الأسرية كاملة في كل دول أوروبا الشرقية تقريباً، لم يهتم أحد لما كان يفعله ستالين فالكل كان منشغلاً بتدمير ألمانيا ويرى الخطر في الألمان فقط، إلا شخصاً واحداً كان يتخوف من تحركات ستالين، وهو وينستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا، وفي مارس 1946 وخلال مناسبة في ميزوري أعلنها صراحة وأدان التوسع السوفيتي في أوروبا، وقال عبارته المشهورة «اليوم أسدل ستار من حديد على أوروبا الشرقية»، لكن أحداً لم يصغِ له فمازالت ألمانيا في نظرهم الخطر الحقيقي.
في 9 أبريل 2003 انتهت الحرب واحتلت أمريكا العراق، فقط لإسقاط نظام الحكم فيه، وتدمير هذا البلد الذي كانت ترى فيه خطراً كبيراً على مصالحها، وكل الأسباب التي ادعتها أمريكا لاحتلال العراق لم تكن حقيقية وثبت بطلانها فيما بعد، والحق ليس أمريكا وحدها التي كانت ترى في العراق خطراً على مصالحها بل حتى محيط العراق كان يرى ذلك، ولا يريد أن يكون بجواره دولة قوية بجيش كبير، لكن هذا الاحتلال خلف طغياناً وخطراً حقيقياً على أمريكا والمنطقة بشكل عام ألا وهو مد ولاية الفقيه الإيراني، الذي لعب الدور ذاته الذي لعبه ستالين فراح يسيطر على مفاصل الدولة ويشكل الحكومة ويعين التابعين لإيران في كل المفاصل المهمة وغير المهمة في العراق، في ذلك الوقت انشغل العرب السنة في العراق بمقاومة الاحتلال الأمريكي، مبتعدين عن المشهد السياسي إلا من بعض الذين كانت لهم تفاهمات سابقة مع أمريكا وإيران أو بعض الوصوليين الانتهازيين الباحثين عن مصالح خاصة، لكن كل هؤلاء لا يمثلون إلا جزءاً بسيطاً من العرب السنة وليس لهم تأثير حقيقي، أما أمريكا التي قدمت خسائر كبيرة، عملت على شيطنة هذه المقاومة وبدل أن تستمر في مواجهتها تركت هذا الأمر لإيران وأتباعها الذين تسيطر عليهم روح الانتقام الطائفية، كما سمحت لداعش المعروف بهمجيته باحتلال مناطق العرب السنة، ليعمل هو وإيران على تدمير العراق، وكما حصل في ألمانيا مرت سنوات ولم يتحدث أحد من الدول عن الخطر الحقيقي وهو التمدد الإيراني ونشاطه في العراق.
بعد خطاب تشرشل بسنة وفي مارس 1947 ألقى الرئيس الأمريكي هاري ترومان في أحد المؤتمرات خطاباً غير نظرة العالم، حيث قال: «يجب احتواء التوسع العسكري السوفيتي من خلال مساعدة من يقاوموننا» وقال أيضاً: «وجود الدولة العظمى مهدد من قبل بضعة آلاف تقودهم الشيوعية.. يجب اتخاذ إجراءات فورية وحازمة» كان هذا الخطاب بعد أن خارت قوى الناس في ألمانيا، عندها قادت واشنطن مشروعاً ضخماً «خطة مارشال» ومنحت أوروبا ائتمانات ضخمة لمساعدتها على الخروج من الأزمة، فكان من نتائج المشروع أن أنقذ أوروبا وازدهرت من جديد وأصبحت منفتحة على التجارة الأمريكية، لكن ستالين عارض المشروع واستحوذ على أوروبا الشرقية، أما ألمانيا فمن انحاز منها إلى جانب أمريكا ورفض سيطرة السوفيت فقد تغيرت أحواله وتحولت هزيمته وضعفه إلى قوة ومن استسلم للسوفيت عاش عشرات السنين بعدها تحت حكم ديكتاتوري ينهشه الفقر والتخلف... وللحديث بقية.
في 9 أبريل 2003 انتهت الحرب واحتلت أمريكا العراق، فقط لإسقاط نظام الحكم فيه، وتدمير هذا البلد الذي كانت ترى فيه خطراً كبيراً على مصالحها، وكل الأسباب التي ادعتها أمريكا لاحتلال العراق لم تكن حقيقية وثبت بطلانها فيما بعد، والحق ليس أمريكا وحدها التي كانت ترى في العراق خطراً على مصالحها بل حتى محيط العراق كان يرى ذلك، ولا يريد أن يكون بجواره دولة قوية بجيش كبير، لكن هذا الاحتلال خلف طغياناً وخطراً حقيقياً على أمريكا والمنطقة بشكل عام ألا وهو مد ولاية الفقيه الإيراني، الذي لعب الدور ذاته الذي لعبه ستالين فراح يسيطر على مفاصل الدولة ويشكل الحكومة ويعين التابعين لإيران في كل المفاصل المهمة وغير المهمة في العراق، في ذلك الوقت انشغل العرب السنة في العراق بمقاومة الاحتلال الأمريكي، مبتعدين عن المشهد السياسي إلا من بعض الذين كانت لهم تفاهمات سابقة مع أمريكا وإيران أو بعض الوصوليين الانتهازيين الباحثين عن مصالح خاصة، لكن كل هؤلاء لا يمثلون إلا جزءاً بسيطاً من العرب السنة وليس لهم تأثير حقيقي، أما أمريكا التي قدمت خسائر كبيرة، عملت على شيطنة هذه المقاومة وبدل أن تستمر في مواجهتها تركت هذا الأمر لإيران وأتباعها الذين تسيطر عليهم روح الانتقام الطائفية، كما سمحت لداعش المعروف بهمجيته باحتلال مناطق العرب السنة، ليعمل هو وإيران على تدمير العراق، وكما حصل في ألمانيا مرت سنوات ولم يتحدث أحد من الدول عن الخطر الحقيقي وهو التمدد الإيراني ونشاطه في العراق.
بعد خطاب تشرشل بسنة وفي مارس 1947 ألقى الرئيس الأمريكي هاري ترومان في أحد المؤتمرات خطاباً غير نظرة العالم، حيث قال: «يجب احتواء التوسع العسكري السوفيتي من خلال مساعدة من يقاوموننا» وقال أيضاً: «وجود الدولة العظمى مهدد من قبل بضعة آلاف تقودهم الشيوعية.. يجب اتخاذ إجراءات فورية وحازمة» كان هذا الخطاب بعد أن خارت قوى الناس في ألمانيا، عندها قادت واشنطن مشروعاً ضخماً «خطة مارشال» ومنحت أوروبا ائتمانات ضخمة لمساعدتها على الخروج من الأزمة، فكان من نتائج المشروع أن أنقذ أوروبا وازدهرت من جديد وأصبحت منفتحة على التجارة الأمريكية، لكن ستالين عارض المشروع واستحوذ على أوروبا الشرقية، أما ألمانيا فمن انحاز منها إلى جانب أمريكا ورفض سيطرة السوفيت فقد تغيرت أحواله وتحولت هزيمته وضعفه إلى قوة ومن استسلم للسوفيت عاش عشرات السنين بعدها تحت حكم ديكتاتوري ينهشه الفقر والتخلف... وللحديث بقية.