«1» أحببت وطني من خلال تلك الأرض الطيبة التي علمتني معاني الحب والخير، فكانت خطواتي الأولى في «بيت العائلة العود» الذي مازلت أتذكره بكافة تفاصيله.. فقد ضمنا بحب مع جدي وجدتي رحمهما الله، وكنت أحرص حينها للدخول إلى «المجلس» لأحصل من جدي على نصيبي من المال.. كنا نترنم باللعب في «سطح البيت»، ومن ثم نشاغب الجدة رحمها الله في غرفتها، فإذا بها تصلي والمسباح في يدها تسبح المولى الكريم.. ثم تنقضي السنين وتتسارع ليصبح بيت العائلة العود «إطلالة ذكريات» كلما مررنا على مكانه.
«2» أحببت وطني من خلال ذكريات محيط «بيت العائلة العود الثاني» الذي آوانا مع إخواني وأخواتي، فكان بالنسبة لي وطناً جميلاً تقاسمت فيه الذكريات مع أحباب قلبي الذين أسعد اليوم معهم في ذكريات الحاضر.. كنت أختبئ في «زرانيقه» كلما شاغبت فيه هروباً من عصا والدي رحمه الله، سواء لمشاغبتي أو خوفي منه لعدم حفظي لجدول الضرب! أحببت «وطني» في بيتي لأني تعلمت من والدي رحلة الكفاح التي بذلها من أجل أن يعلمنا ويدفعنا إلى قمم العطاء، ومن أجل ألا يترك في حياتنا لحظات حرمان نتجرع آلامها.. تعلمت فيه كل المهارات والهوايات التي ساعدتني اليوم في حياتي كثيراً.. ثم اقتبست منه قبسات كثيرة أتحصن بها اليوم في عمري الآتي، لأنها كانت لي بمثابة اختبارات التمحيص فقد نجحت في بعضها وتعثرت في بعضها الآخر..
«3» أحببت وطني من خلال «فريجنا» الجميل الذي كان المأوى للاستمتاع بالأوقات.. فكان ملعبنا لكرة القدم، وللتيلة والقلينة والماطوع وغيرها.. أما في شهر رمضان فقد كنا نترقب لياليه لنلعب الخشيشة والصعقير والخارطة.. وتجهيز علب النيدو لنستخدمها «كدفوف» نتغنى بها بأهازيج القرقاعون.. والجميل أن الجميع يتشارك في مقسوم البيوت، ثم نأتي في اليوم التالي ليأخذ كل واحد منا نصيبه..
«4» أحببت وطني من خلال ذلك المسجد الذي جمعنا مع أحبابنا في الله، وتعلمنا فيه معاني الخير وتلاوة كتاب الله الكريم، وكان لنا بمثابة المتنفس الإيماني الذي نستقي منه شمائل الأخلاق.
«5» أحببت وطني من خلال مدرستي الرائعة التي جمعتني مع أصحابي وأساتذتي الفضلاء، الذين نهلت من بحور علمهم ما شجعني على اقتحام أقفال الحياة.. في مدرستي تعلمت الجرأة وحب العطاء والعمل في ميادين الخير، وارتقت مهاراتي التي أحبها، حتى أضحت عنواناً للنجاح.
«6» أحببت وطني من خلال جامعتي الحبيبة، فقط قضيت بين جنباتها أجمل الأوقات وأحلاها، مع أحلى صحبة صحبتهم في غرف الدراسة وفي مجالات الأنشطة الجامعية التي كان من أروعها العمل في «جوالة الجامعة» فقد كانت متنفس العطاء الجامعي، واستفدنا من مهاراتنا السابقة وتم توظيفها في عمل جامعي جديد، خدمنا من خلاله الوطن في الداخل والخارج، وسنحت لنا الفرصة للمشاركة في تجمع جوالة مجلس التعاون الخليجي في مكة المكرمة.. وكانت لنا فيه أحلى الذكريات.
«7» أحببت وطني من خلال عملي في سلك التدريس في مدرسة البسيتين الابتدائية، فعملت مدرساً في أهم المراحل الدراسية.. مرحلة التأسيس التي ستكون نقطة الانطلاق لنجاح الأطفال.. أحببت العمل في هذه المرحلة لعدة أسباب.. أولها بأني أساهم في بناء قادة سيحملون الوطن على أكتافهم، فعلمتهم كيف يزرعون بذور الخير وكيف ينشرون الحب ويساهمون في رفعة الوطن.. ثم لأني استمتعت بالعمل مع نخبة من المدرسين الأفذاذ الذين كانت لهم السنون الأخيرة في عطائهم المدرسي..
«8» أحببت وطني من خلال العطاء التطوعي في مجالات الحياة، فالتطوع لبنة فاخرة في بنيان الوطن، وهو بركة الحياة والعمر.. فبدون التطوع لا تتجمل حياتك، ولا تنهض بمجالات الخير في وطنك..
«9» أحببت وطني لأنه أعطاني كما أعطيته، فأعطاني فرص العطاء واعتبرني ذلك الطفل المدلل الذي يجب أن يحمله الجميع حتى يحفظه من كل مكروه..
«10» أحببت وطني من خلال «أسرتي» الصغيرة الجميلة الرائعة بعصافيرها المغردة، وابتساماتها العذبة، وحبها المتدفق في شراييني.. هي وطني الذي يسكن قلبي، وأتلذذ بحبه في كل دقائق الحياة..
«11» أحببت وطني من خلال «مؤسستي الصغيرة» التي أكرمني المولى الكريم بالعمل فيها تحت مظلة ملكية سامية، أتيحت لي الفرصة لأكون عضواً فاعلاً في أسرة الخيرية الملكية لأكون في خدمة الأرامل والأيتام والمحتاجين، فأساهم في رسم ابتسامة، وتفريج كربات وإغاثة ملهوف.. هي مؤسسة تعلمك معاني «الوطن» الذي يحتضن عطاءك الخصب، ويدفعك إلى دروب التقدم والتميز..
«12» أحببت وطني من خلال «فريق بصمة عطاء» في الخيرية الملكية الذين يبادلونني شعور الحب والوفاء في كل لحظة، فهم من يفهمون معاني العطاء التي رسمناها معاً في اللحظات الأولى من نجاحاتنا الرائعة التي شهدها الجميع.. فأحببته كوطن جمع العطاء بين جنباته.. بإخلاص وتفانٍ من أجل رفع أعلام الوطن في كل سماء..
«13» ولأني أحب وطني فهتاف قلبي بأن يحفظه المولى من كل الشرور ومن كل متاهات الحياة.. دعوت الكريم المنان أن يجعل وطني نبراس خير في سماء العطاء..
«14» ولأني أحب وطني.. فإني لن أتنازل عن قيم نبتت زهورها في حدائق قلبي.. إخلاص لا يتزعزع.. وعطاء لا يتراجع.. وإنتاجية لا تتقاصر.. واحترام للأنظمة لا يتغير.. ونشاط زاخر.. وهمة متقدة في عمل الخير.. ومبادرات تحمل روح المحبة والسلام لكل الناس.. ثم أريحية حياتية تزيل هموم الحياة.
* ومضة أمل
شكراً لك يا وطني، فقد أعطيتني فرصة لكي أعبر وأعمل وأقدم باقات الخير في كل مراحل حياتي.. ولأنني أحبك.. فسوف أظل وفياً لترابك أبداً ما حييت.. حفظ الله البحرين الحبيبة من كل سوء وجمع كلمة شعبها على الخير ووحد قلوبهم على معاني الولاء والتفاني في حب الوطن.
«2» أحببت وطني من خلال ذكريات محيط «بيت العائلة العود الثاني» الذي آوانا مع إخواني وأخواتي، فكان بالنسبة لي وطناً جميلاً تقاسمت فيه الذكريات مع أحباب قلبي الذين أسعد اليوم معهم في ذكريات الحاضر.. كنت أختبئ في «زرانيقه» كلما شاغبت فيه هروباً من عصا والدي رحمه الله، سواء لمشاغبتي أو خوفي منه لعدم حفظي لجدول الضرب! أحببت «وطني» في بيتي لأني تعلمت من والدي رحلة الكفاح التي بذلها من أجل أن يعلمنا ويدفعنا إلى قمم العطاء، ومن أجل ألا يترك في حياتنا لحظات حرمان نتجرع آلامها.. تعلمت فيه كل المهارات والهوايات التي ساعدتني اليوم في حياتي كثيراً.. ثم اقتبست منه قبسات كثيرة أتحصن بها اليوم في عمري الآتي، لأنها كانت لي بمثابة اختبارات التمحيص فقد نجحت في بعضها وتعثرت في بعضها الآخر..
«3» أحببت وطني من خلال «فريجنا» الجميل الذي كان المأوى للاستمتاع بالأوقات.. فكان ملعبنا لكرة القدم، وللتيلة والقلينة والماطوع وغيرها.. أما في شهر رمضان فقد كنا نترقب لياليه لنلعب الخشيشة والصعقير والخارطة.. وتجهيز علب النيدو لنستخدمها «كدفوف» نتغنى بها بأهازيج القرقاعون.. والجميل أن الجميع يتشارك في مقسوم البيوت، ثم نأتي في اليوم التالي ليأخذ كل واحد منا نصيبه..
«4» أحببت وطني من خلال ذلك المسجد الذي جمعنا مع أحبابنا في الله، وتعلمنا فيه معاني الخير وتلاوة كتاب الله الكريم، وكان لنا بمثابة المتنفس الإيماني الذي نستقي منه شمائل الأخلاق.
«5» أحببت وطني من خلال مدرستي الرائعة التي جمعتني مع أصحابي وأساتذتي الفضلاء، الذين نهلت من بحور علمهم ما شجعني على اقتحام أقفال الحياة.. في مدرستي تعلمت الجرأة وحب العطاء والعمل في ميادين الخير، وارتقت مهاراتي التي أحبها، حتى أضحت عنواناً للنجاح.
«6» أحببت وطني من خلال جامعتي الحبيبة، فقط قضيت بين جنباتها أجمل الأوقات وأحلاها، مع أحلى صحبة صحبتهم في غرف الدراسة وفي مجالات الأنشطة الجامعية التي كان من أروعها العمل في «جوالة الجامعة» فقد كانت متنفس العطاء الجامعي، واستفدنا من مهاراتنا السابقة وتم توظيفها في عمل جامعي جديد، خدمنا من خلاله الوطن في الداخل والخارج، وسنحت لنا الفرصة للمشاركة في تجمع جوالة مجلس التعاون الخليجي في مكة المكرمة.. وكانت لنا فيه أحلى الذكريات.
«7» أحببت وطني من خلال عملي في سلك التدريس في مدرسة البسيتين الابتدائية، فعملت مدرساً في أهم المراحل الدراسية.. مرحلة التأسيس التي ستكون نقطة الانطلاق لنجاح الأطفال.. أحببت العمل في هذه المرحلة لعدة أسباب.. أولها بأني أساهم في بناء قادة سيحملون الوطن على أكتافهم، فعلمتهم كيف يزرعون بذور الخير وكيف ينشرون الحب ويساهمون في رفعة الوطن.. ثم لأني استمتعت بالعمل مع نخبة من المدرسين الأفذاذ الذين كانت لهم السنون الأخيرة في عطائهم المدرسي..
«8» أحببت وطني من خلال العطاء التطوعي في مجالات الحياة، فالتطوع لبنة فاخرة في بنيان الوطن، وهو بركة الحياة والعمر.. فبدون التطوع لا تتجمل حياتك، ولا تنهض بمجالات الخير في وطنك..
«9» أحببت وطني لأنه أعطاني كما أعطيته، فأعطاني فرص العطاء واعتبرني ذلك الطفل المدلل الذي يجب أن يحمله الجميع حتى يحفظه من كل مكروه..
«10» أحببت وطني من خلال «أسرتي» الصغيرة الجميلة الرائعة بعصافيرها المغردة، وابتساماتها العذبة، وحبها المتدفق في شراييني.. هي وطني الذي يسكن قلبي، وأتلذذ بحبه في كل دقائق الحياة..
«11» أحببت وطني من خلال «مؤسستي الصغيرة» التي أكرمني المولى الكريم بالعمل فيها تحت مظلة ملكية سامية، أتيحت لي الفرصة لأكون عضواً فاعلاً في أسرة الخيرية الملكية لأكون في خدمة الأرامل والأيتام والمحتاجين، فأساهم في رسم ابتسامة، وتفريج كربات وإغاثة ملهوف.. هي مؤسسة تعلمك معاني «الوطن» الذي يحتضن عطاءك الخصب، ويدفعك إلى دروب التقدم والتميز..
«12» أحببت وطني من خلال «فريق بصمة عطاء» في الخيرية الملكية الذين يبادلونني شعور الحب والوفاء في كل لحظة، فهم من يفهمون معاني العطاء التي رسمناها معاً في اللحظات الأولى من نجاحاتنا الرائعة التي شهدها الجميع.. فأحببته كوطن جمع العطاء بين جنباته.. بإخلاص وتفانٍ من أجل رفع أعلام الوطن في كل سماء..
«13» ولأني أحب وطني فهتاف قلبي بأن يحفظه المولى من كل الشرور ومن كل متاهات الحياة.. دعوت الكريم المنان أن يجعل وطني نبراس خير في سماء العطاء..
«14» ولأني أحب وطني.. فإني لن أتنازل عن قيم نبتت زهورها في حدائق قلبي.. إخلاص لا يتزعزع.. وعطاء لا يتراجع.. وإنتاجية لا تتقاصر.. واحترام للأنظمة لا يتغير.. ونشاط زاخر.. وهمة متقدة في عمل الخير.. ومبادرات تحمل روح المحبة والسلام لكل الناس.. ثم أريحية حياتية تزيل هموم الحياة.
* ومضة أمل
شكراً لك يا وطني، فقد أعطيتني فرصة لكي أعبر وأعمل وأقدم باقات الخير في كل مراحل حياتي.. ولأنني أحبك.. فسوف أظل وفياً لترابك أبداً ما حييت.. حفظ الله البحرين الحبيبة من كل سوء وجمع كلمة شعبها على الخير ووحد قلوبهم على معاني الولاء والتفاني في حب الوطن.