نجح كوربن أم لم ينجح، بقيت تريزا ماي أم لم تبق، على البحرين أن تمضي في نهجها وتستمر في حربها على الإرهاب بكل أنواعه وأصنافه، والعمل على استتباب الأمن وقطع منابع الإرهاب وداعميه، وتركيز قوتها في هذا التحالف الثلاثي، فهو بلدوزر قطع دابر الإرهاب بإذن الله.

وقد جربنا نتائج الخضوع للضغوط، وجربنا نتائج المضي قدماً في حفظ أمننا، دون الالتفات إلى بيانات وتصريحات من يبعد عنا أميالاً، ورأينا النتائج الطيبة كيف استطاعت الدولة أن تدخل إلى عقر الإرهاب وتجتثه من جذوره، وأن تفتح المنافذ وتسمح بدخول هواء القانون ومؤسساته لمناطق كانت خارج نطاقه لعقود.

حين لم نخضع لابتزاز ولم نخضع لتهديد عقيم نجحنا في بسط نفوذ دولة المؤسسات والقانون، فلا يجب أن تنتظر الدولة الضوء الأخضر من كائن من كان كي تمارس صلاحياتها وتحفظ أمن مواطنيها.

وقد سمعنا جميعاً رئيسة حكومة بريطانيا (بجلالة قدرها) تقول سأمزق وثيقة حقوق الإنسان إن كانت ستحول بيننا وبين أمننا، لأن هذه هي القاعدة السليمة بلا لف ولا دوران، إذ لا يجب أن يحول بين الدولة وبين مسؤوليتها في حفظ الأمن لمواطنيها كائناً من كان، أو أي دولة أو أي نظام أو أي منظمة، الأمن أولاً بلا تهاون تلك نتيجة توصلت إليها الإنسانية جمعاء.

ثم، أَبَعد كشف ما كشفناه؟ أَبعد مواجهة أقرب المقربين لنا كالشقيقة قطر ومواجهتها بكشف ما كان مستوراً لأكثر من عقدين من الزمان بقيت مراعاة لأحد؟ أَوَبقي تحفظ أو بقيت سياسة مداراة؟ نحن اتخذنا قرارات أصعب وأعسر، وبعضها نبغضه لكننا أجبرنا عليه كمقاطعة الشقيقة قطر، فهل سنراعي كوربن أو غيره؟

لا يمنع ذلك من العمل الدبلوماسي والتواصل مع حزب العمال واختراقه بخط متواز مع إجراءاتنا الأمنية، لا بأس من تنشيط الحراك المدني للتواصل مع هذا الحزب فلا نركن للهدوء لأن حزب المحافظين سيشكل الحكومة، إنما ندع ذلك يسير في خط مواز مع إجراءاتنا الأمنية ونتمسك بحقنا في حفظ أمننا دون مراعاة لرضا كوربن أو غيره، لنرى كيف سيراعي كوربن وثيقة حقوق الإنسان في مواجهة الإرهاب في بريطانيا!

العالم كله لا البحرين فحسب يشهد انتفاضة ومراجعة للثغرات التي استغلها الإرهاب في بنود القوانين الخاصة بضمانات وحقوق الإنسان، فقد تعلم «الإرهابيون» كيف يحمون أنفسهم ولهم جيوش تدافع عنهم من ذوي الياقات

كما إن العالم كله لا البحرين فحسب بدأت تكشف له مصادر تمويل الجماعات الارهابية التي تمول المليشيات بيد، وتمول أجنحة الدعم اللوجستي له بيد أخرى. لقد كشفنا للعالم أجمع مصادر للتمويل وطرقاً وأساليب كان رصدها سهلاً إنما الإعلان عنها كان يمسنا فصمتنا.

ليعرف الجميع أن ذكاءه لم يكن حائلاً بين معرفتنا الطرق الملتوية لتقديم الدعم، فكنا نعرف أياً من الصحف تدعم وأياً من القنوات الفضائية تدعم، مرة بإعلانات شركات الطيران، ومرة بإعلانات معاهد أبحاث وتدريب، والعارف لا يعرف، ومن على رأسه ريشة فليتحسسها! كل ذلك اللف والدوران كان مكشوفاً بالرقم وبالفاصلة وبالنقطة في الحسابات، إنما البحرين دائماً كانت صبورة إلى حد ظن فيه (المتذاكون) أن ذكاءهم فعلي.

اللعب على المكشوف رغم ألمه إلا أنه مريح لا تضطر فيه للمجاملة وكتم الغيظ وادعاء الغباء وعدم الفهم، اليوم البحرين ومعها أشقائها في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات أعلنت الحرب على الإرهاب بكل أشكاله بلا مراعاة لأحد وذلك حقها المشروع لحماية أمنها فليستعد من كان ضالعاً في دعم الإرهاب لمواجهة هذا التحالف.