دول الخليج العربي لن تسمح بالضاحية الجنوبية عندها، لن تسمح بدولة داخل دولة، لبنان يدفع الثمن غالياً حين سمح بها فلا سلطة للدولة على سكانها ولا جيش ولا شرطة يدخلها، لا العوامية ولا الدراز ستكون الضاحية الجنوبية، أي مقاطعة إيرانية داخل دولة عربية، لابد أن يكون ذلك واضحاً، هنا دولة واحدة اسمها مملكة البحرين دستورها واحد وقوانينها ستسري على الجميع.
سيبقى الشيعة في البحرين مواطنين كغيرهم، داخل وخارج الدراز، وكما كانوا قبل أن يولد الخميني وخامنئي ووكلاؤه وعملاؤه، وسيبقى الجامع لخمسهم موجوداً، أياً كان لن يتدخل أحد في اختياره، إنما بضوابط قانونية منطقية تسري على جميع جامعي الخمس وجامعي الزكاة وجامعي الصدقات، وستبقى مآتمهم ومساجدهم وسيبقى وقفهم وسيبقى قضاؤهم ولن يمس، كما كانوا وسيظلون محميين بظل الدولة معززين مكرمين، إنما لا امتياز خاص لهم يضعهم فوق القانون، ذلك وضع لا يوجد ولا يسمح به في أي دولة تحترم نفسها.
وكلاء المراجع الدينية الفارسية أرادوا لمقلديهم أن ينفصلوا عن الدولة في كل شؤونهم بما فيها السيادة، فلبنان يحكم من قبل حزب الله إلى جانب حكومته حتى مزقوه إرباً، وفي البحرين وفي اليمن وفي السعودية أرادوا أن يكملوا هلالهم، ويؤسسوا دولتهم الخاصة التابعة للمرجع الديني، فيختاروا لهم مكاناً قصياً يضعون لهم دستورهم وقانونهم ويمنعون دخول أي من مؤسسات الدولة لهم، وهذا لن يكون.
ستتحرك الأقلام والألسن بالكذب الآن، سيفبركون وسيدعون أن الاستهداف هو للمذهب وللمعتقد وللديانة، والكل يعرف أن المذهب الإثني عشري والمعتقد والديانة موجودة قبلهم وستظل بعدهم، وسيحاولون استثارة البسطاء وتخويفهم على دينهم.
لذا فمن له كلمة الآن من على منبر أياً كان هذا المنبر وسمحت له الدولة من خلال التصاريح والرخص القانونية أن يمارس حقه، عليه أن يؤدي التزامه تجاه دولته سواء كان واقفاً على منبر ديني أو كان يملك صحيفة أو كاتباً أو صاحب حساب على وسائل التواصل الاجتماعي، كلهم كما كل المواطنين فليقل صالحاً لحكم القانون والدولة المدنية أو ليصمت، مع الأخذ في الاعتبار أن للصمت معنى والصمت موقف الشياطين الخرس، وعلى الدولة أن تكون حازمة مع الصامتين كما هو حزمها مع المحرضين، الاثنان سواء.
فمن لديه نصيحة ليوجهها الآن لمن ظن أن إيران ستحميه ونعيق حزب الله سيحصنه، من له كلمة عليه أن يوجهها لمن تحصن هناك وكذب على الناس وتحكم في مصائرهم، خطابهم ليس للدولة، فقد قرع جرس الحق وصدح، بل لابد أن يوجه لمقلدي خامنئي لا للدولة، من يملك جرأة من حملة الأقلام وصاعدي المنابر عليه أن يتحلى بها وينطق بالحق، عليه أن يسمع من هو جالس في قم، ويقول له كفى تحكماً في الشيعة كفى ما فعلتموه فيهم وما جنيتموه عليهم، كفى إرهاباً وكفى تضليلاً، المنابر الإعلامية والدينية والسياسية التي قلبت الحقائق وأثارت الهواجس ولعبت على الذاكرة التاريخية وإسقاطاتها، عليها أن تتحلى بالشجاعة وتكفر عن ذنوبها الوطنية لتعيد تموضع جماعتها من جديد وتصلح ما أفسدته بين الشيعة والدولة وما بين الشيعة وشركائهم في الوطن إرضاء للمرجعيات الدينية وخدمة لهم، وها هي النتيجة.
دعوا الناس تفتح صفحة جديدة مع الدولة، دعوهم يتنفسون هواءً نقياً، الدولة بحاجة لكل أبنائها، بحاجة لاندماجهم في معسكر واحد لا معسكرين، معسكر بحريني وطني عربي لا يزيدي ولا حسيني، لقد منحتهم البحرين بدل الفرصة ألفاً، وصبرت وتحملت ما لم تتحمله أي دولة في العالم، كدست مرجعياتهم الملايين والفقر من حولهم، أبناء الشيعة يتصادمون مع الدولة وأبنائهم في أحضانهم، كفى تضليلاً وكذباً على البسطاء وعلى من يطلب رضى الله، وعلى الدولة مراقبة الكلمة التي تصدر من المحرضين والمضللين كما تراقب أي إرهابي فتلك ليست حرية تعبير، إنما جريمة تضليل.
لم يصبر على ذلك الخروج على القانون كما صبرت البحرين، تعرضت الدولة للوم وللتقريع وللتساؤلات وكان نفسها طويلاً إلى ما لا حدود للنفس، وفهموا صبرها خطأ، ولم يقرؤوا الوضع قراءة سليمة لا في 2002 ولا في 2011 ولا اليوم، من هاوية إلى هاوية، ومن خسارة إلى خسارة.
هناك ترتيبات إقليمية جديدة باعتهم إيران فشعبها أولى، هناك ترتيبات دولية جديدة باعتهم أمريكا فمصالحها أولى، كل ذلك كان ماثلاً للعيان لمن يفهم لمن يعي، كانت البحرين دوماً هي من يفتح ذراعها كالأم الرؤوم عل وعسى ينتهي هذا العقوق، تذكروا أين كانوا، تذكروا جلسات الحوار، تذكروا ما كان بين أيديهم، وفي كل مرة خسائرهم تزيد ومكتسباتهم تضيع الواحدة تلو الأخرى.
وكل يوم سنقول انتهى الدرس يا غبي فقد قرع الجرس.
سيبقى الشيعة في البحرين مواطنين كغيرهم، داخل وخارج الدراز، وكما كانوا قبل أن يولد الخميني وخامنئي ووكلاؤه وعملاؤه، وسيبقى الجامع لخمسهم موجوداً، أياً كان لن يتدخل أحد في اختياره، إنما بضوابط قانونية منطقية تسري على جميع جامعي الخمس وجامعي الزكاة وجامعي الصدقات، وستبقى مآتمهم ومساجدهم وسيبقى وقفهم وسيبقى قضاؤهم ولن يمس، كما كانوا وسيظلون محميين بظل الدولة معززين مكرمين، إنما لا امتياز خاص لهم يضعهم فوق القانون، ذلك وضع لا يوجد ولا يسمح به في أي دولة تحترم نفسها.
وكلاء المراجع الدينية الفارسية أرادوا لمقلديهم أن ينفصلوا عن الدولة في كل شؤونهم بما فيها السيادة، فلبنان يحكم من قبل حزب الله إلى جانب حكومته حتى مزقوه إرباً، وفي البحرين وفي اليمن وفي السعودية أرادوا أن يكملوا هلالهم، ويؤسسوا دولتهم الخاصة التابعة للمرجع الديني، فيختاروا لهم مكاناً قصياً يضعون لهم دستورهم وقانونهم ويمنعون دخول أي من مؤسسات الدولة لهم، وهذا لن يكون.
ستتحرك الأقلام والألسن بالكذب الآن، سيفبركون وسيدعون أن الاستهداف هو للمذهب وللمعتقد وللديانة، والكل يعرف أن المذهب الإثني عشري والمعتقد والديانة موجودة قبلهم وستظل بعدهم، وسيحاولون استثارة البسطاء وتخويفهم على دينهم.
لذا فمن له كلمة الآن من على منبر أياً كان هذا المنبر وسمحت له الدولة من خلال التصاريح والرخص القانونية أن يمارس حقه، عليه أن يؤدي التزامه تجاه دولته سواء كان واقفاً على منبر ديني أو كان يملك صحيفة أو كاتباً أو صاحب حساب على وسائل التواصل الاجتماعي، كلهم كما كل المواطنين فليقل صالحاً لحكم القانون والدولة المدنية أو ليصمت، مع الأخذ في الاعتبار أن للصمت معنى والصمت موقف الشياطين الخرس، وعلى الدولة أن تكون حازمة مع الصامتين كما هو حزمها مع المحرضين، الاثنان سواء.
فمن لديه نصيحة ليوجهها الآن لمن ظن أن إيران ستحميه ونعيق حزب الله سيحصنه، من له كلمة عليه أن يوجهها لمن تحصن هناك وكذب على الناس وتحكم في مصائرهم، خطابهم ليس للدولة، فقد قرع جرس الحق وصدح، بل لابد أن يوجه لمقلدي خامنئي لا للدولة، من يملك جرأة من حملة الأقلام وصاعدي المنابر عليه أن يتحلى بها وينطق بالحق، عليه أن يسمع من هو جالس في قم، ويقول له كفى تحكماً في الشيعة كفى ما فعلتموه فيهم وما جنيتموه عليهم، كفى إرهاباً وكفى تضليلاً، المنابر الإعلامية والدينية والسياسية التي قلبت الحقائق وأثارت الهواجس ولعبت على الذاكرة التاريخية وإسقاطاتها، عليها أن تتحلى بالشجاعة وتكفر عن ذنوبها الوطنية لتعيد تموضع جماعتها من جديد وتصلح ما أفسدته بين الشيعة والدولة وما بين الشيعة وشركائهم في الوطن إرضاء للمرجعيات الدينية وخدمة لهم، وها هي النتيجة.
دعوا الناس تفتح صفحة جديدة مع الدولة، دعوهم يتنفسون هواءً نقياً، الدولة بحاجة لكل أبنائها، بحاجة لاندماجهم في معسكر واحد لا معسكرين، معسكر بحريني وطني عربي لا يزيدي ولا حسيني، لقد منحتهم البحرين بدل الفرصة ألفاً، وصبرت وتحملت ما لم تتحمله أي دولة في العالم، كدست مرجعياتهم الملايين والفقر من حولهم، أبناء الشيعة يتصادمون مع الدولة وأبنائهم في أحضانهم، كفى تضليلاً وكذباً على البسطاء وعلى من يطلب رضى الله، وعلى الدولة مراقبة الكلمة التي تصدر من المحرضين والمضللين كما تراقب أي إرهابي فتلك ليست حرية تعبير، إنما جريمة تضليل.
لم يصبر على ذلك الخروج على القانون كما صبرت البحرين، تعرضت الدولة للوم وللتقريع وللتساؤلات وكان نفسها طويلاً إلى ما لا حدود للنفس، وفهموا صبرها خطأ، ولم يقرؤوا الوضع قراءة سليمة لا في 2002 ولا في 2011 ولا اليوم، من هاوية إلى هاوية، ومن خسارة إلى خسارة.
هناك ترتيبات إقليمية جديدة باعتهم إيران فشعبها أولى، هناك ترتيبات دولية جديدة باعتهم أمريكا فمصالحها أولى، كل ذلك كان ماثلاً للعيان لمن يفهم لمن يعي، كانت البحرين دوماً هي من يفتح ذراعها كالأم الرؤوم عل وعسى ينتهي هذا العقوق، تذكروا أين كانوا، تذكروا جلسات الحوار، تذكروا ما كان بين أيديهم، وفي كل مرة خسائرهم تزيد ومكتسباتهم تضيع الواحدة تلو الأخرى.
وكل يوم سنقول انتهى الدرس يا غبي فقد قرع الجرس.