بعد سقوط مرشح خامنئي وبعد خطاب ترامب وبعد قمة المملكة العربية السعودية، فإن الطريق الوحيد المتاح لأتباع الولي الفقيه ومقلدي خامنئي في البحرين وفي كل الدول العربية هو التوقف عن البحث عن الحلول «لأزمتهم» من خارج دائرتهم، والبدء وبجدية في «المراجعة الذاتية»، أما الاستمرار في الخطاب الباحث عن الشماعات والمستمر حتى اللحظة فإن ذلك يعني أن أزمتكم ستطول، فلا أزمة في الدولة كما تدعون وتروجون، بل فيكم، وإما مواجهة الدولة، نكرر الدولة لا النظام.
جماعة الولي الفقيه أصبحت على المحك اليوم وعليها أن تحدد موقفها وتختار، ومواجهتها ليست مع «نظام» بل مع دولة أي مع القانون ومع المؤسسات ومع الدستور ومع المواطنين الذين ارتضوا الدستور مرجعية لهم ولا غير الدستور مرجعية.
والدولة كما نرى مصممة على تطبيق وإنفاذ القانون، كما هي مستمرة في التنمية ومستمرة في ربط نسيج المجتمع، ومستمرة في معالجة تحدياتها، وقد بدأ الكثير من المتخاصمين بالاندماج والانصهار من جديد وبناء الجسور التي هدمتموها وكسر بعض الحواجز، ولم يبقَ يعاني وفي «أزمة» غير منابر خامنئي الدينية والسياسية والإعلامية بجريدتهم التي تتحدث يومياً عن «أزمة» سياسية، وهي وحدها من يلطم بمعية ناشطيها وكتابها «الأفندية» مظهراً و«الولائية» قلباً وقالباً.
المطلوب الآن تحديد موقف، المطلوب وقف خطاب اللطم، المطلوب هو وضع خطوات خاصة بالجماعة لا خطوات خاصة بالدولة، توقفوا ليوم واحد عن دعوة الآخرين للحل ولوم الآخرين، ابحثوا بجدية ولو لمرة واحدة عما اقترفته أيديكم في حشر أنفسكم في هذه الزاوية، احموا أجيالكم القادمة، كفوا عن البكائيات على ما تدعونه «أزمة الدولة» وهي أزمتكم وحدكم، حتى إنها ليست أزمة الشيعة، فالآخرون من الشيعة وجدوا طريقهم لأوطانهم وكثير منهم عروبيون حتى النخاع ولم يتخلوا يوماً عن عروبتهم وأصلهم وفصلهم ولم يتخلوا عن بحرينيتهم، أنتم وحدكم من لف حبل العزلة على رقبته، لا أحد غيركم لفه عليكم ولن يفكه غيركم.
بعد أن انتفى الدعم الأمريكي للإرهابيين وأجنحتهم، علا صوت الحكمة عندكم وبدأتم تدعون الدولة للحلول «المحلية» التي لا تعتمد على الدعم الخارجي، هذا الكلام وجهوه لأنفسكم، من كان يعتمد على الدعم الخارجي غيركم؟ إنما هذا دليل على أنكم عاجزون عن المراجعة الذاتية ومستمرون في إلقاء اللوم على الآخرين والبحث عن الحل عند الآخرين.
الآن بعد خطاب ترامب الذي أسدل الستار على الدعم الذي تلقيتموه طوال السنوات السابقة منذ عام 2002 إلى اليوم أي على مدى خمسة عشر عاماً أصبح الدعم الخارجي غير مجدٍ ولا تنصحون به؟ أين كانت هذه الحكمة طوال السنوات السابقة؟
ألم يكن ذلك الدعم حلالاً بلالاً حاولت فيه الولايات المتحدة الأمريكية تغيير خارطة الشرق الأوسط من خلالكم لإسقاط الأنظمة الحالية وقبلتم أن تلعبوا هذا الدور؟ ألم يكن الدعم الأمريكي المالي والسياسي، المادي والمعنوي، للجماعات الدينية شيعية في شرق الجزيرة العربية وسنية في الشمال الأفريقي مطلوباً ومرغوباً وحسناً بحجة تعلم الديمقراطية؟
ألم يكن مشروع الدعم الأمريكي للأقليات وتحريضهم على إقامة كيانات خاصة بهم هو حلمكم الذي تغنيتم به وضللتم به شبابكم؟
ألم يكن أوباما حبيبكم وحليفكم؟ أم أن أوباما ليس أجنبياً؟ أم صدقتم أنه ابن «أم حسين»؟ أوباما الذي توهم أن ربيعه العربي سيكمل القضاء على الأنظمة فنقل حمله كله لحليف الضفة الشرقية للخليج العربي وتحالف مع سندكم ومعينكم وحامي حماكم، إيران وميليشياتها لإكمال المشروع؟ حينها كان الدعم الأمريكي يسمى «مجتمعاً دولياً» و«اتفاقيات دولية» و«منظمات دولية» وجميع المسميات التي كانت تكسر حدود السيادة وتجعل من القوى الناعمة العابرة للحدود لها الكلمة الفصل في ما يحدث على أرض وطنكم، وسلبوكم كل ما يتعلق بكرامتكم وسيادتكم على وطنكم، فكان دعماً «يسرسح» على قلوبكم، كانت تلك الاستعانة بجن الأرض مشروعة ولا تسمى دعماً دولياً!
ألم يكن التفاخر بهذا الدعم الدولي مصدر قوتكم حين جلستم في الدوار وقلتم للشباب أنكم بفعلتكم وشعاركم «باقون حتى يسقط النظام» أجبرتم «فيلتمان» مساعد «هيلاري كلنتون» أن يجلس عندكم خمسة أيام فرحاً بإنجازكم يا شباب؟ سبحان مقلب القلوب!! اليوم كما فعل «حسينوه» في مسلسل درب الزلق مع غلام، «شيل صورة كلب حط صورة خروف» أصبح «الدعم الدولي غير مرغوب وغير مستحب، لا يخدم الحل، ولا يفك «أزمة» حين تحول هذا الدعم لصالح الدول واستقرارها؟
لمقلدي خامنئي نؤكد لهم أن هذا الخطاب، لا يزيدكم إلا تضليلاً، وتلك المنابر التي تتبناه دينية كانت أو سياسية أو إعلامية هي سبب أزمتكم، وأصحابها هم من جروا الخيبة عليكم، ولا تنتظروا غير هذا الخطاب منهم، فهم لا يملكون غيره وتلك هي بضاعتهم، هم أجبن من أن يعترفوا بالخطأ لأن ذلك يعني تسكير دكاكينهم الإعلامية والحقوقية والسياسية والدينية، ذلك يعني الاعتزال وهم غير معنيين لا بكم ولا بأجيالكم القادمة.
حل «أزمة» جماعة الولي الفقيه ومقلدي خامنئي يبدأ بالإقرار أن الأزمة عندهم وفيهم وحدهم، وأن الحل يبدأ وينتهي عندهم، وبإزاحة تلك الزعامات وقيادات الرأي عندكم، يبدأ بقلب المرآة وعكس اتجاهها فهو الحل الوحيد لهم، فنصيحة أغلقوا عليكم غرفكم و«تفاكروا» في الحل من أجل أبنائكم، فمملكة البحرين ماضية ومزدهرة وعلاقتها الدولية في أفضل أيامها، والسنة والشيعة في البحرين يعيشون مزاجاً مختلفاً تماماً عن 2011 ولا يرون أي أزمة، والأمور طيبة على صعيد العلاقات الاجتماعية بين البحرينيين وعلى صعيد العلاقات الدولية بين شعب البحرين والمجتمع الدولي، الأزمة فيكم وحدكم والأمر في حلها يعود لكم وحدكم!! أما الدولة فعليها أن تكون حازمة مع جميع الأجنحة الداعمة للإرهاب والكف عن سياسة استرضاء تلك الأجنحة إذ انتهى وقت الاسترضاء وتأليف القلوب مع من لا يفهم معناه.
{{ article.visit_count }}
جماعة الولي الفقيه أصبحت على المحك اليوم وعليها أن تحدد موقفها وتختار، ومواجهتها ليست مع «نظام» بل مع دولة أي مع القانون ومع المؤسسات ومع الدستور ومع المواطنين الذين ارتضوا الدستور مرجعية لهم ولا غير الدستور مرجعية.
والدولة كما نرى مصممة على تطبيق وإنفاذ القانون، كما هي مستمرة في التنمية ومستمرة في ربط نسيج المجتمع، ومستمرة في معالجة تحدياتها، وقد بدأ الكثير من المتخاصمين بالاندماج والانصهار من جديد وبناء الجسور التي هدمتموها وكسر بعض الحواجز، ولم يبقَ يعاني وفي «أزمة» غير منابر خامنئي الدينية والسياسية والإعلامية بجريدتهم التي تتحدث يومياً عن «أزمة» سياسية، وهي وحدها من يلطم بمعية ناشطيها وكتابها «الأفندية» مظهراً و«الولائية» قلباً وقالباً.
المطلوب الآن تحديد موقف، المطلوب وقف خطاب اللطم، المطلوب هو وضع خطوات خاصة بالجماعة لا خطوات خاصة بالدولة، توقفوا ليوم واحد عن دعوة الآخرين للحل ولوم الآخرين، ابحثوا بجدية ولو لمرة واحدة عما اقترفته أيديكم في حشر أنفسكم في هذه الزاوية، احموا أجيالكم القادمة، كفوا عن البكائيات على ما تدعونه «أزمة الدولة» وهي أزمتكم وحدكم، حتى إنها ليست أزمة الشيعة، فالآخرون من الشيعة وجدوا طريقهم لأوطانهم وكثير منهم عروبيون حتى النخاع ولم يتخلوا يوماً عن عروبتهم وأصلهم وفصلهم ولم يتخلوا عن بحرينيتهم، أنتم وحدكم من لف حبل العزلة على رقبته، لا أحد غيركم لفه عليكم ولن يفكه غيركم.
بعد أن انتفى الدعم الأمريكي للإرهابيين وأجنحتهم، علا صوت الحكمة عندكم وبدأتم تدعون الدولة للحلول «المحلية» التي لا تعتمد على الدعم الخارجي، هذا الكلام وجهوه لأنفسكم، من كان يعتمد على الدعم الخارجي غيركم؟ إنما هذا دليل على أنكم عاجزون عن المراجعة الذاتية ومستمرون في إلقاء اللوم على الآخرين والبحث عن الحل عند الآخرين.
الآن بعد خطاب ترامب الذي أسدل الستار على الدعم الذي تلقيتموه طوال السنوات السابقة منذ عام 2002 إلى اليوم أي على مدى خمسة عشر عاماً أصبح الدعم الخارجي غير مجدٍ ولا تنصحون به؟ أين كانت هذه الحكمة طوال السنوات السابقة؟
ألم يكن ذلك الدعم حلالاً بلالاً حاولت فيه الولايات المتحدة الأمريكية تغيير خارطة الشرق الأوسط من خلالكم لإسقاط الأنظمة الحالية وقبلتم أن تلعبوا هذا الدور؟ ألم يكن الدعم الأمريكي المالي والسياسي، المادي والمعنوي، للجماعات الدينية شيعية في شرق الجزيرة العربية وسنية في الشمال الأفريقي مطلوباً ومرغوباً وحسناً بحجة تعلم الديمقراطية؟
ألم يكن مشروع الدعم الأمريكي للأقليات وتحريضهم على إقامة كيانات خاصة بهم هو حلمكم الذي تغنيتم به وضللتم به شبابكم؟
ألم يكن أوباما حبيبكم وحليفكم؟ أم أن أوباما ليس أجنبياً؟ أم صدقتم أنه ابن «أم حسين»؟ أوباما الذي توهم أن ربيعه العربي سيكمل القضاء على الأنظمة فنقل حمله كله لحليف الضفة الشرقية للخليج العربي وتحالف مع سندكم ومعينكم وحامي حماكم، إيران وميليشياتها لإكمال المشروع؟ حينها كان الدعم الأمريكي يسمى «مجتمعاً دولياً» و«اتفاقيات دولية» و«منظمات دولية» وجميع المسميات التي كانت تكسر حدود السيادة وتجعل من القوى الناعمة العابرة للحدود لها الكلمة الفصل في ما يحدث على أرض وطنكم، وسلبوكم كل ما يتعلق بكرامتكم وسيادتكم على وطنكم، فكان دعماً «يسرسح» على قلوبكم، كانت تلك الاستعانة بجن الأرض مشروعة ولا تسمى دعماً دولياً!
ألم يكن التفاخر بهذا الدعم الدولي مصدر قوتكم حين جلستم في الدوار وقلتم للشباب أنكم بفعلتكم وشعاركم «باقون حتى يسقط النظام» أجبرتم «فيلتمان» مساعد «هيلاري كلنتون» أن يجلس عندكم خمسة أيام فرحاً بإنجازكم يا شباب؟ سبحان مقلب القلوب!! اليوم كما فعل «حسينوه» في مسلسل درب الزلق مع غلام، «شيل صورة كلب حط صورة خروف» أصبح «الدعم الدولي غير مرغوب وغير مستحب، لا يخدم الحل، ولا يفك «أزمة» حين تحول هذا الدعم لصالح الدول واستقرارها؟
لمقلدي خامنئي نؤكد لهم أن هذا الخطاب، لا يزيدكم إلا تضليلاً، وتلك المنابر التي تتبناه دينية كانت أو سياسية أو إعلامية هي سبب أزمتكم، وأصحابها هم من جروا الخيبة عليكم، ولا تنتظروا غير هذا الخطاب منهم، فهم لا يملكون غيره وتلك هي بضاعتهم، هم أجبن من أن يعترفوا بالخطأ لأن ذلك يعني تسكير دكاكينهم الإعلامية والحقوقية والسياسية والدينية، ذلك يعني الاعتزال وهم غير معنيين لا بكم ولا بأجيالكم القادمة.
حل «أزمة» جماعة الولي الفقيه ومقلدي خامنئي يبدأ بالإقرار أن الأزمة عندهم وفيهم وحدهم، وأن الحل يبدأ وينتهي عندهم، وبإزاحة تلك الزعامات وقيادات الرأي عندكم، يبدأ بقلب المرآة وعكس اتجاهها فهو الحل الوحيد لهم، فنصيحة أغلقوا عليكم غرفكم و«تفاكروا» في الحل من أجل أبنائكم، فمملكة البحرين ماضية ومزدهرة وعلاقتها الدولية في أفضل أيامها، والسنة والشيعة في البحرين يعيشون مزاجاً مختلفاً تماماً عن 2011 ولا يرون أي أزمة، والأمور طيبة على صعيد العلاقات الاجتماعية بين البحرينيين وعلى صعيد العلاقات الدولية بين شعب البحرين والمجتمع الدولي، الأزمة فيكم وحدكم والأمر في حلها يعود لكم وحدكم!! أما الدولة فعليها أن تكون حازمة مع جميع الأجنحة الداعمة للإرهاب والكف عن سياسة استرضاء تلك الأجنحة إذ انتهى وقت الاسترضاء وتأليف القلوب مع من لا يفهم معناه.