نتمنى أن تزول هذه الغمة وأن تعود الأمور لنصابها بيننا وبين الأشقاء في قطر، نتمنى أن تلتزم الشقيقة قطر هذه المرة بأفعال لا بأقوال وتنهي مطالب الدول الخليجية المشروعة بشكل كلي لا جزئي، إلى الأبد لا إلى حين، إنما لو حدث ذلك الذي نتمناه، ليكن لنا في الدول الخليجية درس علمنا ما هي نتائج تأجيل القرارات الحاسمة، وما هي نتائج سياسة التعتيم الإعلامية الخاطئة.
إن عدم إطلاع المجتمعات الخليجية وخاصة المجتمع القطري بحجم وحقيقة الأضرار القطرية التي طالتنا لمدة عشرين عاماً، جعل أهلنا في قطر يشعرون أن هناك تحاملاً «إعلامياً» على قطر، وأن غضبة البحرين والسعودية والإمارات بلا مبرر ومبالغ فيها، ذلك هو الخطأ السياسي الذي نتمنى أن يعالج مستقبلاً.
كان لا بد من إشراك الشعوب الخليجية بالعلم بسياسة قادتهم التي أضرت بالمنظومة الخليجية حتى تكون الشعوب الخليجية ضامناً لالتزام القيادة القطرية مستقبلاً، فلا تكون الضمانة كويتية أو عمانية على مستوى القمة فقط، وحتى لا تشعر الشعوب الخليجية بأن «الإعلام» هو من يؤجج عبثاً.
كان من المفروض أن تكون اتفاقية الرياض موضوعة على طاولة الإعلام أمام الشعوب الخليجية بكل وثائقها التي تعرض الآن، تناقشها تحاور القطريين فيها، لا أن تظهر فجأة وبهذا الكم المتراكم من المعلومات تاريخاً ورقماً واسماً منذ عشرين عاماً وهي كافية لأن تدين قطر إدانة كبيرة، إنما هي الآن أكبر من أن يتمكن من هضمها المتلقي الخليجي واستيعابها لطول المدة ولتعدد الأضرار ولطول الصمت الخليجي.
كنا نشكو دون أن نتكلم، نتجنب ذكر الجزيرة ونتجنب ذكر الدعم الإعلامي والدعم اللوجستي الذي قدمته قطر للتنظيمات الإرهابية التي عاثت في البحرين في أروقة المنظمات الدولية، ونتجنب الحديث علناً حول تبعات هذه السياسة علينا وعلى أمننا وما جرته من مآسٍ راح ضحيتها رجال أمن ومدنيون، حباً وكرامة للشعب القطري.
حين كنا نصارع من أجل البقاء والخوف يعصف بنا على البحرين عام 2011 كانت الجزيرة ترقص على جراحنا وكلما التأم جرح عادت وفتحته ورشت عليه الملح، أذكر أنني قلت لمراسل الجزيرة بعد أن رفضت إجراء حوار على قناتهم إنكم مسؤولون عن الدماء التي تسيل في شوارعنا، أنتم وراعيتكم الـ»بي بي سي».
هل ننسى «صراخ في الظلام»؟ أم ننسى «صراع من أجل التغيير»؟ تغيير ماذا في البحرين الذي تتحدث عنه قناة قطرية؟ ومتى عرضته؟ عرضته حين كان ضحايا الإرهاب في البحرين يموتون على أرضنا وحين كنا نكافح من أجل أن يسمعنا العالم ويسمع وجهة نظرنا، فكانت الجزيرة تعرض برنامجاً تستضيف فيه حسن مشيمع الذي أعلن عن الجمهورية الإسلامية البحرينية في الدوار في ذلك الوقت! وتترجمه بالإنجليزي حين ينعقد مجلس حقوق الإنسان، ولطالما استشهدت منظمات حقوقية مأجورة بالأفلام «الوثائقية» التي عرضتها الجزيرة الإنجليزية.
فهل قاس أحد تأثير إعلام الجزيرة على الهجمات على رجال الأمن؟ على التحريض على قتلهم؟ نحن لا نتحدث من فراغ ولم نتطرق بعد إلى ماذا قدمت القيادة في قطر للإرهابيين في أروقة المنظمات الدولية حين كانوا يسعون لإصدار قرار يضع البحرين تحت وصاية الأمم المتحدة، ولم نتطرق إلى التعاون الإيراني القطري الذي تفاخر به قطر والكل يعلم أن إيران تحاربنا في عقر دارنا وتلك قصة أخرى.. قائمة الأضرار التي أصبت من السياسة الخارجية القطرية تطول.
الإخوة في قطر اليوم يذكروننا بما قدمته قطر لخدمة الأمن في البحرين، فقطر هي من كشفت عن إحدى الخلايا الإرهابية وسلمتها للبحرين، وهذا ما لم ينكره أحد، وهذا ما لم ينكره الإعلام البحريني والسعودي والإماراتي، إنما القصة تكمن في تلك الازدواجية التي فاقت فيها الأضرار على الحسنات بكثير، رغم أن الحسنات يذهبن السيئات، إلا أن عدد السيئات وتراكماتها وطبيعتها ودرجة خطورتها المهددة لأمننا جعلت من الصعب علينا التغاضي عنها وجعلت من حسنة واحدة تضيع وسط بحر السيئات، وما زاد الطين بلة أننا لم نكن وحدنا من طالته تلك السيئات بل معظم الدول العربية، كلهم كانوا يشكون، مصر شكت حتى بح صوتها وفلسطين والسودان وليبيا وتونس والسعودية ومما جعل حجم الخطورة يستفحل، ولم تفلح الحسنات المتقطعة ولا التعهدات التي تنقض في كل مرة بمحو جبل السيئات، وآخرها اتفاقية الرياض، كل ذلك كان يحدث ونحن صامتون وتلك سياسة إعلامية عقيمة، على أساس أننا كنا نراعي الجيرة ونراعي الأخوة وندعو أن يصلح الله الحال. إلى أن انفجر الغضب الخليجي بعد طول صمت وانفجر علناً للمرة الأولى من بعد تأجيل للانفجار وامتصاص للغضب، ففتحوا الملفات وأخرجوا ما فيها دفعة واحدة، لذا فإن الشعب القطري وحتى الخليجي يشعرون بالصدمة والمفاجأة، ويعتقدون أن هناك تجنياً على قيادتهم، إذ إن الجرعة أكبر من أن يهضمها المزاج القطري المتعاطف مع قيادته.
نتمنى أن نكون قد تعلمنا هذه المرة، فإن تم الصلح وعادت المياه إلى مجاريها وهذا ما نتمناه ونرجوه من الله، فلا بد أن يتم ذلك والجميع على بينة من الأسباب والمسببات ويكون فتح الملفات بالأرقام وبالإحصائيات وبالتواريخ وبالأسماء، حتى نفتح الصفحة المستقبلية على بياض ويكون الالتزام علنياً وأمام الخليجيين كافة.
{{ article.visit_count }}
إن عدم إطلاع المجتمعات الخليجية وخاصة المجتمع القطري بحجم وحقيقة الأضرار القطرية التي طالتنا لمدة عشرين عاماً، جعل أهلنا في قطر يشعرون أن هناك تحاملاً «إعلامياً» على قطر، وأن غضبة البحرين والسعودية والإمارات بلا مبرر ومبالغ فيها، ذلك هو الخطأ السياسي الذي نتمنى أن يعالج مستقبلاً.
كان لا بد من إشراك الشعوب الخليجية بالعلم بسياسة قادتهم التي أضرت بالمنظومة الخليجية حتى تكون الشعوب الخليجية ضامناً لالتزام القيادة القطرية مستقبلاً، فلا تكون الضمانة كويتية أو عمانية على مستوى القمة فقط، وحتى لا تشعر الشعوب الخليجية بأن «الإعلام» هو من يؤجج عبثاً.
كان من المفروض أن تكون اتفاقية الرياض موضوعة على طاولة الإعلام أمام الشعوب الخليجية بكل وثائقها التي تعرض الآن، تناقشها تحاور القطريين فيها، لا أن تظهر فجأة وبهذا الكم المتراكم من المعلومات تاريخاً ورقماً واسماً منذ عشرين عاماً وهي كافية لأن تدين قطر إدانة كبيرة، إنما هي الآن أكبر من أن يتمكن من هضمها المتلقي الخليجي واستيعابها لطول المدة ولتعدد الأضرار ولطول الصمت الخليجي.
كنا نشكو دون أن نتكلم، نتجنب ذكر الجزيرة ونتجنب ذكر الدعم الإعلامي والدعم اللوجستي الذي قدمته قطر للتنظيمات الإرهابية التي عاثت في البحرين في أروقة المنظمات الدولية، ونتجنب الحديث علناً حول تبعات هذه السياسة علينا وعلى أمننا وما جرته من مآسٍ راح ضحيتها رجال أمن ومدنيون، حباً وكرامة للشعب القطري.
حين كنا نصارع من أجل البقاء والخوف يعصف بنا على البحرين عام 2011 كانت الجزيرة ترقص على جراحنا وكلما التأم جرح عادت وفتحته ورشت عليه الملح، أذكر أنني قلت لمراسل الجزيرة بعد أن رفضت إجراء حوار على قناتهم إنكم مسؤولون عن الدماء التي تسيل في شوارعنا، أنتم وراعيتكم الـ»بي بي سي».
هل ننسى «صراخ في الظلام»؟ أم ننسى «صراع من أجل التغيير»؟ تغيير ماذا في البحرين الذي تتحدث عنه قناة قطرية؟ ومتى عرضته؟ عرضته حين كان ضحايا الإرهاب في البحرين يموتون على أرضنا وحين كنا نكافح من أجل أن يسمعنا العالم ويسمع وجهة نظرنا، فكانت الجزيرة تعرض برنامجاً تستضيف فيه حسن مشيمع الذي أعلن عن الجمهورية الإسلامية البحرينية في الدوار في ذلك الوقت! وتترجمه بالإنجليزي حين ينعقد مجلس حقوق الإنسان، ولطالما استشهدت منظمات حقوقية مأجورة بالأفلام «الوثائقية» التي عرضتها الجزيرة الإنجليزية.
فهل قاس أحد تأثير إعلام الجزيرة على الهجمات على رجال الأمن؟ على التحريض على قتلهم؟ نحن لا نتحدث من فراغ ولم نتطرق بعد إلى ماذا قدمت القيادة في قطر للإرهابيين في أروقة المنظمات الدولية حين كانوا يسعون لإصدار قرار يضع البحرين تحت وصاية الأمم المتحدة، ولم نتطرق إلى التعاون الإيراني القطري الذي تفاخر به قطر والكل يعلم أن إيران تحاربنا في عقر دارنا وتلك قصة أخرى.. قائمة الأضرار التي أصبت من السياسة الخارجية القطرية تطول.
الإخوة في قطر اليوم يذكروننا بما قدمته قطر لخدمة الأمن في البحرين، فقطر هي من كشفت عن إحدى الخلايا الإرهابية وسلمتها للبحرين، وهذا ما لم ينكره أحد، وهذا ما لم ينكره الإعلام البحريني والسعودي والإماراتي، إنما القصة تكمن في تلك الازدواجية التي فاقت فيها الأضرار على الحسنات بكثير، رغم أن الحسنات يذهبن السيئات، إلا أن عدد السيئات وتراكماتها وطبيعتها ودرجة خطورتها المهددة لأمننا جعلت من الصعب علينا التغاضي عنها وجعلت من حسنة واحدة تضيع وسط بحر السيئات، وما زاد الطين بلة أننا لم نكن وحدنا من طالته تلك السيئات بل معظم الدول العربية، كلهم كانوا يشكون، مصر شكت حتى بح صوتها وفلسطين والسودان وليبيا وتونس والسعودية ومما جعل حجم الخطورة يستفحل، ولم تفلح الحسنات المتقطعة ولا التعهدات التي تنقض في كل مرة بمحو جبل السيئات، وآخرها اتفاقية الرياض، كل ذلك كان يحدث ونحن صامتون وتلك سياسة إعلامية عقيمة، على أساس أننا كنا نراعي الجيرة ونراعي الأخوة وندعو أن يصلح الله الحال. إلى أن انفجر الغضب الخليجي بعد طول صمت وانفجر علناً للمرة الأولى من بعد تأجيل للانفجار وامتصاص للغضب، ففتحوا الملفات وأخرجوا ما فيها دفعة واحدة، لذا فإن الشعب القطري وحتى الخليجي يشعرون بالصدمة والمفاجأة، ويعتقدون أن هناك تجنياً على قيادتهم، إذ إن الجرعة أكبر من أن يهضمها المزاج القطري المتعاطف مع قيادته.
نتمنى أن نكون قد تعلمنا هذه المرة، فإن تم الصلح وعادت المياه إلى مجاريها وهذا ما نتمناه ونرجوه من الله، فلا بد أن يتم ذلك والجميع على بينة من الأسباب والمسببات ويكون فتح الملفات بالأرقام وبالإحصائيات وبالتواريخ وبالأسماء، حتى نفتح الصفحة المستقبلية على بياض ويكون الالتزام علنياً وأمام الخليجيين كافة.