أشغلتنا هموم البيت الخليجي وأزماته عن كثير من القضايا العالقة، ونسينا أن هناك قضايا كبرى لا يمكن الغفلة عنها ولو للحظات، وسحبت المستجدات على الساحة السياسية الخليجية البساط من تلك القضايا لدى جهازنا الإعلامي. ولعلنا وصلنا لمرحلة قد باتت فيها كل الأمور واضحة وجلية وأخذت حقها بما يكفي ويزيد لاتخاذ القرارات وتوضيح المواقف وتأكيد الإجراءات التي تترتب عليها. وأصبح من المهم العودة إلى ملفات رئيسة ثقال لا تحتمل التسويف لكي لا تجلب مزيداً من الويلات والجراح لخليج لم يعد فيه «مغرس إبرة» تحتمل الألم.
أقترح ألا ننسى حرب اليمن على الحوثي وأعوانه، فأولادنا وجنودنا المجاهدون على الجبهة اليمنية بحاجة لدعمهم، دعماً مادياً وإعلامياً.. فالوطيس يحمى يوماً تلو الآخر هناك، صالح يهدد بصواريخ جديدة يحتفظ بها من جهة، والحوثيون لايزالون يسيطرون على ميناء الحديدة من جهة أخرى.. ولتكتمل أضلاع المثلث هنالك بإيران التي لاتزال تهرب السلاح..!!
ماذا عن «داعش»؟ وتمددها دون هوادة، ماذا لو استثمرت تلك الأزمات لتتمادى أكثر ولا تجد من يردعها بينما ننشغل في نزاعاتنا الخليجية؟ وإن تمكنا من السيطرة على ذلك التمدد، فهي بلا شك ستخلف فراغاً استراتيجياً رهيباً بعد خروجها، ما يطرح جملة من الأسئلة حول من سيقفز مكانها في ذلك الفراغ؟ ولعل أهم المرشحين لملء هذا الفراغ إيران أو تركيا أو الأكراد أو أمريكا أو روسيا، وجميعهم غرباء على المنطقة، طامعون في أطراف سوريا والعراق. والسؤال الأكثر مرارة أين سيتسرب الإرهابيون بعد سقوط عاصمتهم الرقة؟! ثم أين سيذهب الخليجيون منهم؟ والمصير الذي لا مناص منه هو تحولهم إلى خلايا نائمة لـ«داعش» أو لـ«القاعدة» أو لمن على شاكلتهم كمرتزقة إرهاب بصبغة ملتحين..!! ولذلك أقترح ألا ننسى «داعش».
كما أقترح ألا ننسى أهلنا في سوريا، فلعل صيامهم لا يقطعه سحور ولا إفطار، مع غياب حملات التبرعات السنوية التي كانت تنتشر في كل مكان على التلفزيونات وفي الشوارع وفي المساجد، ما يعني غياب الملايين التي كانت تجمع من ذي قبل لإخوتنا في سوريا خلال ساعات. أين الخير الخليجي الذي كان يتدفق واعتاد عليه هؤلاء في كل رمضان؟ هؤلاء اللاجئون في كل من الأردن ولبنان وآخرون مازالوا في سوريا، سيحلّ عليهم العيد دون كسوة ودون هدايا.. ونحن مازلنا منشغلين..!!
* اختلاج النبض:
قضايا أمن الوطن أولوية لا يمكن المنازعة عليها، ولكن الأمن منظومة متكاملة قريبة وبعيدة ولها أوجه متعددة، وعلينا ألا نقف على واحدة بينما نغفل عن الأخرى.
{{ article.visit_count }}
أقترح ألا ننسى حرب اليمن على الحوثي وأعوانه، فأولادنا وجنودنا المجاهدون على الجبهة اليمنية بحاجة لدعمهم، دعماً مادياً وإعلامياً.. فالوطيس يحمى يوماً تلو الآخر هناك، صالح يهدد بصواريخ جديدة يحتفظ بها من جهة، والحوثيون لايزالون يسيطرون على ميناء الحديدة من جهة أخرى.. ولتكتمل أضلاع المثلث هنالك بإيران التي لاتزال تهرب السلاح..!!
ماذا عن «داعش»؟ وتمددها دون هوادة، ماذا لو استثمرت تلك الأزمات لتتمادى أكثر ولا تجد من يردعها بينما ننشغل في نزاعاتنا الخليجية؟ وإن تمكنا من السيطرة على ذلك التمدد، فهي بلا شك ستخلف فراغاً استراتيجياً رهيباً بعد خروجها، ما يطرح جملة من الأسئلة حول من سيقفز مكانها في ذلك الفراغ؟ ولعل أهم المرشحين لملء هذا الفراغ إيران أو تركيا أو الأكراد أو أمريكا أو روسيا، وجميعهم غرباء على المنطقة، طامعون في أطراف سوريا والعراق. والسؤال الأكثر مرارة أين سيتسرب الإرهابيون بعد سقوط عاصمتهم الرقة؟! ثم أين سيذهب الخليجيون منهم؟ والمصير الذي لا مناص منه هو تحولهم إلى خلايا نائمة لـ«داعش» أو لـ«القاعدة» أو لمن على شاكلتهم كمرتزقة إرهاب بصبغة ملتحين..!! ولذلك أقترح ألا ننسى «داعش».
كما أقترح ألا ننسى أهلنا في سوريا، فلعل صيامهم لا يقطعه سحور ولا إفطار، مع غياب حملات التبرعات السنوية التي كانت تنتشر في كل مكان على التلفزيونات وفي الشوارع وفي المساجد، ما يعني غياب الملايين التي كانت تجمع من ذي قبل لإخوتنا في سوريا خلال ساعات. أين الخير الخليجي الذي كان يتدفق واعتاد عليه هؤلاء في كل رمضان؟ هؤلاء اللاجئون في كل من الأردن ولبنان وآخرون مازالوا في سوريا، سيحلّ عليهم العيد دون كسوة ودون هدايا.. ونحن مازلنا منشغلين..!!
* اختلاج النبض:
قضايا أمن الوطن أولوية لا يمكن المنازعة عليها، ولكن الأمن منظومة متكاملة قريبة وبعيدة ولها أوجه متعددة، وعلينا ألا نقف على واحدة بينما نغفل عن الأخرى.