لم يتمنَ قادة دول الخليج العربي يوماً أن تصل الأمور مع قطر إلى طريق مسدود، وكانوا دائماً يحاولون مد جسور الحلم والسلام معها عل وعسى أن تفطن أن عدوهم وعدوها واحد وأن المصير المشترك والروابط العديدة التي تجمعها بهم أعمق وأكبر وأقوى من أن تفرقنا مصالح يرى النظام القطري الفائدة فيها مهما كانت نوعية هذه المصالح. في الفترة التي مضت سألنا العديد من عموم المواطنين عن حقيقة الخلاف بين دول الخليج العربي وبين قطر وقد أجبناهم: تخيلوا أن يكون هناك أب لديه عدة أبناء وأحد هؤلاء الأبناء يقوم بتصرفات تؤذيه وتؤذي إخوته وأهله وتؤثر على حياتهم بسبب رفقاء السوء الذين يصاحبهم وبسبب كثرة الأموال التي لديه والتي جعلت أخلاقه تفسد، ومع استمرار سلوكياته الخاطئة والمتهورة وصلت الأمور إلى التسبب بالأذية لأبناء المنطقة، هنا تتدخل الشرطة «الدول التي تكافح الإرهاب» من أجل ردعه. لذا الكرة اليوم في ملعب النظام القطري فإما الكف عن سياساته العدائية تجاه أهله في المنطقة العربية وإخوانه من دول مجلس التعاون الخليجي أو الاستمرار في هذه الحماقة السياسية التي سيكتشف لاحقاً أن الأعداء الذين يحرضونه ويؤكدون دعمهم ومساندتهم له في حال مقاطعة الدول الخليجية والعربية له ما كانوا يرونه غير جسر عبور للوصول إلى عائلته الخليجية وأنهم أعداؤه.
هناك خطوات مطلوب من النظام القطري أن يقوم بها، أولها الالتزام بكل ما جاء في اتفاقية الرياض 2014 وإيقاف دعم الخلايا الإرهابية وتمويل الأعمال الإجرامية في المنطقة، وقطع صلته بأعداء العرب والمسلمين، ماكينة المؤامرات الإعلامية يجب أن تقطع والخطاب الإعلامي يجب أن يتغير ويدعم شرعية الخليج، غرف الظلام يجب أن تغلق. نحن لسنا أعداء ولكن العدو نجح في اختراق بعض مبادئنا وفرقنا، وعندما يكون عدونا عدو النظام القطري، أي عدونا واحد هنا، سيرجع خليجنا واحداً.
ونقول لإخواننا في قطر، المسألة أكبر من محاولة تشويه سمعة قطر إعلامياً وكل المبررات التي تقدم من الجانب القطري غير منطقية لمن يقرأ ما بين السطور والدليل الارتباك الحاصل في الإعلام القطري حتى وصلوا إلى مرحلة «جلد الذات»، مثل «الجزيرة»، التي تدافع عن النظام القطري ثم تقوم بنقد بعض سياساته مما يعكس حالة الفوضى والتخبط الكبير الحاصل، وكبعض حسابات الفتنة التي تدرج أخبار وفيات قديمة في السعودية ثم تزعم أن السلطات السعودية منعت أهله في قطر من حضور جنازته لكسب تعاطف الرأي العام الخليجي ولكي يكون ضد سياسات وقرارات دول الخليج العربي الحازمة.
آلاف الحسابات الجديدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «حسابات البيضة أي حسابات جديدة وهمية لا تحمل صوراً ولا أسماء حقيقية»، أنشئت خلال هذا الأسبوع لأجل زيادة الشق الحاصل بين قطر ودول الخليج العربي وإثارة الفتن بين شعوب الخليج العربي. الخطوات الحازمة بقطع العلاقات مع النظام القطري لم تأتِ إلا لأسباب أمنية قوية بل ووقائية بعد أن كشف أن هناك قادماً يجري خلف الكواليس أعظم وأخطر بكثير مما مضى وأن الوقت لم يعد يخدمنا وليس من المصلحة العامة الاستمرار في التغاضي مع تكاثر الخلايا الإرهابية بالمنطقة، خاصة وأن محاولات إسقاط الحكم في البحرين واختراق جنوب المملكة العربية السعودية جارية على قدم وساق، والشعب القطري عليه أن يختار اليوم إما أن يساند نظامه في سياساته ضد الدول العربية أو أن يعلن بأنه ليس مع انشقاق قطر عن امتدادها الخليجي العربي.
السعودية لم تحاول يوماً فرض وصاية على قطر، والدليل استمرار قنواتها الإعلامية سنين طويلة ضد الخليج وتحركها بمعزل في الكثير من الخطوات ودعم بعض التنظيمات واحتضانها للشخصيات المطلوبة أمنياً بالذات تلك الممنوعة من دخول البحرين والسعودية والإمارات.
السعودية كانت دائماً تراعي الروابط العميقة التي تربطها بقطر، لذا كان هناك دائماً حوار ولين وتغاضٍ ومحاولة لاستجداء الوعي والنضج عند النظام القطري مع مرور الوقت، لكن قطر اليوم كشفت عن وجهها الحقيقي، والحاصل بين النظام القطري والدول الخليجية ليس وليد اللحظة، وما حصل ليس بصدمة أصلاً، إنما ما تغير عن كل ما تم أن ساحة الحرب اختلفت وهناك اختلاف في آلية التعامل معه، وفي السابق الحروب الخفية الباردة جميعها كانت تجري من تحت الطاولة وكان الأشقاء يتغاضون ويتعاملون بحكمة وتروٍّ، أما اليوم فقد أصبحت المواجهة مكشوفة وفوق الطاولة والأضواء مسلطة على كل ما تم تحت الطاولة، بل هناك دول خليجية تود أن تأخذ الطاولة وتقلبها وتكسرها على رأس كل من يتآمر على أمنها واستقرارها.
{{ article.visit_count }}
هناك خطوات مطلوب من النظام القطري أن يقوم بها، أولها الالتزام بكل ما جاء في اتفاقية الرياض 2014 وإيقاف دعم الخلايا الإرهابية وتمويل الأعمال الإجرامية في المنطقة، وقطع صلته بأعداء العرب والمسلمين، ماكينة المؤامرات الإعلامية يجب أن تقطع والخطاب الإعلامي يجب أن يتغير ويدعم شرعية الخليج، غرف الظلام يجب أن تغلق. نحن لسنا أعداء ولكن العدو نجح في اختراق بعض مبادئنا وفرقنا، وعندما يكون عدونا عدو النظام القطري، أي عدونا واحد هنا، سيرجع خليجنا واحداً.
ونقول لإخواننا في قطر، المسألة أكبر من محاولة تشويه سمعة قطر إعلامياً وكل المبررات التي تقدم من الجانب القطري غير منطقية لمن يقرأ ما بين السطور والدليل الارتباك الحاصل في الإعلام القطري حتى وصلوا إلى مرحلة «جلد الذات»، مثل «الجزيرة»، التي تدافع عن النظام القطري ثم تقوم بنقد بعض سياساته مما يعكس حالة الفوضى والتخبط الكبير الحاصل، وكبعض حسابات الفتنة التي تدرج أخبار وفيات قديمة في السعودية ثم تزعم أن السلطات السعودية منعت أهله في قطر من حضور جنازته لكسب تعاطف الرأي العام الخليجي ولكي يكون ضد سياسات وقرارات دول الخليج العربي الحازمة.
آلاف الحسابات الجديدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «حسابات البيضة أي حسابات جديدة وهمية لا تحمل صوراً ولا أسماء حقيقية»، أنشئت خلال هذا الأسبوع لأجل زيادة الشق الحاصل بين قطر ودول الخليج العربي وإثارة الفتن بين شعوب الخليج العربي. الخطوات الحازمة بقطع العلاقات مع النظام القطري لم تأتِ إلا لأسباب أمنية قوية بل ووقائية بعد أن كشف أن هناك قادماً يجري خلف الكواليس أعظم وأخطر بكثير مما مضى وأن الوقت لم يعد يخدمنا وليس من المصلحة العامة الاستمرار في التغاضي مع تكاثر الخلايا الإرهابية بالمنطقة، خاصة وأن محاولات إسقاط الحكم في البحرين واختراق جنوب المملكة العربية السعودية جارية على قدم وساق، والشعب القطري عليه أن يختار اليوم إما أن يساند نظامه في سياساته ضد الدول العربية أو أن يعلن بأنه ليس مع انشقاق قطر عن امتدادها الخليجي العربي.
السعودية لم تحاول يوماً فرض وصاية على قطر، والدليل استمرار قنواتها الإعلامية سنين طويلة ضد الخليج وتحركها بمعزل في الكثير من الخطوات ودعم بعض التنظيمات واحتضانها للشخصيات المطلوبة أمنياً بالذات تلك الممنوعة من دخول البحرين والسعودية والإمارات.
السعودية كانت دائماً تراعي الروابط العميقة التي تربطها بقطر، لذا كان هناك دائماً حوار ولين وتغاضٍ ومحاولة لاستجداء الوعي والنضج عند النظام القطري مع مرور الوقت، لكن قطر اليوم كشفت عن وجهها الحقيقي، والحاصل بين النظام القطري والدول الخليجية ليس وليد اللحظة، وما حصل ليس بصدمة أصلاً، إنما ما تغير عن كل ما تم أن ساحة الحرب اختلفت وهناك اختلاف في آلية التعامل معه، وفي السابق الحروب الخفية الباردة جميعها كانت تجري من تحت الطاولة وكان الأشقاء يتغاضون ويتعاملون بحكمة وتروٍّ، أما اليوم فقد أصبحت المواجهة مكشوفة وفوق الطاولة والأضواء مسلطة على كل ما تم تحت الطاولة، بل هناك دول خليجية تود أن تأخذ الطاولة وتقلبها وتكسرها على رأس كل من يتآمر على أمنها واستقرارها.