من الحقائق التي ينبغي أن يدركها جيداً كل من يعتبر نفسه «معارضاً» أو «ثائراً» أن السلطة في أي بلد لا يمكن أن تترك له الساحة ليفعل ما يشاء وأنها تدافع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة وتوظف كل ما تمتلك من أدوات كي تستمر وكي تضعف من يريد الاستيلاء عليها. ولأن هذا من حقها لذا فإن أحداً لا يلومها. لا يوجد دولة في العالم تقول لمن يريد أن يسلب السلطة منها «بسم الله.. فيه العافية»، وتعينه على تسلمها، بل لا يوجد مثل هذا الأمر حتى في المسلسلات الخيالية ولا في الأحلام. الموجود والطبيعي والمنطقي هو أن الدولة التي تشعر بخطورة المعارضة فيها وخصوصاً إن تبين لها أنها تستعين بالخارج لتحقق مآربها هو أن تعمل على تحجيمها وصولاً إلى إنهائها وأنها من أجل تحقيق هذا الهدف توظف كل ما تملك من أدوات ولا تلتفت إلى كل ما يقال عنها وهي تفعل ذلك ولا تهتم حتى بتوفير المبرر لقيامها بذلك. الدولة التي تقول بغير هذا كاذبة، ومن يقول بغير هذا إنما يضحك على الذقون وقبلها على نفسه.
من هذا المنطلق فإن أحداً لا يمكنه أن يلوم السلطة هنا وهي تتعامل مع من أساء إليها وأربك إيقاع الحياة وعرض المواطنين والوطن للخطر خصوصاً بعدما رأى على مدى السنوات الست الماضيات كيف كان كل ذلك وكيف كان حجم الدعم الخارجي الذي حصل عليه من سعى إلى ذلك. ولأن موقف السلطة في البحرين سليم وقانوني لذا فإن العالم كله وقف إلى جانبها وأكد تأييده ودعمه لكل الخطوات التي تتخذها.
ملخص هذا الكلام هو أنه كما أن من حق «المعارضة» في أي بلد أن تطالب وتسعى إلى تحقيق أهدافها وتوظف كل ما تملك من أدوات من أجل ذلك فإن من حق السلطة أيضاً أن تحمي نفسها وتعمل على عدم تمكن «المعارضة» من تحقيق مآربها وتوظف لذلك كل ما تمتلك من أدوات. ولأن هذه هي المعادلة لذا فإن على من يسعى لانتزاع السلطة أن يتحمل «تلايا أفعاله» لأنه هو نفسه لن يسمح لأي مجموعة تنتزع منه السلطة لو تمكن منها.
لم ينتقد قيام الحكومة بإنهاء اعتصام الدراز الذي استمر نحو عام وعطل حياة الناس وعرضهم للخطر سوى ذلك البعض ومن يؤازره من منظمات ودول، ولم يقل بعدم قانونية ما قامت به غير أولئك. طبيعي أن تكون بعض الإجراءات قاسية ومؤلمة، وطبيعي أن تكون هناك خسائر وضحايا، فالأمر ما كان يمكن أن ينتهي على خير إلا لو أن ذلك البعض الذي استهزأ بقدرات الدولة انتبه إلى أن ما يقوم به خطأ وعاد إلى رشده في الوقت المناسب.
كل ما يردده اليوم ذلك البعض ومن يؤازره من منظمات ودول وخصوصاً إيران عن أن ما حدث في الدراز يقوي «الحراك» ولا يضعفه ويزيد من الإصرار على تحقيق الأهداف المرسومة يصنف في باب رد الفعل العاطفي، وهو أمر طبيعي، فالطبيعي هو أن يقول أولئك أنهم لن يغيروا موقفهم وأنهم سيواصلون الدرب الذي بدؤوه. غير الطبيعي هو أن ينتبهوا إلى فداحة ما قاموا به وتسببوا به على الناس ويعجلوا برفع الراية البيضاء، فهذا ليس من طبيعة العقلية العربية، ومن تابع سلوكهم ونشاطهم وتصريحاتهم بعد الثالث والعشرين من مايو لا بد أنه لاحظ مقدار إصرارهم على الابتعاد عن الواقع وانجرارهم للعواطف.
لأن من حق السلطة أن تدافع عن نفسها، ولأنها لن تقبل بالاستمرار في هذه اللعبة التي أربكت الحياة وعرضت الوطن للخطر لذا فإنها ستستمر في ممارسة هذا الحق.
{{ article.visit_count }}
من هذا المنطلق فإن أحداً لا يمكنه أن يلوم السلطة هنا وهي تتعامل مع من أساء إليها وأربك إيقاع الحياة وعرض المواطنين والوطن للخطر خصوصاً بعدما رأى على مدى السنوات الست الماضيات كيف كان كل ذلك وكيف كان حجم الدعم الخارجي الذي حصل عليه من سعى إلى ذلك. ولأن موقف السلطة في البحرين سليم وقانوني لذا فإن العالم كله وقف إلى جانبها وأكد تأييده ودعمه لكل الخطوات التي تتخذها.
ملخص هذا الكلام هو أنه كما أن من حق «المعارضة» في أي بلد أن تطالب وتسعى إلى تحقيق أهدافها وتوظف كل ما تملك من أدوات من أجل ذلك فإن من حق السلطة أيضاً أن تحمي نفسها وتعمل على عدم تمكن «المعارضة» من تحقيق مآربها وتوظف لذلك كل ما تمتلك من أدوات. ولأن هذه هي المعادلة لذا فإن على من يسعى لانتزاع السلطة أن يتحمل «تلايا أفعاله» لأنه هو نفسه لن يسمح لأي مجموعة تنتزع منه السلطة لو تمكن منها.
لم ينتقد قيام الحكومة بإنهاء اعتصام الدراز الذي استمر نحو عام وعطل حياة الناس وعرضهم للخطر سوى ذلك البعض ومن يؤازره من منظمات ودول، ولم يقل بعدم قانونية ما قامت به غير أولئك. طبيعي أن تكون بعض الإجراءات قاسية ومؤلمة، وطبيعي أن تكون هناك خسائر وضحايا، فالأمر ما كان يمكن أن ينتهي على خير إلا لو أن ذلك البعض الذي استهزأ بقدرات الدولة انتبه إلى أن ما يقوم به خطأ وعاد إلى رشده في الوقت المناسب.
كل ما يردده اليوم ذلك البعض ومن يؤازره من منظمات ودول وخصوصاً إيران عن أن ما حدث في الدراز يقوي «الحراك» ولا يضعفه ويزيد من الإصرار على تحقيق الأهداف المرسومة يصنف في باب رد الفعل العاطفي، وهو أمر طبيعي، فالطبيعي هو أن يقول أولئك أنهم لن يغيروا موقفهم وأنهم سيواصلون الدرب الذي بدؤوه. غير الطبيعي هو أن ينتبهوا إلى فداحة ما قاموا به وتسببوا به على الناس ويعجلوا برفع الراية البيضاء، فهذا ليس من طبيعة العقلية العربية، ومن تابع سلوكهم ونشاطهم وتصريحاتهم بعد الثالث والعشرين من مايو لا بد أنه لاحظ مقدار إصرارهم على الابتعاد عن الواقع وانجرارهم للعواطف.
لأن من حق السلطة أن تدافع عن نفسها، ولأنها لن تقبل بالاستمرار في هذه اللعبة التي أربكت الحياة وعرضت الوطن للخطر لذا فإنها ستستمر في ممارسة هذا الحق.